تتزايد الضغوط السياسية والعسكرية على قائدة التحالف العربي في اليمن، والتي لم تملك من القيادة سوى الاسم مع الكثير من الفشل وطعنات من الظهر لا تنفك تتكرر تباعا.
وخلال الأسبوع المنصرم، هاجم الحوثيون منشآت نفطية حيوية في السعودية لم تنفه الأخيرة، والتي قالت إنه بتقنيات إيرانية جديدة ومتطورة، بات يمتلكها الحوثيون عقب 6 سنوات من حصار وحرب التحالف في اليمن.
فرغم الزخم الهائل الذي بدأ به التحالف وتحرير أجزاء كبيرة من الأراضي اليمنية من قبضة الحوثيين، انحرف الاهتمام من القضاء عليهم إلى صناعة أصنام جديدة من حلفائهم لهدمها، وفقا للرؤية الإماراتية، المتحكمة بالتحالف، التي ترى في عدم استقرار المملكة الهدف الأسمى.
فقد سعت الجارة الحليفة لإضعاف الجيش اليمني الذي يحارب الحوثيين، وتفريخ تشكيلات عسكرية تتبعها مباشرة ودعمهم بسخاء لإفساد ما تم تحريره من الحوثيين، ومحاربة الحكومة وجيشها بعيدا عن الهدف الذي قدمت من أجله.
خيبات السعودية العسكرية طوال الفترة الماضية تزامنت مع أخرى سياسية حيث عجزت عن إنهاء التمرد في الجنوب رغم توقيعها على اتفاق رعته بينهم وبين الحكومة منذ عام، لكنه يتعارض مع رغبة الإمارات التي لديها هدف محدد يتمثل في إغراق جارتها الكبرى في الفوضى، وبقاء الحوثيين سكينا في خاصرتها الجنوبية، دون أن تحرك الأخيرة ساكنا، في صمت مثير للريبة ولم يجد تفسيرا حتى الآن.
الحليف الرئيسي
مراسل أسوشيتد برس في اليمن نقل معلومات عن باحث غربي قوله إن "التطورات العسكرية التي شهدتها السعودية مؤخرا وخاصة الهجوم الصاروخي على منشأة أرامكو، أغضبت قيادات في المملكة من حلفائها أكثر من غضبها على الحوثيين".
ونقل أحمد الحاج عن صديقه في مراكز أبحاث أمريكي في العلاقات العربية الأمريكية أن "العتب السعودي يذهب نحو الموقف الأمريكي وكذلك الإماراتي"، وتوقع أن "تتسع الخلافات بين المملكة والإمارات، لشكوك تعتري السعودية، يكاد يكون في مستوى التأكيد بأن الأولى أسهمت في إغراق الأخيرة بقضايا لم تكن يوما من أولوياتها".
وأرجع مراسل الوكالة أن تسريب هذا الخبر ينم عن وجود "نوايا إماراتية للتفاهم مع الحوثيين"، وأن هذا الخبر إن صح فإن له ما بعده.
2
— Ahmed Alhaj (@AhmedAl_haj) November 24, 2020
يتوقع زميلي الباحث في العلاقات العربية الامريكية ان تتسع الخلافات بين المملكة والامارات، لشكوك يعتري السعودية، يكاد يكون في مستوى التأكيد بأن الإمارات اسهمت في إغراق السعودية بقضايا لم تكن يوما من أولوياتها. ولعل التسريب لخبر عن نوايا اماراتيه التفاهم مع الحوثيين له مابعده....
وتزايدت هجمات الحوثيين بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة مؤخرا على مناطق حيوية في السعودية، فيما انسحب الحليف الإماراتي شكليا من اليمن، وذهب للتقارب مع إيران، فهو يفسد الداخل اليمني بمليشياته ويتحالف مع خصوم المملكة لمحاصرتها من الخارج.
اتفاق الرياض
ورغم مضي عام على توقيع "اتفاق الرياض"، لا تزال بنوده الرئيسية لم تر النور وفقا لرغبة حلفاء الإمارات المتمردين، وسط تحذيرات حكومية من تنفيذ الشق العسكري للاتفاق قبل الشق المدني خلافا لبنود الاتفاق، والذي يمثل حاليا نقطة الخلاف.
وقال وكيل وزارة الإعلام في الحكومة إنه وفي حال أُعلنت الحكومة قبل تنفيذ الشق الأمني والعسكري بحسب اتفاق الرياض، "فلن تعود الحكومة إلى عدن وإن عاد بعض الوزراء فسيكونون تحت رحمة مليشيات الانتقالي والتعنت الإماراتي".
وأضاف محمد قيزان على تويتر أنه وبعد ذلك "سيتم الضغط للقبول بالتفاوض مع الحوثي دون أن يسلم السلاح، وتصبح اليمن تحت رحمة المليشيات شمالا وجنوبا".
إذا أُعلنت الحكومة قبل تنفيذ الشق الأمني والعسكري بحسب #اتفاق_الرياض، فلن تعود إلى #عدن وان عاد بعض الوزراء فسيكونوا تحت رحمة #مليشيات_الانتقالي والتعنت #الاماراتي، وسيتم بعد ذلك الضغط للقبول بالتفاوض مع #الحوثي دون أن يسلم السلاح
— محمد قيزان (@mohgezan) November 26, 2020
وتصبح #اليمن تحت رحمة المليشيات شمالا وجنوبا.
وشدد قيزان في تغريدة أخرى على أهمية التصدي للمشروعين "الإيراني والإماراتي ومليشاتهما في اليمن"، داعيا اليمنيين لمواجهة ذلك بأنفسهم، واصفا إياهم بالرجال الشجعان، وفي إشارة لعدم جدوى انتظار ما سيفعله التحالف.
وأكد نائب الوزير في الحكومة الشرعية على أنه "يكفي تجريب الفاسدين والفاشلين وأصحاب الشرائح المتعددة.. لن يصمد إلا أصحاب المبادئ والقيم وما أكثرهم والميادين خير شاهد".
الانتخابات الأمريكية
ويمثل فوز مرشح الديمقراطيين برئاسة الولايات المتحدة ضربة كبيرة للسعودية، وهي التي سعت بمعية الإمارات بكل جهدها لاستمرار ترامب في فترة رئاسية ثانية، وإن كان ذلك بالدفع للتطبيع مع الكيان الصهيوني دعما لحملة الأخير الانتخابية.
وعرف الرئيس الجديد "بايدن" بمهادنته لإيران والدعوة لإنهاء حرب اليمن ورفع الدعم العسكري عن التحالف، والذي فشل خلال فترة "ترامب" في تحقيق أي انتصار عسكري، عقب انحراف الأهداف وتمكن الحوثيين من امتلاك أسلحة نوعية تقض مضجع قائدة أحمق تحالف عرفه التاريخ.
وقد رحب الإيرانيون بفوز المرشح "بايدن" معتبرين "هزيمة ترامب انتصارا لمقاومة إيران"، وفقا للرئيس روحاني الذي عبر عن فرحه بالقول إن "إيران وأمريكا قد تخلصتا من ترامب".
وتابع الرئيس الإيراني أن دولته ستتجاوب مع بايدن، وكل عقدة لها حل حسب تعبيره، وأنه بالإمكان "الوصول إلى حل إذا نفذ بايدن وعوده، وما جاء بتصريحاته السابقة".
ويشن الحوثيون هجوما هائلا للسيطرة على مدينة مأرب، معقل الشرعية الأخير في البلاد، في ظل تقاعس من التحالف وعدم اتضاح توجهاته، فيما الفساد ينخر نواة الجيش في مأرب والجوف والذي بات ثقبا أسود، فيما أفراده يقبعون لأشهر بلا رواتب.
ومنذ بدء الهجوم على مأرب، تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في المحافظة، ومحاصرة مركز المدينة من عدة اتجاهات، بينما تقبع الحكومة في منفاها في الرياض مستلذة بالفساد والأموال التي تجنيها على حساب الشعب اليمني المكلوم.