[ الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد ]
دعا الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد التحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات إلى وقف الصراع المحتدم منذ خمس سنوات في اليمن، مؤكداً أن أي طرف أو محافظة أو قبيلة لن تستطيع حسم القتال لصالحها.
وقال علي ناصر في مقال نشرته صحيفة "رأي اليوم" الإلكترونية إنه حذر مختلف الأطراف المشاركة في الحرب من استحالة حسمها كما يعتقد المخططون وأن عودة الشرعية إلى صنعاء غير ممكنة.
وأكد الرئيس السابق أن ما حذر منه وتعرض بسببه للانتقاد أصبح واقعاً اليوم "وها هي الحرب على مشارف العام السابع ولم تُحسم".
وأشار علي ناصر إلى الآثار الاقتصادية والأزمة الإنسانية التي خلفها الصراع بعد نحو ست سنوات ودماء الآلاف من الشباب الذين يجري تجنيدهم إلى المعارك دون أي طائل.
وقال علي ناصر "يتابع العالم هذه الحروب وتشظياتها وتشعباتها ويناشدنا كل يوم أن كفى اقتتالاً واحتراباً في بلد يعيث فيه الفقر والعوز وتمزقه الجماعات المسلحة والعصبيات وأحزابها وقياداتها السياسية تصطرع على المناصب والكراسي دون أدنى اعتبار لهذا النزف الدامي".
وأضاف "يحزُّ في نفوس كل الشرفاء أن تراقب تلك القيادات المشغولة بذواتها وبترتيب أوضاعها المادية وأوضاع أسرها في مختلف عواصم العالم".
واستغرب الرئيس الجنوبي إصرار بعض القيادات العسكرية على استمرار الحرب والحسم في أبين ولحج وشبوة، وقال "لا يمكن لأي قبيلة أن تنتصر على أخرى ولا أي محافظة أن تنتصر على أخرى ولا الشمال أن ينتصر على الجنوب ولا الجنوب أن ينتصر على الشمال ولا الخليج أن ينتصر على اليمن".
ولفت إلى المواجهات الأخيرة التي شهدتها جبهات "الطرية والشيخ سالم وشقرة والعرقوب في محافظة أبين والتي راح ضحيتها عشرات الشباب من ردفان ويافع والصبيحة والضالع والشعيب وأبين وشبوة وغيرها من المحافظات".
وقال إن تلك المعارك "دون هدف واضح ولا قضية مقنعة.. لا يستفيد منها إلا تجار الموت والحروب والقصور والشباب يذهبون الى القبور ولهم الجنة".
وعبر عن أسفه من "استمرار التحالف الذي جاء لإنقاذ اليمن في هذه الحرب التي لم يتمكن من تحقيق الحسم العسكري فيها".
وأوضح أن الأطراف المتقاتلة في أبين دون أن يسمها "لا تملك أمرها وهي التي تتظاهر بأنها صاحبة قرار في الحرب والحل"، في إشارة إلى تحكم التحالف والسعودية والإمارات بخيوط القتال في أبين.
ودعا الرئيس اليمني الأسبق التحالف "بدرجة أساسية الى إيقاف هذه الحرب العبثية والمدمرة لأن القرار بيدهم"، مستشهداً بالمؤتمرات والاتفاقيات التي تمت في جنيف والكويت وستوكهولم والرياض وغيرها من اللقاءات التي لم توقف الصراع.
وألمح الرئيس الجنوبي في نهاية مقاله إلى ثورة شعبية تنهي ما سماها "المهزلة المقيتة" كما هو مصير الطغاة والغزاة عبر التأريخ في اليمن.