[ التعهدات المالية التي أسفر عنها مؤتمر المانحين بالرياض لم ترق إلى حجم التمويل المنشود (رويترز) ]
فشل مؤتمر دولي للمانحين رعته السعودية بمشاركة الأمم المتحدة، في جمع التمويل المطلوب لتلبية احتياجات اليمن الإنسانية خلال الأشهر المقبلة. وبينما لم تعلن الإمارات عن أي مساهمة مالية، اعتبر الحوثيون استضافة الرياض للمؤتمر استثمارا في الدم اليمني.
وعقد المؤتمر أمس الثلاثاء في الرياض بواسطة دائرة تلفزيونية وبمشاركة أكثر من 130 دولة ومؤسسة دولية مانحة. وقالت الأمم المتحدة إن المشاركين فيه تعهدوا بتقديم مليار و350 مليون دولار مساعداتٍ إنسانية لليمن، في حين قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن وكالات الإغاثة الدولية قدرت التمويل المطلوب لتغطية المساعدات الإنسانية لليمن من يونيو/حزيران وحتى ديسمبر/كانون الأول بنحو 2.4 مليار دولار.
كما أن التعهدات التي تم الإعلان عنها هي نصف المبلغ الذي وعدت به الجهات الدولية المانحة في المؤتمر الذي عقد العام الماضي، والبالغة 2.6 مليار دولار، وفق ما ذكرت وكالة أسوشيتد برس.
وتعهدت السعودية بأن تدفع 500 مليون دولار، وهي أكبر مساهمة تم التعهد بها، في حين أن الإمارات -شريكتها في التحالف الذي يشن حربا في اليمن منذ عام 2015- لم تعلن عن أي مساهمة من جانبها.
كما تعهدت الولايات المتحدة بمساعدات لليمن بقيمة 225 مليون دولار، وبريطانيا بقيمة 200 مليون دولار، وألمانيا بقيمة 125 مليون دولار.
وقبل انعقاد مؤتمر المانحين الجديد، حذرت الأمم المتحدة من توقف نحو ثلاثين من برامجها الإنسانية في اليمن خلال الأسابيع القليلة المقبلة، في حال لم يتوفر التمويل المطلوب لمجابهة الأزمات التي يمر بها هذا البلد، بما في ذلك تفشي فيروس كورونا وأوبئة أخرى، فضلا عن انهيار المنظومة الصحية جراء الحرب التي تدور في اليمن منذ أكثر من خمس سنوات.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لمساعدة الشعب اليمني قبل أن يزدادَ الوضعُ الإنساني سوءا في البلاد التي تواجه نذر انهيار طبي شامل.
من جهته، حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك من ارتفاع عدد الوفيات في اليمن خلال الفترة المقبلة إذا لم تقدَّم له المساعدات الإنسانية اللازمة، ووصف لوكوك خلال مشاركته في مؤتمر المانحين الوضع في اليمن بالكارثي، في ظل الانتشار السريع لفيروس كورونا والانهيار الكامل للنظام الصحي.
من جهتها، قالت الخارجية الكويتية إن مؤتمر المانحين مبادرة من بين جهود تستهدف حشد الدعم الدولي لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية الصعبة في اليمن.
استثمار في الدم
وقد اعتبر القيادي في جماعة الحوثي عبد الملك العَجْري أن السعودية مارست ضغوطا كبيرة على الأمم المتحدة من أجل تنظيم واستضافة مؤتمر المانحين.
وقال العجري في تصريحات صحفية إن الأمم المتحدة أخطأت في استجابتها للضغوط السعودية، وإن المؤتمر تحول إلى "موسم للاستثمار في دماء اليمنيين"، مضيفا أن الأمم المتحدة بدلا من ممارسة الضغط على ما وصفها بدول العدوان لوقف الحرب، أصبحت تحاول إعطاء وجه إنساني للحرب.
وتابع أن السعودية تحاول من خلال تنظيم واستضافة مؤتمر المانحين أن تقدم صورة جديدة لنفسها بوجه إنساني، بعد التشوه الذي لحق بها، على حد تعبيره.
كما قال القيادي الحوثي إنه اذا كانت هناك مبادرة فإنها يجب أن تشمل أولا وقف ما وصفها بالحرب العدوانية على اليمن، باعتباره المدخل الطبيعي لأي جهد إنساني يمكن أن تساهم فيه "دول العدوان".
في السياق، اعتبر المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام -في تصريحات لقناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثي- أن اللجوء إلى تنظيم مؤتمر للمانحين في ظل استمرار ما وصفه بالعدوان والحصار، يمثل هروبا من أصل المشكلة.
وبينما قال رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك -في كلمة له بالمؤتمر- إن بلاده تواجه أزمة تفشي فيروس كورونا في وضع اقتصادي حرج وأقل مستوى جاهزية للقطاع الطبي، هوّن عبد العزيز جباري مستشار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، من نتائج مؤتمر المانحين، مشيرا إلى أن المنح الناتجة عن مثل هذه المؤتمرات نتائجها غير ملموسة على الأرض.