قالت واشنطن بوست إن تغاضي الإدارة الأميركية عن الانتهاكات التي يرتكبها النظام السعودي جعل ولي العهد محمد بن سلمان يعتقد الآن أنه يستطيع اضطهاد أي أميركي بدون عقاب من الرئيس دونالد ترامب ووزير خارجيته.
وأوردت الصحيفة الأميركية بافتتاحيتها -تعليقا على زيارة وزير الخارجية مايك بومبيو للسعودية اليوم الأربعاء- أن الزيارة ستركز على حملة إدارة ترامب ضد إيران، لكن جدول الأعمال يشمل أيضا ملف حقوق الإنسان بالمملكة والمواطنين الأميركيين المسجونين هناك.
وانتقدت مماطلة النظام السعودي في الوفاء بوعد قطعه لإدارة ترامب بشأن إطلاق المواطن الأميركي د. وليد فتيحي الذي اعتقلته المملكة في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، خلال إحدى حملات القمع المحلية التي يشنها ولي العهد، وتعرض للتعذيب والسجن 21 شهراً دون توجيه أي اتهام له. وما زالت السلطات السعودية تمنعه وسبعة من أفراد عائلته (جميعهم مواطنون أميركيون) من مغادرة أرضها.
وقالت الصحيفة إن السلطات السعودية وعدت مسؤولين أميركيين بتبرئة فتيحي وإطلاقه بعد جلسة محاكمة في 9 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، ولكنها ما فتئت تؤجل الجلسة المقررة للنظر في قضيته.
حصانة
وعبرت واشنطن بوست عن استيائها مما سمته عدم احترام السعودية للمصالح الأميركية، في الوقت الذي يرسل فيه ترامب آلاف الجنود والتعزيزات العسكرية إلى الخليج لحماية المملكة من التهديد الإيراني.
وقالت أيضا إن بن سلمان قد استخلص من خلال تعامل ترامب وبومبيو مع ملفات كثيرة أن بإمكانه اضطهاد الصحفيين والمعارضين وحتى المواطنين الأميركيين دون الخشية من تأثير ذلك على علاقته بواشنطن.
وانتقدت تعاطي إدارة ترامب مع قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي التي هزت ضمير العالم. وقالت إن بومبيو صرح مرارا وتكرارا بأن بلاده تحقق في عملية الاغتيال وستحاسب الضالعين فيها، ولكن إدارة ترامب لم تتخذ أي إجراءات تذكر ما عدا قرار منع المتهمين الرئيسيين في الجريمة من الحصول على تأشيرات لأميركا.
وختمت الصحيفة بأن المسؤولين الأميركيين ما فتئوا يطالبون إدارة الرئيس باتخاذ إجراءات ضد سعود القحطاني مستشار بن سلمان، المتهم بالإشراف على عملية اغتيال خاشقجي ويعتقد أنه مسؤول عن اعتقال وتعذيب عدد من الناشطات البارزات في مجال حقوق المرأة، ولكن القحطاني مازال يتمتع بالحصانة.