[ "بلقيس" اليمنية.. فضائية شبابية من رحم الثورة (تقرير) ]
من رحم الثورة اليمنية، وبروح الشباب، انطلقت قناة "بلقيس"، التي تأسست عام 2014، للوصول إلى كافة أبناء الشعب اليمني بالداخل والخارج.
ومنذ بدء البث العام 2015 في إسطنبول، تعمل القناة الإخبارية الأولى الخاصة في اليمن، على توظيف الطاقات الشابة، عبر الكوادر المتميزة، من أجل نقل الهم الداخلي، وفهم متطلبات الشعب والشباب.
وتسعى القناة للتغلب على الصعاب المتعلقة بالوضع الداخلي في البلاد، جراء نقص الخدمات الأساسية، والتواصل مع مختلف شرائح الشعب، لنقل الخبر وحقيقة ما يحدث بشكل مستقل.
وتحدث أحمد الزرقة، مدير القناة، للأناضول، عن مسيرتها بقوله " تأسست أواخر 2014 في اليمن، ولكن جراء الأوضاع هناك بدأت البث الفعلي فبراير/شباط 2015 من إسطنبول".
وأضاف "القناة تحمل شعار صوت اليمنيين وبالتالي هي قناة إخبارية متخصصة تعمل على تغطية الأحداث السياسية وتفاعلاتها، وأيضا الأخبار الدولية المعنية بالشؤون اليمنية، وهي قناة مستقلة وترأس مجلس إدارتها توكل كرمان (الحائزة على جائزة نوبل)".
الزرقة تحدث عن سياسية القناة بالقول إنها "تعنى بشكل يومي بالخبر اليمني تحديدًا، ولها عدد كبير من المراسلين في المحافظات اليمنية، وتعرضت بسبب مواقفها السياسية للانتهاكات، ففقدت في الأعوام الماضية 3 شهداء خلال عملهم بمأرب وتعز وزمار".
وأوضح أن "القناة تقف موقفا واضحا من الانقلاب، ومن كافة الميليشيات المسلحة، ووقفنا ضد جميع الانتهاكات التي تعرض لها اليمنيون، من قبل ميليشيا الحوثي، وأيضا من قبل التحالف السعودي الإماراتي، ولدينا موقف واضح، أننا ننتمي للناس واليمن الكبير الموحد".
وشدد على أن القناة "تلتزم أخلاقيًا أمام الجمهور بنقل الحدث كما هو، إيمانا بأن الخبر مقدس، والتعليق متاح لكل الأطراف، وتحاول الانفتاح على كافة الأطراف السياسية، وترك فرصة للمشاهد ليقرر ما يريده ويناسبه بالضبط".
ورداً على سؤال حول الجمهور المستهدف أجاب الزرقة، "الجمهور اليمني الباحث عن الخبر والمعلومة الدقيقة والصحيحة، والقناة تؤمن بثورة الربيع العربي وثورة 11 فبراير، وهي إحدى ثمراتها بتكريس حقيقي لرسالة وصوت ثورة فبراير في العام 2011".
وزاد "القناة تعد امتدادًا لحلم الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، وتستهدف اليمنيين في الداخل والخارج، والنخب السياسية، ومخصصة لشريحة واسعة من المهتمين بمعرفة ما يدور داخل البلاد، هي ووجدت كأول قناة إخبارية يمنية متخصصة تهتم بالخبر وتفرد له مساحة واسعة".
ومضى بالقول "وصلنا لأول مرة لأقصى المناطق الريفية، ونقلنا تفاعلات الناس، وهو ما لم يكن موجودًا، واعتمدنا على طاقم تحريري بالكامل من الشباب، متنوع الأفكار والمشارب السياسية، ولكن لديهم حرية الصحافة والتعبير".
كما شدد مدير القناة على الحرص بشأن تقدم رسالة إخبارية 24 ساعة متواصلة، ليس فقط على الشاشة بل عبر المنصات الأخرى، وتجاوزنا مليوني متابع عبر "فيسبوك" وبقية مواقع التواصل الاجتماعي، وحاولنا الوصول للجمهور اليمني".
وشدد قائلًا أيضًا: "تواجدنا في عدن قبل الاجتياح الحوثي، وأثناءه، وبعده، وخلال تواجد المجلس الانتقالي في المناطق الأكثر صعوبة، وهو ما لم يكن لبقية الإعلام".
وعن المكاسب والمميزات في العمل والبث من إسطنبول، قال الزرقة "استفدنا من التقنيات الكبيرة من الإنترنت والاستديوهات والخدمات المقدمة بشكل كبير للغاية، واستفدنا من الخبرات في المجال الفني والتقني، وهي أشياء يلمسها المتابع من خلال الصورة الواضحة وعدم وجود أي خلل".
وزاد "نعاني من رداءة التواصل مع الداخل بسبب الاتصالات والإنترنت، والعراقيل التي تعيق طواقمنا لإرسال المواد ومتابعة الأحداث".
وحذر من حملة عدد من الأطراف، وخطاب إقصائي ضد القناة لأنها لا تتبع أي طرف، وتعمل بشكل مستقل ضد جميع الممارسات والانتهاكات التي ترتكب بحق اليمنيين، بغض النظر عن تلك الأطراف.
من ناحيتها، قالت هناء صالح مديرة شركة بلقيس ميديا، إنها أول قناة إخبارية متخصصة بالخبر اليمني، تم تأسيسها بإسطنبول لأنها مدينة الإعلام المهاجر المتطلع لحرية بلا سقف، إضافة للتاريخ والشعب والحكومة المرحبين والمضيافين، وللأمانة لن نجد أحسن من إسطنبول للبث منها.
وأعربت عن فخرها بأن أصبحت "بلقيس" الأقرب إلى المشاهد ضمير الشارع والمواطن، الذي لمس عرضها لانتهاكات جميع الأطراف، بحيادية وموضوعية.
ونوهت بأن المشاهد اليمني لم يعتد على هذا النوع من الإعلام المستقل الذي يعكس واقع الحال بكل مهنية وموضوعية، وهذا سر النجاح.
وحول الاعتماد على كوادر شابة بالكامل، أقرت بأن التجربة كانت "محفوفة بالمخاطر"، في ظل المخاوف من غياب الخبرة، رغم أنهم درسوا الإعلام وشاركوا في الثورة.
غير أن القناة ربحت الرهان ةأصبحت متميزة تعرف كيف تطرح القضايا القريبة من الناس، والشباب وتطلعاتهم، والخطاب كان يصل للجميع صغيرا او كبيرا، نساء ورجال، وفق صالح.
وأرجعت الفضل في ذلك إلى قدرة الشباب والشابات على الوصول للناس من مختلف الأعمار، إضافة لإلمامهم بوسائل العمل الحديثة من سوشيال ميديا وكيفية طرح القضايا، ونستطيع القول إن القناة تعمل بطاقة شابة بنسبة 99٪.
وحول الأهداف العامة للقناة تحدثت صالح بالقول "أهدافها هي نفس أهداف الشارع اليمني، دولة مدنية ديقراطية، دولة المواطنة المتساوية، والحقوق والحريات".
وتسعى القناة حاليا إلى توسيع آليات العمل الحديثة، ووسائل التواصل، والتغلب على مشكلة الوصول للناس بسبب انقطاع الكهرباء والاتصالات، والتواصل مع اليمنيين في الخارج، وتنويع المصادر.
وأشارت إلى افتتاح عدة محطات إذاعية للوصول للمواطن، ومراعاة أن 70٪ من الشعب يقيم بالريف، وهذا هو التحدي الأكبر، ويكفي أن الأمم المتحدة اعتبرت اليمن يعاني الكارثة الأسوأ عالميًا.
وأعربت عن إصرار فريق العمل على ألا ينعزل عن مطالب اليمنيين في الداخل رغم ما يعانون من في عملهم لنقل الصورة والحقيقة.
وللعام الخامس على التوالي، يشهد اليمن حربا بين القوات التابعة للحكومة ومسلحي الحوثيين المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
ومنذ مارس/آذار 2015، يدعم تحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، القوات الحكومية في مواجهة الحوثيين.
وجعلت هذه الحرب معظم السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما بات الملايين على حافة المجاعة، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، وفق تقديرات الأمم المتحدة.