تصعيد الإمارات في جنوب اليمن ودعوات لرحيل الرئيس هادي.. ما دلالات وأبعاد ذلك؟
- خاص الأحد, 06 أكتوبر, 2019 - 05:48 مساءً
تصعيد الإمارات في جنوب اليمن ودعوات لرحيل الرئيس هادي.. ما دلالات وأبعاد ذلك؟

[ تصعيد أدوات الإمارات ودعوات لرحيل الرئيس هادي ]

إلى قبيل أيام فقط، كانت أدوات أبو ظبي في اليمن تضع حدا فاصلا بين استهدافها للحكومة الشرعية وبين تمسكها بشرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

 

وطوال السنوات الماضية، برغم كل الأزمات والأحداث التي وقعت في محافظات الجنوب اليمني ظل قادة المجلس الانتقالي الجنوبي وناشطوه يحافظون على علاقة نسبية مع الرئيس هادي والتأكيد على شرعيته والوقوف معه.

 

لكن اللافت خلال الساعات الماضية هو بدء ناشطي المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا حملات منظمة على شبكات التواصل الاجتماعي تستهدف الرئيس عبد ربه منصور هادي، تحت هاشتاج موحد يدعو لرحيل الرئيس هادي، ويحمل الهاشتاج وسم #يرحل_هادي_وتسقط_شرعيته .

 

فما هي دلالات وأبعاد هذا التصعيد الغير مسبوق من قبل أدوات أبو ظبي؟

 

قرار إماراتي

 

المؤكد أن هذا التصعيد لم يأت بمعزل عن التوتر والتصعيد القائم بين الرئاسة والحكومة اليمنية ودولة الإمارات العربية المتحدة، فكل ما يقوم به المجلس الانتقالي الجنوبي يأتي وفقا لتوجيهات أبو ظبي دون شك.

 

وبالتالي فإن التصعيد يدل على وصول العلاقة بين الرئاسة اليمنية ودول التحالف العربي وخصوصا دولة الإمارات إلى آخر مراحلها، فقد تعدى الأمر استهداف الحكومة الشرعية كشماعة استخدمت لسنوات لتحقيق أهداف أبو ظبي وتبريرها، ثم اتجهت إلى مرحلة الاستهداف المباشر للرئيس عبد ربه منصور هادي.

 

فشل الحوار

 

يعد تصعيد أدوات أبو ظبي والدعوة لرحيل الرئيس اليمني دليلا واضحا على وصول حوار جدة بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي إلى طريق مسدود.

 

فتعثر الحوار وإصرار الحكومة اليمنية على بسط سيطرتها وتنفيذ ما ورد في بيان المملكة العربية السعودية من الدعوة إلى تسليم المعسكرات والمقرات الحكومية في العاصمة المؤقتة عدن للحكومة الشرعية، وتمسك أبو ظبي بمنح أدواتها سلطات وإجبار الحكومة على الرضوخ بالأمر الواقع، أجهضا حوار جدة.

 

وبالتالي فإن أبو ظبي قررت المضي في تنفيذ مشروعها بعد أن عجزت عن تنفيذه من خلال منح الانقلابيين المدعومين منها شرعية من الرئاسة اليمنية.

 

شرعية جديدة

 

ومن خلال سياق تطورات الأحداث خلال الأيام الماضية وتصريحات المسؤولين في دول التحالف العربي، فإن الدعوات لرحيل الرئيس اليمني هادي تؤكد أن دول التحالف العربي قررت التخلص من الرئاسة والحكومة اليمنية، وخوض الحرب ضد الحوثيين عسكريا وسياسيا منفردة.

 

ولأن إنهاء شرعية الرئيس اليمني هادي تعني انتهاء مشروعية التدخل العسكري للتحالف العربي في اليمن، فإن المتوقع أن تتجه دول التحالف إلى البقاء في اليمن تحت ظل شرعية جديدة.

 

ويلاحظ الاتجاه من قبل التحالف العربي للبقاء تحت مشروعية لافتة مكافحة ومحاربة الإرهاب، وهذا ما دعت إليه دولة الإمارات صراحة عبر بياناتها الصادرة عن وزارة خارجيتها.

 

صراع جديد

 

وفي حال مضت دول التحالف العربي في تنفيذ قرارها، فإن فصلا جديدا من فصول الصراع ينتظر اليمن، وربما قد يكون الأسوأ والأكثر دموية.

 

فالرئاسة والحكومة اليمنية لن تتخليان بسهولة أو تجنحان لقرار إنهائهما، وستخوضان حربا شرسة في مواجهة ذلك، ذلك أنه لا يزال لديهما من عوامل القوة سياسيا وعسكريا ما يدفعهما لذلك.

 

وبالتأكيد فإن مسرح الصراع سيكون في المحافظات الجنوبية من اليمن بصورة أكبر، وخصوصا في محافظات شبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى.

 

ومع استمرار التصعيد العسكري والسياسي للمجلس الانتقالي الجنوبي بإيعاز من أبو ظبي، وسحب قوات عسكرية أبرزها من ألوية العمالقة السلفية إلى العاصمة المؤقتة عدن ومحافظة أبين، وقيام القوات الحكومية بتصعيد أقل فإن نذر الحرب تخيم على سماء اليمن خلال الساعات والأيام القادمة.

 

وهي حرب لا يمكن التنبؤ بنتائجها، غير أن المؤكد أن وقودها وضحاياها سيكونون البسطاء من أبناء اليمن، كما أنها ستفاقم من الأزمة الإنسانية التي يعيشها اليمن.


التعليقات