[ اليمن نقطة عبور إلى دول الخليج الغنية ]
رغم الحرب التي تمزقه، فاليمن يبقى الوجهة المفضلة للمهاجرين غير الشرعيين القادمين من بلدان القرن الافريقي، والذين يرغبون في التسلل والعمل في الدول الخليجية الغنية. ولا تُسلط الكثير من الأضواء على المهاجرين الذين اختاروا اليمن كنقطة عبور، عكس أولئك الذين فضلوا الذهاب إلى الإلدورادو الأوروبي.
أقل ما يقال عن الوضع في اليمن أنه سيء كثيرا، فأربع سنوات من الحرب الأهلية دمرت المرافق والبنية التحتية، وهو ما جعل حوالي 24 مليون يمني يمثلون 80 في المائة من إجمالي سكان اليمن، بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية.
وقد جعل التدفق المفاجئ للمهاجرين غير الشرعيين والقادمين من إثيوبيا الحياة أكثر بؤسا، وهو ما أكده فراس البديري، كبير المنسقين في المنظمة الدولية للهجرة حيث قال: "كما تعلمون، فإن معظم المهاجرين غير الشرعيين يأتون من إثيوبيا. وللوصول إلى اليمن، يأخذون طريقا طويلة وخطيرة للوصول إلى جيبوتي. ثم يستقلون قوارب صغيرة في البحر في رحلة محفوفة بالمخاطر" وأضاف فراس البديري أن المخاطر تظلّ قائمة رغم وصول هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين إلى اليمن بسبب الحرب.
وموقع اليمن الجغرافي هو السبب الرئيسي وراء اختيارها من قبل العديد من المهاجرين غير الشرعيين رغم الحرب، فهي تمثل لهم نقطة عبور إلى الدول الغنية، وخاصة المملكة العربية السعودية. وفي العام 2018 وصل حوالي 150 ألف مهاجر غير شرعي عبر الحدود اليمنية على أمل تغيير وتحسين أوضاعهم الاقتصادية.
وتشير التقارير إلى موت عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين خلال رحلة البحث عن عالم أفضل وقبل وصولهم إلى الأراضي اليمنية، وذلك بسبب الأمراض والجفاف، وقد تمّ إلقاء العديد منهم في البحر من قبل تجار البشر لتخفيف عبء القوارب.
وحسب المنظمة الدولية للهجرة، فقد توفي أكثر من 700 مهاجر افريقي غير شرعي منذ العام 2014 في خليج عدن، وتعتبر المنظمة أن هذا الرقم هو مجرد غيض من فيض حيث يلقى الآلاف مصرعهم دون الاكتراث بمصيرهم. ونظرا لتردي الأوضاع في اليمن وعدم قدرة المهاجرين غير الشرعيين في التسلل إلى دول الخليج الغنية، أصبح البعض يفضل العودة إلى جحيم إثيوبيا بدل مواصلة حلم الخليج، وقد قامت الحكومة المحلية في عدن بالتنسيق مع المنظمات الدولية لإقامة مأوى مؤقت لـ 2200 مهاجر. كما شرعت اليمن في خطة لإعادة المهاجرين إلى بلدانهم.