بثت قناة اليمن اليوم التابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح شريطا مصورا ظهر فيه صالح متحدثا في كلمة مسجلة لمدة 14 دقيقة عن علاقته بالحوثيين والظروف التي قادت إلى مقتله في الرابع من ديسمبر/كانون الأول من العام 2017م الماضي.

ووفق ما جاء في الكلمة فقد ألقاها صالح داخل منزله بالعاصمة صنعاء في ساعة الفجر الأولى قبل ساعات من مقتله، وبدا واضحا خلال حديثه سماع أصوات تبادل إطلاق النار.

وظهر صالح في الكلمة مرتديا ذات البدلة التي قتل فيها، وأظهرتها لقطات الفيديو التي وزعها الحوثيين بعد مقتله.

وفي كلمته قال صالح بإن حديثه جاء بعد تعرض صنعاء لعدوان سافر من قبل عناصر وصفها بالمتطرفة وعنصرية منذ يوم الخميس، وهو اليوم يوافق الثلاثين من أكتوبر 2017م.

وتطرق صالح خلال الكلمة لتصعيد الحوثي ضده في صنعاء، وقال "إن الحوثيون سحبوا مقاتليهم من جبهات القتال لمواجهة العدوان إلى صنعاء التي احتضنتهم قبل ثلاث سنوات ورحبت بهم، والآن تقصف منازلهم وتقتل أطفالهم ونسائهم وشيوخهم في الشوارع والمساكن بكل أنواع الاسلحة بعد مهاجمة جامع الصالح وقيادة المؤتمر ومساكني ومساكن اقربائي بدون اي سبب".

ووصف تلك الممارسات بالعنجهية والعنصرية والطائفية، وقال إن الحوثيين يسعون للتخلص منه بينما احتضنهم في السابق وتحالف معهم في مواجهة ما وصفه بـ العدوان، وأوضح أنه تحالف معهم بإعتبار أنهم قد تخلصوا من الماضي البغيض وتصرفاتهم الرعناء التي أدت الى ستة حروب في صعدة، وأزهقت فيها الأرواح بسبب خروجهم عن النظام والقانون وتبنيهم مشروع امامي كهنوتي يحل محل النظام الجمهوري والذي حل محل النظام الإمامي لثورة سبتمبر.

وقال بأنهم يعيدون الآن الكرة تحت مظلة العلم الجمهوري والنشيد الوطني، وأدخلوا الشعب في ثلاث سنوات عجاف، من خلال عبثهم بمؤسسات الدولة بحجة أنهم الصفوة وأحفاد رسول الله، واتهمهم بنهب المؤسسات المالية وخزينة الدولة واستغلال الضعفاء.

وذكر بأنهم دخلوا صنعاء خفاة عراة والان يمتلكون العقارات والسيارات الفارهة والملابس الفخمة، ومارسوا من الظلم خلال ثلاث سنوات ما لم يمارسه الإمامين يحي وأحمد الذين وصفهم بأنهم كانوا أنظف وأشرف من الحوثيين، مثنيا عليهم بالقول" سلام الله عليهم".

وفي حين ثمن صالح موقف من وصفهم بـ بعض الهاشمين الذين فجروا ثورة سبتمبر ضد الأئمة اتهم الحوثيين بأنهم سبب قيام العمليات العسكرية للتحالف العربي في اليمن من خلال تبنيهم فكر غير فكر اليمن، وإسلام غير إسلام اليمن حسب تعبيره.

وقال بإن الحوثيين عمدوا لتدريس ملازمهم وفرض دورات طائفية على الناس، ونشر صور قادتهم في كل مكان حتى أغرقوا و لطخوا صنعاء بتلك الصور والملازم، قائلا بأنهم لا يؤمنون بالديمقراطية، بل بولاية الفقيه وتقسيم الشعب الى زنابيل وقناديل، وأنه عمل كل ما يستطيع لايقاف تصرفاتهم.

ودعا الشعب للثورة على الحوثيين الذين قال بأنهم يحكمون اليمن بالحديد والنار، وتسببوا بالجفاف في السلطة من خلال ممارساتهم العبثية والفوضوية.

وفي كلمته ايضا دعا صالح التحالف العربي للابتعاد عن العدوان والحرب ومد يد الحوار مع الشعب اليمني في ظل قيادة انتقالية حتى يتم انتخابات مباشرة لمؤسسات الدولة للرئاسة والحكومة ومجلس النواب والشورى والسلطة المحلية.

واعتبر صالح خطابه براءة من "ذمتي للشعب" وأضاف مخاطبا الشعب"اما انا فاعاهدك أني خادم لك اذا كتب الله لي السلامة والحياة سأظل خادما معك غير سلطوي، وان كتب الله لي الشهادة فالقى ربي في مسكني ووطني غير عميل ".

ونفى صالح عن نفسه صفة العمالة وقال بإنه لم يكن مع أي قوة دولية وصديقة، وأنه لم يتقاضى ريال واحد من أي جهة، وعن ممتلكاته وأمواله وعقاراته فقال بأنه ليست من مال الدولة بل حصل عليها كهبات من بعض الأشقاء أثناء الانتخابات التي أجريت في عهده وبدون أي مقابل، وفق تعبيره.