[ معاناة مستمرة لليمنيين جراء الحرب ]
يستقبل اليمنيون شهر رمضان المبارك للعام الرابع على التوالي، وسط حرب ظالمة أهلكت الحرث والنسل، قضت على كل المظاهر الجميلة لاستقبال الشهر الكريم.
أضحى المواطن في المحافظات اليمنية وخصوصا المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات لا يستطيع الإيفاء بمتطلبات هذا الشهر، نظرا للظروف التي تمر بها البلاد والتي أثرت سلبا على المواطنين بعد أن تسببت المليشيات بقطع رواتب موظفي الدولة، ناهيك عن انعدام أبسط مقومات الحياة حيث لا كهرباء ولا غاز وانعدام في الكثير من المواد الغذائية مع ارتفاع أسعارها بشكل كبير وان كنت متوفرة.
وتزداد المعاناة سواء مع قدوم شهر رمضان، الذي يشكل حالة خاصة لدى اليمنيين وله طابعه الخاص والفريد ولكنه يأتي والمواطنون ليسوا بأحسن حال.
على الصعيد الاقتصادي يستقبل اليمنيون شهر رمضان وسط موجة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية حيث أصبح الوضع المعيشي للمواطن صعبا للغاية، جراء انقطاع الرواتب.
أحد المعلمين يقول لـ "الموقع بوست": "إن الظروف المعيشية وانقطاع الرواتب أجبرته على العودة إلى قريته للعمل في زراعة القات من أجل الحصول على قوت يومه والعمل على حصوله على مدخول ولو قليل جدا لأسرته لسد الحاجة.
استمرار أزمة الغاز
أزمة الغاز لا تزال مستمرة منذ أربعة اشهر، في حين تتضاعف معاناة المواطنين في البحث بمحطات الوقود.
ولجأ بعض المواطنين إلى الحطب للعمل به جراء الأزمة، وانتشرت مؤخرا أسواق خاصة ببيع الحطب وفي بعض الشوارع انتشرت ظاهرة تقطيع الأشجار والتي يقوم بها بعض من المواطنين لعدم قدرتهم على شراء إسطوانة الغاز.
روحانية غائبة
أما على الصعيد الديني فقد كانت اليمن تمتاز بكثير من العادات والتقاليد والطقوس والروحانية في شهر رمضان المبارك أهمها التسبيحات والتكبيرات والعادات القديمة والاجتماعية وأخصها الأماكن والجوامع القديمة في صنعاء التي يصفها البعض بأن لها روحانية أخرى في شهر رمضان غير أن الحرب التي أشعلتها المليشيات أخفتها.
فقامت مليشيات الحوثي بمنع صلاة التراويح وإغلاق المكبرات ووصفتها بأنها أعمال بدعة وضلال.
معاناة المختطفين
يقبع الآلاف من المختطفين في سجون مليشيات الحوثي، حيث يعانون من انتهاكات واسعة وتعرضهم للتعذيب والترهيب النفسي.
رابطة أمهات المختطفين قالت إن أبناءها المختطفين والمخفيين قسرا، منهم صحفيون وأكاديميون وطلاب خلف القضبان دون أي مسوغ قانوني.
وفي تصريح لـ "الموقع بوست" قالت عضو رابطة أمهات المختطفين، أم الصحفي المختطف الحارث عمران: "إن العام الثالث يشارف على الانتهاء ولايزال الصحفيون خلف القضبان معرضين للتعذيب".
وقالت "أم الحارث"وهي ناشطة حقوقية إنهم وأسر الصحفيين يعانون من تعرض ذويهم للإخفاء القسري وتنقلهم بين الفترة والاخرى من سجن إلى آخر، مشيرة أن حالتهم الصحية والنفسية في جهاز الأمن السياسي الذي يقبعون فيه حاليا سيئ للغاية وإن وضعهم يثير خوفهم وقلقهم على ذويهم.
وأشارت أم الحارث إلى أوضاع أسر الصحفيين المختطفين الاقتصادية، متدهورة نتيجة اختطاف ذوي الأسر حيث كانوا يعتمدون على مصاريفهم ودخلهم اليومي.
وقالت أم الحارث إن قضية الصحفيين والمختطفين عادلة، وإنها لا تلاقي حقها في الاهتمام من قبل المنظمات الدولية والمجتمع وتم إدراجها في ملفات سياسية ونقلها إلى قضية أسرى حرب والمتاجرة بالقضية لحساب الأطراف المتنازعة،على حد قولها.