[ صورة شغلت مواقع التواصل الاجتماعي لانتهاكات مليشيات الحوثي ]
أثارت صورة لجثمان القيادي في حزب الإصلاح صادق الحيدري الذي توفي جراء التعذيب في سجون مليشيات الحوثي الانقلابية وبجواره أولاده بعد أن أفرجت المليشيا عن جثمانه، موجة غضب واسعة لدى اليمنيين، على شبكات التواصل الاجتماعي.
واختطفت مليشيا الحوثي الحيدري، في منتصف يوليو 2016 من منزله بمنطقة الحوبان، وسجن الحيدري في مدينة الصالح السكنية وتعرض للتعذيب، ثم نقلته من سجن مدينة الصالح وأودعته سجن كلية المجتمع بمحافظة ذمار.
الحيدري البالغ من العمر 43 عاما أحد قيادات حزب الإصلاح في تعز الذين بقوا في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا الانقلابية ولم يخطر بباله أنه على موعد مع القضبان بالرغم من ابتعاده عن العمل السياسي.
توفي الحيدري تحت التعذيب، الثلاثاء الماضي، بعد تعرضه لـ "التعذيب الشديد والضرب في سجون المليشيا الانقلابية بعد ثلاثة أيام من نقلها له لأحد المستشفيات في محافظة ذمار.
ينتمي الحيدري لمنطقة الأفيوش التابعة إداريا لمحافظة إب، متزوج ولديه خمسة أطفال ندى وأحلام وملاك ومحمد وعمر كما أن والدته توفيت في الـ7 من شهر مارس العام الماضي، حيث قضت كمدا وحسرة على نجلها.
يقول أحد أقرباء صادق لـ"الموقع بوست" إن أمه توفيت حسرة وقهر على نجلها وكانت تتمنى تسمع صوته ولكنها توفيت ولم تعرف عنه أي شيء أو تسمع صوته لافتاً إلى أن مليشيا الحوثي الانقلابية اعتقلته من منزله ونقلته إلى سجنها في مدينة الصالح فيما تعرض لكافة وسائل التعذيب ومن ثم تم تحويله إلى كلية المجتمع بمحافظة ذمار تلك الكلية التي حولتها المليشيا إلى رحلة رعب وموت بحق العشرات من المعتقلين .
وأضاف قريبه أن المليشيا الانقلابية اختطفته من منزله بعد مداهمته ليلاً وكان حينها يعاني من مرض الكلى وتم إخفاءه ما يقارب العام بدون أن نعرف عنه أي شيء أثناء اعتقاله في مدينة الصالح وبعد أن نقل إلى كلية المجتمع بمحافظة ذمار تفاجأنا باتصال منه وكان يتصل علينا كل نهاية الشهر ويتكلم معنا كلمات معدودة لنرسل له مصاريف فقط ويتم قطع المكالمة عليه .
ويضيف "بعد يوم من اختطافه أقدمت المليشيا على نهب سيارته "هايلوكس غمارتين" وقامت بتركيب سلاح رشاش عليها وكانت تستخدمها كدورية لاعتقال الناس، وبعد فترة انقلبت السيارة وكما قيل إنها تدمرت بشكل كامل".
ويتابع قريبه لـ"الموقع بوست " عندما أبلغنا صادق بأن والدته قد فارقت الحياة لم يصدق وكذبنا ومن شدة التعذيب على ما يبدو كان قد أصيب بضعف في ذاكرته وبالإضافة إلى أنه قد أصيب بمرض نفسي.
وأردف "قبل ثلاثة أيام وصلنا الخبر أنه تم نقله إلى العناية المركزة والأطباء نصحوا الحوثيين أن يطلقوا سراحه، لأن حالته تدعي ذلك لكنهم رفضوا، وأبلغونا أمس ليلاً أنه قد فارق الحياة".
واستطرد "تلقينا خبر وفاته بصدمة كبيرة، وأصيب أطفاله وزوجته بالصدمة النفسية أثناء تلقيهم الخبر، كنا نتصور أنه سيتجاوز أزمته الصحية التي يمر بها".
وتداول ناشطون صورة لأولاد الحيدري وهم بجوار جثمان أبيهم في مشهد محزن، يكشف عن صلافة وإجرام المليشيا والنهج الذي تمارسه في تعذيب المختطفين.
وفي السياق علق البرلماني اليمني شوقي القاضي مخاطبا زعيم المليشيا قائلا "الأخ عبدالملك الحوثي: أسأل الله أن يفجعك دنيا وآخرة، كما فجعت هؤلاء الأطفال بأبيهم".
وقال "في الصورة أيتام الشهيد صادق الحيدري (عمر وأحلام ومحمد وندى وملاك) يتسلمون جثة أبيهم، بعد أن انتظروا خروجه من معتقل مليشيا الحوثي منذ ثلاث سنوات".
المحامي عبدالرحمن برمان، قال "صورة مؤلمة تكررت في أكثر من بيت من بيوت المعتقلين في اليمن"، مشيرا إلى أن الحوثي عدو الإنسانية.
الصحفي يوسف عجلان الذي اختطفته المليشيا لعام ونصف قال "حقد في قلوبهم ولعنة تحل على إنسانيتهم، هؤلاء هم الحوثيون الذين أفقدوا أطفالاً أباهم، ورملوا امرأة تعيل أولاده، وتركوا عائلته تنتظره ثلاث سنوات، ليكون الخبر الصاعق لهم بوجوده، لكن ميتاً".
وأضاف "كم هي لحظات الألم التي نراها في عائلته المكلومة". وقال "صورة تحمل ألف كلمة ولكن ما في قلوبهم وعيونهم أقسى وأصعب من ألف كتاب يتحدث عنهم".
وتابع "تلك هي قصة عائلة (صادق قايد فرحان الحيدري) الذي اختطفه الحوثيون من تعز وأخفوه ثلاث سنوات، وظهر ميتاً متأثراً بالتعذيب الذي لحق به". واستدرك قائلا "تباً للإنسانية".
الصحفي صدام الكمالي بدوره قال "كانوا ينتظرون والدهم حياً بعد ثلاث سنوات من الإخفاء القسري في سجون مليشيات الحوثي، لكن بعد كل هذا الفراق عاد إليهم والدهم "جثة".
وأضاف "في الصورة أبناء صادق فرحان الحيدري الذي توفي تحت التعذيب، وهو رقم 118 في سلسلة المخفيين قسرياً المتوفون تحت التعذيب في سجون مليشيات الحوثي".
الناشط الحقوقي أمين الشفق، الذي أفرجت عنه المليشيا مؤخرا بعد اعتقاله قرابة عامين قال "يا الله ما أقساها من لحظات، الصورة أبلغ من أي حديث".
وأضاف "أولاد الشهيد صادق قائد الحيدري كانوا ينتظرون أباهم المختطف والمغيّب في سجون الحوثي ليعود إليهم ويصنع ابتسامتهم المغيبة، لكنه عاد ليزرع الحسرة والندم والدموع في عيون أولاده وزوجته وأقربائه".
وقال "في العام الماضي توفيت أمه حسرة وهي تنتظر عودة ابنها أو تسمع عنه شيئا".
أما الصحفي مصطفى الصبري فاكتفى بالقول "يا الله كم هي مؤلمة". وأضاف "الصورة أبلغ من الكلام".
الناشط الحقوقي صالح الصريمي، قال "سنتان وأطفال المختطف الحيدري في انتظار إخلاء سبيل أباهم، من سجون عصابة الانقلاب، ولكنه عاد إليهم جثة هامدة نتيجة التعذيب".
وأضاف "لم يحدث هذا في سجون الكيان الصهيوني، لكنه يحدث في اليمن وتحديدا في سجون جماعة الحوثي".
وتابع "نعم يحدث في اليمن ويتفاخر المجرمون بارتكاب جريمتهم، في حق مختطف أدخلوه إلى سجونهم سليما معافا وعذبوه بشتى أدوات التعذيب حتى الموت ، نعم حتى الموت".
وأردف "ليست هذه الحالة هي الوحيدة، وإنما سبقها عديد من الحالات، وهناك مختطفون يتعرضون للتعذيب باستمرار، بوسائل التعذيب المختلفة، وسط صمت دكاكين المنظمات الحقوقية في اليمن وأدعياء حقوق الإنسان المحليين والدوليين".
وختم منشوره بالقول "الصورة لمن لا يزال في قلبه ذرة من ضمير".