[ ما يقوم به المجلس الانتقالي يطابق تماما ما قام به الحوثيين ]
تتشابه خطوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم اماراتيا والذي يقوده عيدروس الزبيدي، مع خطوات الحوثيين، بل إن الكثير من خطوات وإجراءات المجلس الانتقالي تطبيقا حرفيا لخطوات مماثلة لمليشيات الحوثي الإنقلابية في صنعاء.
لم تكن مراوغة المجلس الانتقالي الجنوبي عبر تأكيده الاعتراف بشرعية الرئيس هادي فيما بقية الإجراءات والأهداف الأخرى للمجلس تعد انقلابا واضحا على شرعية الرئيس هادي، وهو ما أكده الرئيس هادي في البيان الصادر في اجتماعه مع مستشاريه عقب إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي.
لم تكن المراوغة واللعب على الحبلين وحدها التي قام المجلس باستنساخها من مليشيا الحوثي، فمعظم الخطوات تبدوا للمتابعين كذلك، ولم تكن محاولة الانقلاب العسكرية الأخيرة التي أقدم عليها المجلس الانتقالي في عدن اخر تجربة مستنسخة من المليشيات.
وجه التطابق يبدو أيضا في إعلان المجلس الانتقالي معارضته لحكومة أحمد عبيد بن دغر في عدن بينما يعلن الولاء للشرعية اعلاميا، وهو ذات الإجراء الذي قام به الحوثيين بداية انقلابهم في صنعاء حينما عارضوا حكومة محمد سالم باسندوة، بينما تجنبوا الحديث عن الرئيس هادي، وكانت المحصلة إسقاط حكومة باسندوة، ثم التوجه نحو هادي.
ففي حين اتخذت المليشيا من جرعة المشتقات النفطية حجة لتنفيذ الانقلاب على الشرعية، فقد اتخذ المجلس الانتقالي من المطالبة بإقالة رئيس الوزراء حجة للانقلاب ايضا على الشرعية، واستكمال السيطرة عسكريا على العاصمة عدن.
فكما هاجمت المليشيات الحوثية الوية الجيش في العاصمة صنعاء خصوصا الوية الحماية الرئاسية وسيطرت عليها وغيرت قيادات تلك الالوية، فقد سار المجلس الانتقالي على تلك الخطى وقام بمهاجمة الوية الحماية الرئاسية الشرعية وسيطر عليها وقام بقضم أنيابها عبر تجريدها من السلاح والسيطرة عليه بشكل تام، ولولا تدخل التحالف العربي لكان خبرها في حكم كان.
ومؤخرا بانقلاب ناعم اخر اكمل المجلس الانتقالي سيطرته على الوية الحماية الرئاسية بإقالة قادتها السابقين الذين وقفوا في صف الشرعية واستبدالهم بقيادات أخرى يتوقع موالاتهم للمجلس الانتقالي ومموليه، بقرارات رئاسية غير معلنة بضغوط كبيرة من قبل التحالف العربي على الرئيس هادي، الذي يبدو مؤخرا مسلوب القرار والإرادة.
أخطر تلك الخطوات سير المجلس على خطى الحوثيين في السيطرة على الجيش وتشكيل مليشيات وتشكيلات عسكرية نظامية.
كما قامت مليشيا الحوثي بانشاء تشكيلات عسكرية تتبعها كجناح عسكري خاص بها برغم سيطرتها على الجيش في المناطق الخاضعة لسيطرتها، واسمتها اللجان الشعبية، فقد عمل المجلس سابقا ويسابق الريح في استكمال إنشاء تشكيل عسكري خاص به أسماه المقاومة الجنوبية والذي يقودها رئيس المجلس عيدروس الزبيدي.
آخر الدفع المتخرجة في التشكيل العسكري الخاص كان قبل أسابيع، حينما تخرجت دفعة من المقاومة الخاصة بالمجلس في محافظة شبوة، بعد خضوع أفرادها لتدريبات عسكرية استمرت عدة أسابيع بحسب مصادر مطلعة واتخذ من مقر المجلس في المحافظة مكانا لتدريبهم.
أما اخر تلك الخطوات التي يسير فيها المجلس على خطى الحوثيين، القيام بتشكيل لجان رقابية على المؤسسات الحكومية، على غرار لجان الرقابة الثورية على المؤسسات الحكومية الخاصة بـ مليشيا الحوثي.
وناقش اجتماع خاص قبل أيام للمجلس الانتقالي في إحدى مديريات الضالع بدء أعمال تلك اللجان الرقابية على المؤسسات والمشكلة في وقت سابق ونشرت ذلك كما ورد في وسائل الإعلام المحلية المقربة من الحراك الجنوبي.
ومع خروج محافظة الضالع كاخر محافظة جنوبية عن سلطة الرئيس هادي الشرعية بسيطرة قوات الحزام الأمني الموالية للإمارات والقريبة من المجلس الانتقالي على المحافظة بعد قيامها بطرد قوات الأمن العام بالمحافظة من كل النقاط الأمنية، يكون المجلس الانتقالي الجنوبي ومموليه ممثلة بدولة الإمارات قد استكملت حلقات الانقلاب على الشرعية جنوبا في المحافظات المحررة بشكل تام على أرض الواقع، ولم يتبقى للشرعية عدا وجود هلامي لا حقيقة له.
تأتي هذه الإجراءات مستبقة عودة حكومة بن دغر التي وصلت عدن يوم أمس الخميس، بعد تصريحات صدرت عن رئيس الوزراء أكد فيها أنه لا يستطيع العودة إلى عدن.
ولم يتضح حتى اللحظة الموقف الحكومي مما يجري، لكن تلك الخطوات من شأنها أن تضاعف العوائق أمام عمل الحكومة، وتدفع للصدام من جديد.