[ يمنيات يواصلن الكفاح ]
هذا العام حلَّت مناسبة عيد الأم، وأم عبدالرحمن محسن تكافح من أجل الحصول على إسطوانة غاز منزلي، لم تتمكن من الحصول عليها منذ أسابيع، في صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي الانقلابية.
لا تشعر أم عبدالرحمن بأي تغيير في هذا اليوم، الذي تحتفل به أغلب دول العالم، تكريما لدور الأم التي قدمت الكثير من التضحيات من أجل أبنائها منذ طفولتهم.
وبرغم احتفال العديد من الناس في مختلف دول العالم بهذه المناسبة، إلا أن الأم اليمنية انشغلت عنها، نتيجة للظروف الصعبة التي تعيشها بسبب تأثير الحرب على مختلف مناحي الحياة.
أعباء كثيرة
ويحل عيد الأم هذا العام، والمرأة اليمنية تتحمل الكثير من الأعباء في أسرتها، لغياب عائل الأسرة نتيجة القتل أو إصابته أو اختطافه.
وتعاني المرأة اليمنية نفسيا بشكل كبير، بسبب استمرار اختطاف أحد أفراد أسرتها، وعدم معرفتها لأي تفاصيل مرتبطة بوضعه الصحي وما إذا كان لا زال حيا أم قد توفي.
وتذكر عائشة سنحان أنها أصبحت أم وأب لثلاثة أطفال، بعد أن قُتل زوجها أثناء قتاله ضد مليشيات الحوثي الانقلابية بتعز.
وتضيف لـ"الموقع بوست" لم أعد أهتم بمثل هذه المناسبات، ولا يذكرها حتى أطفالي، فهم غالبا لا يحصلون حتى على مصروفهم المدرسي.
وأصبح أكثر ما يشغل بالها، هو كيف توفر المتطلبات الأساسية لأطفالها الثلاثة، وتراقب وضعهم الصحي خشية مرضهم وعجزها عن علاجهم، على حد قولها.
وتختتم حديثها بالقول: لا رواتب، ولا صحة جيدة، ولا حتى أمان واستقرار، فكيف لنا أن نحتفل بمناسبة ثانوية كهذه.
ذكريات
ويملأ الوجع قلب سميرة مرشد التي لم يحزنها عدم تلقيها الهدايا من أبنائها كل عام، فهناك ما هو أشد إيلاما من ذلك.
تقول لـ"الموقع بوست" والغصة تكاد تخنقها: لقد تلقيت –مجرد- مكالمة من ابني الذي يسكن في قرى شرعب، ويصعب عليه زيارتي وعناقي ككل عام، بسبب ارتفاع أجور المواصلات التي لا يستطيع دفعها، نتيجة لعدم حصوله على راتبه بشكل منتظم.
وتحدثت عن اجتماع أبنائها حولها كل في هذه المناسبة قبل الحرب، وقضائهم معا وقتا سعيدا، وتلقيها لبعض الهدايا، وهو ما لم يحدث منذ بداية الحرب قبل ثلاث سنوات.
محاولة الفرح
وبرغم الظروف الاقتصادية القاسية التي تعيشها مختلف الأسر في اليمن، إلا أن هناك بعض الأبناء الذين احتفلوا بهذه المناسبة، وحاولوا إدخال الفرحة على قلوب أمهاتهم.
تفيد رنا محمد لـ"الموقع بوست" بأنها عملت على استقطاع مبلغ ثلاثة آلاف ريال من مرتبها الذي لا يتجاوز الخمسة وعشرين ألفا (50 دولار)، وقامت بشراء بعض الملابس لأمها.
وتابعت: خرجت اليوم برفقة أختي وقمنا بشراء بعض الملابس لأمي، رغبة برسم الابتسامة على وجهها، بعد أن كادت تغيب بسبب صعوبات الحياة التي فرضتها الحرب.
واستطردت: بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، فإن الكثير من الأمهات لا يفضلن تلقي هدايا، بل يرغبن باستخدام النقود المخصصة لها، بشراء بعض حاجيات المنزل الضرورية.
وأشارت إلى وجود حركة بيع وشراء جيدة في السوق هذا اليوم، وتقديم بعض التجار تخفيضات للزبائن، من أجل إدخال الفرح على قلوب الأمهات.
وتشهد اليمن حربا منذ مارس/آذار 2015، أدت إلى مقتل وجرح آلاف اليمنيين، فضلا عن تدهور مختلف جوانب الحياة في البلاد، خاصة الاقتصادية، فقد أصبح أكثر من 82% من المواطنين بحاجة لمساعدات إنسانية.