[ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ]
1
تطلعات الدب
مؤخراً، هل فعلاً تم ضرب رتل عسكري يتبع القوات الروسية في سوريا، أو حلفائها من قبل المقاتلات الأمريكية؟ لا توجد أنباء مؤكدة حتى الساعة.
لكن ذلك يقودنا إلى تتبع خيوط التطلعات التي يسعى إلى تحقيقها الروس، بعد العودة إلى المناطق الدافئة من بوابة الربيع العربي، والربيع البرتقالي، والصراع المستمر في الشرق الأوسط.
لقد تم تعزيز الحضور العسكري بقواعد جديدة فإلى جانب قاعدة (طرطوس)، تم إقامة أربع قواعد أخرى في كل من (حماة، وطياس، والشعيرات، وحميميم)، كل ذلك من أجل التعاون مع النظام السوري بشكل مباشر، وضرب مناطق المناهضين بشكل مفرط وعنيف.
لقد عرف عن الدب الروسي صبره في تتبع فريسته، وحين يصل مبتغاه لا يقتنع بأي فريسة، بل يختار منها الأكثر سمنة وفائدة.
والدب كلمة روسية، يخشاها الروس و يتوجسون من استحضار الجانب المظلم للكلمة أو اسم الحيوان، فهم يطلقون عليه اسم (ميدفيد MEDVID)، أي عاشق العسل، لذا يبقى التطلع الدؤوب إلى المناطق الدافئة، هدف روسي مستمر، وهذا ما يقلق أقطاب الصراع، ولعل وصولهم إلى "جنوب اليمن" وإقامة أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط حينها «قاعدة العند» يعتبر تجاوزاً خطيراً في نظر القوى العظمى وحليفاتها، القوى التي خرجت من الحربين العالميين بعد دفع فاتورة باهظة جداً.
تحرك حذر
بينما يتحرك الروس بحذر في عمقهم الاستراتيجي، تحسباً لأي طارئ، تتحرك بالمقابل أطراف عدة لفتح معارك تلهيهم عن الشأن الداخلي، والروس يدركون أن الخطر لا زال يحدق حتى بعد أن تهذبت السياسة الأوروبية عموماً، لذا فهم لم ينسوا أبداً ما حدث على مدى الـ 500 عام الماضية، حيث تعرضوا للغزو مرات عديدة من الغرب، فقد جاءهم البولنديون عبر سهل أوروبا الشمالي عام 1605، ثم تبعهم السويديون عام 1708، ثم الفرنسيون بقيادة نابليون عام 1812، ثم الألمان مرتين، في الحربين العالميتين الأولى والثانية 1914 و1941.
وقد لعبت المناطق الباردة، والحدود المترامية، جانباً إيجابيا لصالح الروس، ففي حين كانت تقترب الجيوش من موسكو تصبح خطوط الإمداد طويلة جداً، وهذا هو الخطأ الذي ارتكبه نابليون عام 1812 وكررّه هتلر عام 1941م.
لقد خاضت الإمبراطورية السوفيتية الكثير من المعارك، كل ذلك كان ولا زال من أجل الوصول للمياه الدافئة في البحر المتوسط وغيره من المناطق في أوروبا، وكذلك غسل أقدامها في المحيط الهندي، من خلال اجتياحها لأفغانستان في عام 1979م، ومحاولة حماية عمقها الاستراتيجي من أي غزو؛ في تسابق محموم مع بقية الأقطاب.
ومن ناحية ثالثة السير على قاعدة أحد قاداتها العسكريين "خير وسيلة للدفاع الهجوم"، وقد كلفها ذلك كثيراً حيث انهارت مرتين مع بداية الحرب العالمية الأولى، وكانت معركتها مع الإمبراطورية العثمانية التي انهارت هي الأخرى، ثم في نهاية الثمانينات وتحديداً في العام 1989م.
تساقط الطائرات الروسية الجانب الأسوأ في المعركة
إذن لم يكن إسقاط المقاتلة سخواي الشهر الماضي فوق أراضي تابعة للجماعات المناهضة للنظام السوري أمراً طبيعياً، روسيا تدرك ذلك تماماً، خاصة وأنها ليست المقاتلة الأولى، ولطالما أن الأمر وصل قبل عامين تقريباً إلى استهداف حتى الطيران المدني، وفي منطقة شائكة وحساسة جداً مثل (سينا)، ما شكل لغزاً وصفعة في ذات الوقت للدولة المصرية العميقة، وأجهزتها الأمنية، وضربة للسياحة من جهة والدبلوماسية من جهة ثانية، ليبدأ الروس بالمغادرة وتبدأ معها القطيعة، قبل أن تعود لاحقاً، برغم البرود والغموض الذي لا زال بين الدولتين.
ذات الأمر حدث مع تركيا، بعد أن أسقطت دفاعاتها أو مقاتلاتها مقاتلة روسية في رسالة واضحة وصريحة، قبل أن تستتب العلاقة وتعود إلى دائرة التفاهمات والتهدئة.
الروس وعمقهم الاستراتيجي
حتى اللحظة؛ يبدو أن الدب الروسي لا يتحرك ببطء نحو فريسة سمينة، وإنما من أجل الحفاظ على قطبية سليمة من الهزات والانهيارات التي لا يغفل ولا يغفرها التاريخ أبداً.
فقد تعامل النظام الروسي بعد ثورة أوكرانيا البرتقالية بصورة سريعة، وسيطر على كامل (جزيرة القرم) التي يقطنها غالبية يحملون القومية الروسية، و بالمقابل استمرت الرسائل الدبلوماسية مع أمريكا والتحذيرات من مواصلة إقامة قواعد صاروخية ومنصات.
كما تم إرسال تحذير شديد اللهجة وصريح للدانمارك، من مغبة الانضمام لـ"الدرع الصاروخية" مهددة بأن الصواريخ النووية الروسية، يمكن أن تضربها في حال انضمت إلى منظومة الدفاعات المضادة للصواريخ؛ التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية.
إذن ليس من السهولة بمكان إيقاع أو استدراج الروس إلى معركة مفتوحة مرة أخرى، كالتي حدثت في "أفغانستان" في سبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم، أو معاركها مع الإمبراطورية العثمانية، إلا في الضرورة القصوى؛ بدليل تدخلهم في سوريا الذي جاء متأخراً.
هذا إذا لم يكن من المستحيل، خاصة بعد أحداث مشوقة ومثيرة مرت بها قوى القطبين أمريكا وروسيا خلال العقود المنصرمة.
سقطت المقاتلة إذن بسلاح لا تمتلكه حتى الدول المتقدمة، ولا زالت تلك القوة على الأرض تحتفظ بالطيار بحسب المصادر الإعلامية، وتحطمت طائرة أخرى وهي من طراز تي يو 154، تحمل على متنها عسكريين وصحفيين و 64 من أعضاء فرقة "الكسندروف" للموسيقى العسكرية، كانت في طريقها إلى سوريا.
2
دروس قاسية ومعارك خارج قواعد الاشتباك
ستظل الرسائل تتوالى حتى وإن مارس الروس دورهم بشفافية مفرطة ومحددة، وليس كما يفعل الأمريكان أحياناً بعنجهية واستعراض عسكري وإعلامي، نجحوا في معظمه لكن الخسائر تظل واردة.
لم يكن ما حدث في الصومال للقوات الأمريكية عام 1992م في عهد الرئيس (محمد فرح عيديد) أمرا طبيعيا وعابرا في الذاكرة الأمريكية والتاريخ الحديث، لقد تم إهانة قوات مدربة على مستوى عال، ناهيك عن السلاح المتطور، والمعدات، وأجهزة الاتصالات، والاستخبارات، والتغطية التي تحظى بها من قبل الأمم المتحدة وقوتها تحت غطاء حفظ السلام.
لم يكن ذلك درساً للأمريكان وحدهم، بل لكل الدول ذات الأطماع الاستراتيجية التي لا تتوقف ولا تنتهي، وجرس تنبيه إلى تغيير الاستراتيجية، والخطط العسكرية، للخروج بأقل كلفة.
لقد كان الدرس قاسياً، لدرجة أن الصومال منذ أكثر من 25 عاماً وهي ترزح تحت النسيان؛ باستثناء الدعم المحدود للجماعات والقبائل كمزيد من الإحماء وإذكاء الصراع.
لقد مرغت مجموعة محدودة جداً وبسيطة من الصوماليين، أنوف وعتاد الجيش الأول في العالم، الذي خرج من حرب استعادة الكويت بمذابح بشعة وفضيعة، تكررت مع سقوط بغداد عام 2003م. تم فيها قتل آلاف العراقيين جنوداً ومدنيين خارج قواعد الاشتباك، بأسلحة محرمة دولياً.
ففي 22 شباط 1991 لعب المتحدث باسم البيت الأبيض (مارلن فتزووتر) "خدعته" مؤكداً أن قواتهم لن تهاجم القوات "العراقية المنسحبة" وقد فعلوا عكس ذلك تماماً، بعد إعطاء التوجيهات من قبل الرئيس صدام حسين إلى القوات العراقية بالانسحاب من الكويت في 25 شباط 1991م.
تم التكتم حينها، لتكشف تقارير لاحقة مثبتة بشهادة بعض الضباط والطيارين الأمريكان والعرب، بأن مذابح فضيعة ارتكبها طيران الحرب الأمريكي.
كل ذلك يعيد إلى الأذهان، قراءات وأحداث معقدة وأليمة، وضربات موجعة تلقتها القوى الكبرى كفاتورة لاطماعها التي لا تنتهي، أضف إلى ذلك صناعتها للأحداث التي نتج عنها ضحايا بالملايين، ومهجرين، وتغير ديموجرافي، وانهيار العديد من الكيانات والأنظمة، لم تسلم من هذه الصراعات حتى الآثار التاريخية والحضارية؛ والتي كانت ولا زالت هدفاً رئيساً في الصراعات.
لن ينسى الاتحاد السوفيتي ذلك التشظي المخيف لمساحات جغرافية شاسعة مع نهاية الثمانينات، والانهيار الصادم في التعليم والاقتصاد، والذي كانا خاتمة مؤلمة للنظام والفكر الاشتراكي الشيوعي.
ولعل الكثير من جيل التسعينيات وما بعده، يعرف تفاصيل وخبايا ما حدث للروس، وما تسبب لهم الفكر الشيوعي؛ الذي ظل يطاردهم حتى بعد تلاشيه، بصفته العدو الأول للإسلام، وهو في حقيقة الأمر وإن لم يكن ناجعاً، أعني النظام الاشتراكي؛ يُعد العقبة التي كان لا بد وأن تزاح من طريق الرأسمالية العالمية الجديدة، والعولمة كظاهرة فرضت نفسها بقوة، على حساب قيم، وثوابت، ونظريات صمدت ردحاً من الزمن قبل أن تتلاشى.
3
الروس وسقوط الحلفاء العرب
إذن من يعتقد أن الروس نادمين أو أبدوا ندماً حقيقياً، في عدم إيقاف سقوط بعض الأنظمة "العربية العتيقة" وزعاماتها، أمثال الراحل "صدام حسين" المتمثل بحزب البعث العربي الاشتراكي، ومن بعده "معمر القذافي" النظام الذي كان على علاقة وطيدة مع الروس، دوناً عن بقية دول المغرب العربي، والتي تعد مناطق بعيدة كل البعد عن الأطماع الروسية، لأنها سوف تصطدم مباشرة بأوروبا الاستعمارية، ثم الرئيس اليمني السابق "علي عبدالله صالح"، فهو لم يقرأ تاريخ المعارك المباشرة، التي حدثت بين قطبي العالم أمريكا وروسيا من جهة، وبين أفغانستان وفيتنام والصومال والعراق، ولا يدرك حقيقة أبعاد "اغتيال" السفير الروسي في أنقرة "أندريه كالروف" في ديسمبر 2016م، وعلى الهواء مباشرة من قبل شرطي تركي سابق.
أضف إلى ذلك، اكتفاء الخارجية أو الحكومة الروسية بسحب سفيرها وكل معداتها من اليمن ولأول مرة منذ عقود، وترك صنعاء وحيدة يتناجى فيها فصيل واحد مع أحلامه وطموحاته الميتة منذ المهد.
كما أن للتحالفات الجديدة وتغير موازين القوى والتخوفات، وحضورها الذي يفرض إيقاعاً سياسياً واستراتيجيا جديداً دورا بارزاً في هذا الغياب.
كل ذلك يعيد إلى الأذهان التحالف الذي كان في عام 1949، حيث تم تأسيس حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي يضم دول أوروبا وأمريكا الشمالية، للدفاع عن القارة الأوروبية وشمال الأطلسي من خطر أي عدوان سوفيتي، ورداً على تلك الخطوة، أسست الدول الشيوعية في أوروبا تحت القيادة السوفيتية حلف (وارسو) عام 1955، وهي معاهدة للدفاع العسكري والعون المشترك.
وقد كان يراد لهذه المعاهدة أن تكون صلبة، لكن مع حلول الثمانينات، بدأت تتآكل وانهارت بعد سقوط جدار (برلين) عام 1989م.
لقد اكتفى الروس بعد مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح بتصريح يتيم أقرب للحسرة من التوبيخ، هذا في ظاهر الأمر، وهذا يدل على أن قدراتهم في المناطق الدافئة لم تصل بعد إلى مرحلة الصدام وغسل الأقدام بالمياه، فقد خاطبوا جماعة الحوثي بالقول: "نحن أرسلنا طاقماً طبياً لمعالجته وأنتم قتلتوه. يا لكم من أغبياء".
وهذا لا يعني عدم قدرتهم على حماية صالح قبل ذلك أو مواجهة الحوثي لا. إنما المآلات والتبعات التي ستفتح عليهم أبواباً شتى حيث وأن المتربصين كثر، والحفاظ على أمنهم القومي الذي هو من الأولويات طبعاً يفرض عليهم ذلك.
وهناك شكوك غير مؤكدة، تقول بأن ثمة تواطؤ من قبل الروس في أحداث منطقة حدة "الثنية" حيث كان يقطن صالح، وهو ما لم يتأكد أبداً، وهناك سؤال ملح في هذا الإطار، هل كان الروس على علم مسبق بالضربة التي وجهها التحالف لجماعة الحوثي (الانقلابيين) وقوات النظام السابق في صنعاء.
تغيير أدوات المواجهة
لقد تلقت أمريكا في حرب فيتنام هزيمة ساحقة، وإن تأخرت بعض الوقت، على عكس ما حدث لها في جمهورية الصومال مطلع التسعينات.
كل ذلك إجمالاً شكل مخاوف حقيقية، دفعت بالقطبين إلى تغيير أدوات أو تعزيزها بخطط واستراجيات أقل كلفة من الناحية البشرية؛ التي تهز أو تلامس كرامة المواطن الغربي والمؤسسات الرسمية والمستقلة.
لا تستطيع روسيا الآن ولا غداً خوض معارك مباشرة، كما فعلت أمريكا؛ إلا للدفاع عن سيادتها، باستثناء ما يحدث اليوم في سوريا وهي حرب محدودة جداً، لأن من قام بالدور الأبرز هي إيران، إلى جانب ذراعها الأول والأقوى في المنطقة "حزب الله"، والذي ضحى بالكثير ولأول مرة منذ نشأته أو على أقل تقدير منذ استقلاله عن (حركة أمل) منتصف الثمانينات.
وقد لعب نفط الخليج وغازها في حرب سوريا دوراً بارزاً، من ضمنه استدراج (حزب الله) لاختبار قوته وإضعافه في نفس الوقت، فإلى جانب المقاتلين الذين بلغ عددهم خمسة آلاف مقاتل من المملكة العربية السعودية لوحدها، كان النفط وعائداته حاضرين في المعركة وبقوة.
الخاتمة
هناك ما يشبه لعبة الشطرنج في الصراع الدائر، فخلال الثلاث السنوات الأخيرة على الأقل، تخلقت خرائط جيو سياسية لم تكن متوقعة، من طهران إلى موسكو إلى الدوحة إلى مسقط وحتى أنقرة ثم الخرطوم، ومن القاهرة إلى أبو ظبي إلى الرياض ثم نواكشوط حتى عواصم في قلب أفريقيا، ناهيك عما حدث في اليمن من فقدان "البوصلة" وتشظي الإجماع.
حتى الكيان الصهيوني دخل أرضية اللعبة بأدوات ظاهرة وأخرى خفية، وبدا أن التطبيع جزءًا مفصلياً في الشرق الأوسط القادم.
في هذا الإطار ظهرت تقارير مخيفة، حول اليمن والشرق الأوسط الجديد، تتحدث عن ملامح حدود سياسية وكيانات ستولد من العدم، ففي اليمن مثلاً، ذكر تقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة انتهاء "الدولة" حيث نقل موقع "القدس العربي" تقريراً كشفت فيه لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة الخاصة باليمن، أن مرحلة الدولة في اليمن انتهت وبدأت مرحلة المجموعات المسلحة؛ "العاجزة" عن الحسم العسكري واستعادة الدولة وتوحيد اليمن.
بالمقابل وتحت عنوان "لمن يريد الحقيقة" يتحدث المستشار الدكتور (سفيان التل) عن مخطط جديد لإيقاع الأردن في فخ صراع داخلي، يتابع حديثه بشكل مخيف عن ما تنتظره مصر ودول الخليج؛ في حال تماهت مع الضغوطات والمخططات الغربية والأمريكية، مؤكداً أن ذلك يصب في صالح الدولة الإسرائيلية المستقلة جغرافيا وسياسيا، بل إنه سيكون لها طموحات للعودة إلى الجذور التاريخية، من خلال المناطق التي كانت وطنا لليهود، والأخطر من ذلك سيتم تهجير وايواء الفلسطينيين في مناطق يعرفها الغرب تماماً ، خاصة وأن هناك مساحات واسعة يتطلب ملؤها من وجهة نظرهم.
نستطيع الجزم أن ما أدلى به التل ليس بالأمر اليسير، لكن ثمة معطيات مخيفة تظهر بين حين وآخر، تقودنا إلى الكثير من التكهنات والاستنتاجات.
لذا كان ولا زال دور الروس في اليمن والشرق الأوسط مرتبط بكل هذه الخيوط والمعطيات، ولا يمكن له تجاوزها إلا إذا أراد "الانتحار" في الوقت الراهن؛ وهو ما لن يكون أبداً في ظل وجود "لافروف" وزيراً للخارجية الروسية، كأكثر وزير خارجية تحرك خلال السنوات الأخيرة.
**مرجع محدود جداً: (القبس الدولي المياه الدافئة.. كعب آخيل روسيا محرر القبس الإلكتروني 13 يناير 2017م.