[ أرشيفية ]
عدة أيام مرت دون أن يصدر أي تصريح رسمي أو تعقيب من جهة إيرانية على فيلم دعائي سمي بـ"الردع السعودي" نشرته صحيفة الرياض، أظهر حرباً افتراضية بين الرياض وطهران انتهت بتدمير مفاعل بوشهر النووي الإيراني واعتقال قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
هذا الصمت الإيراني غير المعتاد على "استفزاز" السعودية، دفع البعض للتساؤل لماذا لم ترد طهران حتى الآن على هذا الفيلم الذي ضرب بشكل مباشر سمعة الجيش الإيراني وتسليحه أمام نظيره السعودي؟
ولكن بعد أقل من 3 أيام فقط من الفيلم أطلق الحوثيون صاروخاً باليستياً، قالوا إنه استهدف قصر اليمامة في الرياض أثناء اجتماع رسمي هام لقادة سعوديين، ولكن بحسب مسؤولين سعوديين الصاروخ تم اعتراضه قبل أن يصل إلى هدفه.
عقب إطلاق الحوثيين الصاروخ قالوا إنهم بدأوا مرحلة جديدة من الصراع مع السعودية بحسب ما نقلت وكالة رويترز عن عدد من المسؤولين في جماعة الحوثي.
بيان الحوثيين لم يتطرق لأسباب إطلاق الصاروخ لكن قد يبدو من اختيار هذا التوقيت الذي قطع خلاله مسافة 1200 كلم حتى وصل إلى جنوب الرياض، الرد على الفيلم الدعائي الذي نشرته وزارة الدفاع السعودية قبل عدة أيام، رغم عدم تطرق الحوثيين لهذا السبب.
وربط بعض رواد الشبكات الاجتماعية بين إطلاق الصاروخ من قبل الحوثيين وبين فيلم الردع السعودي.
وليست هذه المرة الأولى التي يطلق فيها الحوثيون صاروخاً من هذا النوع تجاه السعودية، ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، سقط صاروخ باليستي مداه 750 كلم بالقرب من مطار الملك خالد في العاصمة السعودية الرياض، وبعدها قال الحوثيون أن هذا الصاروخ أطلق رداً على قصف طيران التحالف لمناطق هامة في العاصمة اليمنية صنعاء كما أن الغارة السعودية حينها استهدفت عدداً من قيادات جماعة الحوثي.
لكن هذه المرة لم يكن هناك استهداف من قبل الطيران السعودي لقيادات من الحوثيين، كما أن البيان الذي صدر من قبل الحوثيين لم يتطرق لأسباب واضحة على إثرها أطلق الصاروخ، مما يزيد من صحة فرضية رد إيران على فيلم الردع السعودي بالمقذوف الذي أطلق من اليمن وبصناعة إيرانية.
وتتهم الرياض إيران بتزويد الحوثيين بالصواريخ ووصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ذلك بأنه عدوان عسكري مباشر يمكن أن يكون عملاً حربياً.
وتنفي إيران تقديم مثل هذه الأسلحة للحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية ومناطق أخرى من البلاد.
وتخوض السعودية وإيران صراعاً على الهيمنة في الشرق الأوسط. وتتعامل السعودية بحساسية مع الحرب الدائرة في اليمن المتاخمة لها والتي أسفرت عن سقوط أكثر من عشرة آلاف قتيل وتشريد أكثر من مليونين.
وقبل يومين نشرت وزارة الدفاع السعودية مقطعاً مصوراً لحرب افتراضية بين السعودية وإيران، تمكن فيها الطيران السعودي من تدمير مفاعل بوشهر النووي، وتدمير العاصمة الإيرانية طهران.
والأسبوع الماضي عرضت الولايات المتحدة وللمرة الأولى أجزاء مما وصفتها بأنها أسلحة إيرانية حصل عليها الحوثيون. وقالت إن الأجزاء دليل قاطع على أن إيران تنتهك قرارات الأمم المتحدة.
وتضمنت هذه الأجزاء بقايا محترقة لما قالت وزارة الدفاع الأميركية إنه صاروخ باليستي قصير المدى مصنوع في إيران أطلق من اليمن في هجوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني بالإضافة لطائرة بدون طيار وأسلحة مضادة للدبابات عثر عليها السعوديون في اليمن.