[ استهداف مدنيين بغارات لطيران التحالف باليمن ]
أكد تقرير لموقع "ذي إنترسبت" أن الإمارات استعانت بمسؤولة أميركية سابقة وأسست لها شركة علاقات عامة لمهاجمة منظمات حقوق الإنسان التي تفضح انتهاكات الإمارات وأفعالها ضد اليمن، حيث يُجوّع شعب كامل وتُقصف مستشفياته ومنازله.
أشار تقرير موقع "ذي إنترسبت" أن مناظر الأطفال الجوعى، وأعينهم المرعوبة، وأجسادهم المرهقة جراء منع الطعام والدواء عنهم، قد أثارت موجة من الاستنكار ضد الحرب السعودية-اليمنية التي تدعمها الولايات المتحدة.
تشويه المنظمات الحقوقية
وأوضح التقرير أن إمارة أبوظبي قد استأجرت هاجر تشمالي -المتحدثة السابقة باسم سامنثا باور، سفير الولايات المتحدة السابقة في الأمم المتحدة، لإنشاء شركة علاقات عامة لتشويه صورة منظمات حقوق الإنسان الأميركية التي ترفع وعي الأميركيين تجاه فظاعات ومجازر اليمن.
وأضاف التقرير أن تشيمالي تلقت مبلغاً من الإمارات مكوناً من 6 أرقام، لصياغة النقاش الدائر حول حرب اليمن في الأمم المتحدة، بما في ذلك الاستهزاء بالمنظمات غير الحكومية التي توفر دلائل حول انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الإمارات في اليمن.
وشنت السعودية والإمارات حرباً في اليمن عام 2015 ضد المتمردين الحوثيين المتحالفين مع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، والمدعومين من إيران، إذ حاصرت الدولتان اليمن، وقصفت المدن بشكل عشوائي، بما ذلك الأسواق والمشافي ومدارس الأطفال.
مواجهة نقد الإمارات
وسلّط التقرير الضوء على دور الإدارة الأميركية الحالية والإدارة السابقة، والدور الذي لعبته سامنثا باور، التي تدين الآن الدعم الأميركي للسعودية والإمارات، لكنها التزمت الصمت في الأمم المتحدة حول ما يفعله حلفاء أميركا في اليمن، بينما تنتقد إدارة ترمب الآن، رغم أن السياسة الأميركية الحالية هي استمرار لنهج رئيسها السابق أوباما.
ولفت التقرير إلى أن تشيمالي تعمل الآن على إضعاف النقد الموجه إلى حرب اليمن، بعد أن كان لها دور محوري في تنسيق كل الاتصالات الخاصة ببعثة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، كما أنها عملت سابقاً مديراً لشؤون سوريا ولبنان في مجال الأمن القومي التابع لإدارة أوباما.
وشرح التقرير أن تشيمالي أسست -بعد مغادرتها العمل في الأمم المتحدة- شركة تُدعى "جرين وتش ميديا استراتيجي"، وسُجّلت "عميلاً أجنبياً" يعمل لصالح سفارة الإمارات، وهو ما يعني من الناحية القانونية أنها تمثل دولة أجنبية.
ويتمثل الدور الذي تلعبه تشيمالي الآن لصالح الإمارات في التواصل مع الصحافيين العاملين في الأمم المتحدة لإضعاف الرسالة التي تنشرها منظمات حقوق الإنسان المنتقدة لحرب اليمن.
رسائل مسربة
ففي إحدى الرسائل البريدية المسربة من حساب السفير الإماراتي سيئ السمعة يوسف العتيبة، والتي اطلعت عليها "ذي إنترست"، وضعت تشيمالي استراتيجية لتشويه عمل منظمة حقوقية منشأة حديثاً تُدعى "أرابيان رايتس ووتش أسوسيشن"، والتي قدّمت سلسلة شهادات أمام مجلس حقوق الإنسان هذا العام.
وتتكون "أرابيان رايتس ووتش أسوسيشن" أو "أروا" من مجموعة من المحامين والنشطاء في الولايات المتحدة، إذ بدأت المنظمة تقديم شكاوى لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مطلع 2016، داعية إلى وقف الحصار، وإلى فتح الأمم المتحدة تحقيقاً في كل الأطراف في انتهاكات الإنسان.
وأشار "ذي إنترسبت" إلى أن عمل منظمة «أروا» بدأ يجتذب زخماً الصيف الماضي، عندما بدأ خبراء من الأمم المتحدة في التحقيق في حصار السعودية والإمارات لليمن، وانتهاكات حقوق الإنسان.
وأضاف التقرير أن الإمارات ما إن لاحظت الجهود التي تبذلها منظمات مثل "أروا" لفضح جرائمها في اليمن، حتى سارعت إلى محاولة تشويه سمعتها؛ ففي 2016، اتهم أنور قرقاش -الوزير الإماراتي- منظمات حقوق الإنسان بأنها واجهة للحوثيين.
ولم يقتصر الأمر على تشويه الإمارات لسمعة منظمات حقوق الإنسان، بل دفعت أيضاً ببعض مراكز الأبحاث في واشنطن لانتقاد "أروا"؛ فقد اتهم معهد «أميركان إنتربرايز» المنظمة بأنها واجهة للحوثيين.
لكنّ المسؤولين عن "أروا" ردوا على جهود الإمارات، بنفي الاتهام، وأكدوا أن انتقاداتهم شملت الحوثيين والإماراتيين معاً.