[ صورة تعبيرية نشرها ناشطون لقحطان ]
فجر خبر استشهاد القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح محمد قحطان المختطف لدى مليشيا الحوثي جدلا واسعاً في وسائل التواصل الاجتماعي.
واستقبل ناشطو تلك الوسائل هذا الخبر بين مصدوم، ومكذب، وناقد، ورأى فيه البعض مؤشرا على تحول جديد في اليمن اذا ما صح خبر وفاته.
وكان علي البخيتي القيادي السابق في جماعة الحوثي، نشر مؤخرا على صفحته بالفيسبوك منشورا ذكر فيه ان قحطان استشهد في أحد المواقع التي تستهدف بشكل مستمر من قبل طيران التحالف العربي، واضاف نقلا عن ما اسماه بمصدر داخل حركة الحوثيين ان وضعه هناك كان كنوع من التهديد على أمل أن يدين (العدوان) ويوقع على ورقة بذلك تمهيداً للإفراج عنه بعد أن يشعر بفداحة تأييده للتحالف، لكن التهديد تحول الى كارثة، ويظهر ان احدى طائرات الاستطلاع رصدت وجود حركة في الموقع، وقصف المكان خلال ساعتين وربع، فقتل قحطان واثنين من الحوثيين كانا بالقرب من المكان الذي وضع فيه.
وعلق البخيتي على تلك المعلومة بالقول: ما قام به الحوثيون بحق محمد قحطان جريمة بشعة وقتل متعمد لمدني مختطف لديهم، وبهذه الجريمة لا فرق بينهم وبين عدوان التحالف عندما يستهدف المدنيين، كما أن استمرار اخفائهم لمصيره واحتجاز جثته جريمة أخرى يقترفونها بحق أسرته ومحبيه.
ورغم ما قدمه البخيتي في منشوره من معلومات حول مصير قحطان، فقد نصح الجميع بالتعاطي مع القضية على اعتباره مخفي قسرياً لحين ظهور دليل مادي وملموس يثبت عكس ذلك،
وكان البخيتي ظهر قبل يومين مع ناشطين آخرين في إعتصام مع أسرة قحطان للمطالبة بإطلاق سراحه، وتعرض إثرها للضرب من قبل عناصر الحوثي.
واعتبر المحامي والناشط خالد الانسي ما يقوم به البخيتي ليس سوا مسرحية هدفها تحميل الحوثي وحده المسؤولية عن جريمة اختطاف وإخفاء و قتل محمد قحطان، واضاف: هاهي الأيام تثبت ما كنت احذر منه، وان البخيتي كان فقط يمسح بصمات المخلوع لكي بلصق الجريمة بالحوثي وحده.
ونشرت توكل كرمان الناشطة بالثورة الشبابية والحائزة على جائزة نوبل منشوراً قالت فيه:" كن بخير أيها القائد المعلم ، صمودك يلهمنا الكفاح في سبيل الحرية ويمنحنا الثقة بالنصر".
من جهته استنكر نايف حسان رئيس تحرير صحيفة الشارع ما تردد حول مصير قحطان، وكتب معلقاً: لا يصح نشر أي معلومات بشأن تصفية أو قتل المختطفين، والمختفين قسرياً، مهما كانت الثقة عالية بصحة هذه المعلومات، إلا في حال كانت تصريحاً لقيادي معروف الاسم والصفة في الجماعة، أو الجهة المسؤولة عن جريمة الاختطاف، والإخفاء القسري.
وخاطب حسان الحوثيين: لا تعبثوا بمشاعر أسر المختطفين، ولا تمنحوا المجرمين فرصة للتهرب الواهم من المسؤولية القانونية والجنائية، واضاف: محمد قحطان اختطفته مليشيا الحوثي، وتسريب شائعات عن مقتله لا يُمكن أن يوفر غطاءً لتصفيته، كما لا يُمكنه تهيئة الراي العام لقبول جريمة بهذا الحجم؛ إن حدثت.
وكان مصدر مسؤول في الأمانة العامة للتجمع اليمني للإصلاح حمل جماعة الحوثي المسلحة وحليفها صالح مسؤولية اختطاف عضو الهيئة العليا في الحزب محمد محمد قحطان المختطف والمخفي قسرياً لدى تحالف الإنقلاب في صنعاء.
وعلق عبدالملك شمسان الناطق الرسمي في دائرة الاصلاح الاعلامية: "إذا استشهد محمد قحطان فذلك أغلى أمنياته وسيرفعه اليمنيون رمزا تاريخيا على جبين الزمان.. افعلوها إن استطعتم فإنما تتعاظم أمجادنا وتتضاعف هزائمكم".
ويعتقد الشاعر والناشط عامر السعيدي انه في حال صح خبر مقتل محمد قحطان، فمن المخجل أن نردد كحمقى القول بأن الطيران قتله، واضاف: لا علاقة للطيران حتى وإن قتل فعلا في غارة جوية، فالحوثي والحوثي فقط هو من قام بتصفية قحطان وستدفع الهاشمية السياسية ثمنا باهضا جزاء فعلتها.
وتسائل الدكتور غمدان السدح، معلقاً على رواية البخيتي بالقول: هل تمت تصفية قحطان؟ وهل تم تعذيب قحطان حتى الموت؟، ويجيب: أياً كان، فالأكيد أنه بات الثأر بين الشعب اليمني و جماعة الحوثي و أتباعه ثقيلاً و طويلاً.
المحلل السياسي ماجد المذحجي اكد معلقاً على الحادثة:"في جرائم الاخفاء القسري لا يكون الضحية فقط المجني عليه، بل اسرته أيضاً؛ إنه انتهاك مركب وفريد كونه يوسع دائرة الضحية ولكونه انتهاك مستمر أيضاً، فمضاعفات القلق على المخفي لاتزول أبداً وذلك السؤال عن مصيره لا يتلاشى لعمر كامل لدى اهله.
وفي حين سرد المحامي هائل سلام على صفحته الشخصية نصوصاً من القانون الدولي حول الاختفاء القسري، قال عبدالسلام محمد رئيس مركز ابعاد ان القائد محمد قحطان ثورة لوحده، واذا فعلاً تم تصفية القائد من قبل ميلشيات الحوثي فأقرأوا الفاتحة على أرواح كل القيادات العسكرية للحوثيين.