[ اختطفت المليشيا قحطان قبل عامين من منزله بصنعاء ]
أدان سياسيون ودبلوماسيون استمرار اختطاف مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية للسياسي محمد قحطان، المختطف في سجونها منذ الرابع من أبريل 2015، مطالبين المجتمع الدولي بسرعة التدخل لإطلاقه مع بقية المختطفين السياسيين من سجون الميليشيا.
وأطلق نشطاء حملة واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على إخفاء قحطان، وجرائم الإخفاء والاختطاف التي تمارسها المليشيا في اليمن.
وانطلقت الحملة تحت هاشتاق #الحرية_لقحطان، ولقيت تفاعلا واسعا، ومشاركة من قيادات في الحكومة اليمنية ودبلوماسيين عرب، واعلاميين، وتزامنت مع حملة إعلامية عبر القنوات الفضائية اليمنية والمواقع الالكترونية التي تطرقت لجريمة إخفاء قحطان منذ أكثر من عامين.
واعتبر نشطاء استمرار إخفاء قحطان وقادة آخرين في اليمن ومنع أسرهم من التواصل معهم، إرهابا يخالف القوانين والمواثيق الدولية، بعد صدور قرار من مجلس الأمن الدولي برقم 2216، والذي نص في إحدى بنوده على سرعة إطلاق سراح السجناء السياسيين والذين يتعرضون لانتهاكات جسيمة من قبل المليشيا.
ومنذ اختطاف قحطان من داخل منزله في الرابع من أبريل 2015 في صنعاء من قبل مسلحين حوثيين تم اخفاؤه قسراً، ومنعت أسرته من زيارته، وفشل المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ في الكشف عن حالته الصحية، أو الحديث عن مكان احتجازه.
وترفض مليشيات الحوثي والمخلوع صالح حتى اللحظة السماح لمنظمات محلية ودولية زيارته والتأكد من سلامته، فيما أفادت معلومات العام الماضي بوفاته جراء قصف الطائرات للمكان الذي وضع فيه، فيما لم يتم تأكيد المعلومة أو نفيها من أي مصدر.
صلف الانقلابيين
وفي تعليقه على هذه الجريمة قال رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر إن "صلف المليشيا الانقلابية واستمرار اعتقال وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي وناصر منصور وفيصل رجب ومحمد قحطان يعكس عدم رغبتهم في السلام".
ومن ناحيته، قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي إن محمد قحطان رمز لمقاومة الانقلاب، ورمز لإجرام الحوثي والمخلوع صالح في حق المدنيين واعتقالهم وإخفائهم قسريا، في سجنه ينتصر و"الانتفاشة" كما سماها تتلاشى.
أما وزير الشباب والرياضة، نائف البكري، فقال إن مليشيا الحوثي والمخلوع الانقلابية جسدت أسوأ الصور في تدمير اليمن أرضا وإنسانا، بإخفائها القسري للواء الصبيحي وناصر منصور ومحمد قحطان وفيصل رجب والكثير غيرهم من الشخصيات التي تتعرض في سجونها لمختلف أنواع التعذيب.
واعتبر البكري استمرار اختطاف الانقلابيين للصبيحي وقحطان سلوك عصابات وعمل إرهابي بامتياز وأن الميليشيا جسدت أسوأ الصور في تدمير اليمن أرضا وإنسانا.
من جهته، قال وزير الإعلام معمر الارياني إن استمرار الميليشيات في اعتقال قحطان ووزير الدفاع اللواء الركن محمود سالم الصبيحي واللواء ناصر منصور هادي والعميد فيصل رجب وغيرهم، وإخفاء مصيرهم عن أهاليهم وعن المنظمات الإنسانية، بأنه جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي، ويثبت للعالم مدى وحشية هذه الميليشيات التي انقلبت على السلطة الشرعية والرئيس المنتخب، وعاثت وتعيث في الأرض فسادا.
رفض للحوار
السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر كان أحد أبرز الدبلوماسيين المشاركين في الحملة المطالبة بإطلاق سراح المختطفين في سجون المليشيا.
وقال السفير آل جابر في تغريدة له بحسابه على توتير إن استمرار إخفاء المليشيات للصبيحي ومحمد قحطان وناصر هادي وإمعانهم في العنف لإرهاب وتخويف من يعارضهم يؤكد رفضهم للحوار السياسي.
استبداد
أما محافظ عدن الأسبق وحيد رشيد فعلق مستعرضا مآثر قحطان، وقال في مقال له بهذه الذكرى "علمنا قحطان أن ضحوا ببعض أوهامكم لتحصلوا على الكثير من حقوقكم، ضحوا بوهم الحزب الواحد وضحوا بوهم الرأي الواحد وضحوا بوهم أن الوطن لكم وحدكم وضحوا بوهم أن الاستبداد سيهزمه المتشاكسون المتفرقون".
رمز المدنية
من جانبه، قال مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الإعلامية نصر طه مصطفى إن إخفاء قحطان رمز المدنية ورجل الحوار والوجه المشرق للعمل السياسي، سيظل عارا يلاحق حثالات الإمامة التي اختطفته خوفا من صوته الوطني.
وعلى ذات المنوال، دعا سفير اليمن لدى واشنطن أحمد عوض بن مبارك مليشيات الحوثي إلى إطلاق سراح جميع الأسرى وعلى رأسهم اللواء الصبيحي وشقيق الرئيس والسياسي محمد قحطان.
تعرية للأمم المتحدة
بدورها قالت حورية مشهور وزيرة حقوق الإنسان السابقة إن الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد لا يبذلون أي جهد يُذكر في موضوع المعتقلين بما فيهم كبار القيادات السياسية، فيما اعتبر وكيل وزارة الإعلام عبدالباسط القاعدي إخفاء قحطان منذ عامين يثبت إجرام المليشيات ويعري الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية.
سياسي من الطراز الرفيع
إلى ذلك، اعتبر سفير اليمن لدى بريطانيا الدكتور ياسين سعيد نعمان أن محمد قحطان سياسي من الطراز الرفيع، استطاع أن يؤسس خطاً في الحياة السياسية اليمنية المحتدمة بالتنوع وبالصراعات وعدم الثقة والتوافقات والتباينات.
وأشار إلى أن اختطافه من قبل الميليشيا كان بمثابة قمع للحريات والتنوع التي أخذت تتبلور في الحياة السياسية، وعنواناً لما مثله من موقف سياسي مقاوم للتسلط، وموقف من المنهج السياسي الذي مثله الحوار والذي كان تجسيداً للتطور العام الذي شهدته الحياة السياسية اليمنية وكان قحطان أحد رموزه.
رمز للمقاومة
رئيس الهيئة العليا للإصلاح محمد اليدومي شارك هو الآخر في هذه الحملة، وقال في منشور له بأن قحطان سيظل رمزا لمقاومة همجية الإنقلابيين، ومعولا يحطم أسوار سجونهم، ويطمس عاهات ادعاءاتهم، ويرمي بعنصريتهم وراء التاريخ.
وأعاد اليدومي في منشوره التذكير بمقولة قحطان عن انقلاب المليشيا في اليمن بأنها ليست سوى "انتفاشة" تافهة لا أقل ولا أكثر.
أما مدير مكتب الجزيرة في اليمن سعيد ثابت سعيد فقد وصف قحطان بأنه السياسي العابر للأحزاب، والمناضل المنحاز للحرية، والرائد الوطني في مسيرة الذاتية اليمنية، وقال بأنه مختطف سجين يتنفس حرية، بينما سجانه يرزح في حضيض العبودية.