قال السفير اليمني في لندن الدكتور ياسين سعيد نعمان إن السياسي المختطف محمد قحطان استطاع أن يؤسس خطاً في الحياة السياسية اليمنية المحتدمة بالتنوع وبالصراعات وعدم الثقة والتوافقات والتباينات، واصفًا إياه  بالسياسي الرفيع الذي إذا اتفقت معه شعرت بالاطمئنان وإذا اختلفت معه شعرت أيضاً بالاطمئنان، على حد تعبيره.

وأضاف نعمان في مقال له بمناسبة مرور عامين على اختطاف قحطان من قبل مليشيا الحوثي والمخلوع صالح أنه كان يقترب من خصومه إلى حد التماهي، وذلك بإيمان من أن هناك قواسم مشتركة لا بد من اكتشافها واختبارها في إخصاب التنوع السياسي والثقافي.

وأشار إلى أن قحطان كان يرى أن هذا المجتمع المتنوع هو خلاصة تجارب تاريخية حضارية لا بد من استحضارها عبر حوارات ثقافية وسياسية واجتماعية، وباعتبارها الخلفية التاريخية التي لا تستغني عنها المفاهيم السياسية المعاصرة، فقد كان في نقاشاته مسلحاً بكثير من الوقائع والحكايات التي تعكس وعياً بالتراث المعرفي للمجتمع وما يشكله ذلك من تأثير على الحياة السياسية.

وبحسب الدكتور ياسين نعمان فإن قحطان كان داخل اللقاء المشترك هو جسر التوافق مع كثير من القضايا خارج المشترك.

وأضاف نعمان أن محمد قحطان كان دائماً يؤكد أنه من حق الجنوبيين أن يقرروا مسارهم السياسي، ولم يكن يطلق مثل هذه العبارة لاستقطاب اللحظة، مشيراً إلى أنه كان ينطلق من قناعة تلازمه وهو يبني موقفه المعرفي.