[ العاهل السعودي قال امام مجلس الشورى في بلاده أن اليمن من أمن المملكة ]
بعد تصريحات وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، التي اتهم فيها إيران بفرض سياسيات طائفية في تدخلها بالدول العربية، من لبنان وحتى اليمن، جاء رد طهران على لسان عدد من المسؤولين الإيرانيين.
وقال الأمين العام للمجتمع العالمي للصحوة الإسلامية، علي أكبر ولايتي، الأربعاء 15 ديسمبر/كانون الأول، إن إيران لا ترد على التصريحات غير الناضجة لوزير الخارجية السعودي، لكنها سترد عمليا على الرياض، وفق وكالة" تسنيم" الإيرانية.
أما وكالة فارس الإيرانية فذكرت أن نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، قال إنه" حان وقت الفتوحات الإسلامية بعد تحرير حلب، ستحقق البحرين أمانيها، وسيسعد اليمن بهزيمة أعداء الإسلام، وسوف يذوق الموصل طعم الانتصار".
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تهدد فيها إيران، خصومها في الخليج، وتحديدا السعودية، إذ سبق وأن هدد المسؤولون الإيرانيون، بتعرض الرياض لـ"ضربات قاضية"، إضافة إلى ما أسموه بـ"محو المملكة والوهابية من الوجود"، لكن اللافت هذه المرة هو تزامن تلك التصريحات مع سقوط" حلب" السورية، بعد ارتكاب النظام السوري المدعوم روسيا وإيرانيا مجارز بشعة بحق المدنيين، وهو ما يعني إمكانية لعب الأخيرة على مسارح جديدة، وتوجيه نظرها نحو اليمن أو البحرين.
وهو ما فتح باب التساؤلات عن جدية تهديدات إيران بالتدخل المباشر في اليمن، وعن شكل التدخل في البلاد، خاصة مع إعلان طهران في أغسطس/آب الماضي، عن ما أسمته" جيش التحرير الشيعي"، الذي يؤكد نهجها نحو إثارتها الصراع الطائفي الدموي في المنطقة.
ضغوط للتخلي عن هادي
وفي هذا الإطار يستبعد المحلل العسكري، علي الذهب، التدخل الإيراني المباشر بالحرب في اليمن، مؤكدا أن الحالة اليمنية تختلف عن السورية والعراقية اختلافا جذريا، ولن يقبل الحوثيون أنفسهم، بتدخلها.
ويوضح لـ(الموقع بوست) أن الرفض الحوثي للتدخل الإيراني، سببه أن حدوثه" سيفتح عليهم أبواب جهنم، وقد تشهد المنطقة حربا إقليمية لا طاقة للإيرانيين بها، وسيخسر الحوثيون كل المكاسب التي تحققت لهم حتى الآن، أو تلك التي قد تحققها ظروف لا يكون لإيران دور مباشر فيها".
ويرى" الذهب" أن إيران تمارس بهذا التصعيد، ضغوطا على السعودية لحملها على التخلي عن الرئيس "هادي" الذي يمثل الشرعية، لافتا إلى أن استمرار الرياض بموقفها الداعم لليمن، سيقابله تصعيد إعلامي إيراني، ودعم استخباري ولوجستي للحوثيين فقط.
وعن شكل التدخل الإيراني فيما لو حدث في اليمن، يبيّن- المحلل العسكري- أنه سيكون على نمط تدخلها في سوريا.
ويستطرد" وفيما لو تطورت الحرب، ودخلت فيها أطراف دولية، فإنها ستكون ضمن تحالفات، او تحت غطاء نفوذ دولي"، لافتا إلى أن الموقف الغربي هو الفيصل لكل السيناريوهات".
وتمتلك إيران قواعد عسكرية في أرتيريا القريبة من اليمن، إلا أن" الذهب" يؤكد أن خطرها ليس كبيرا، كون وجود طهران يقابله، وجود سعودي وإماراتي في جيبوتي وأسمرة.
إطالة عمر الصراع
من جانبه يعتبر رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث، عبدالسلام محمد، أن انتصار إيران الطائفية بقوة الدب الروسي في حلب، فتح لها شهية الانتقال إلى مراحل متقدمة من حلمها في السيطرة على الجزيرة العربية.
ويمضي بالقول في حديثه لـ(الموقع بوست) أن تصريحات القادة الإيرانيين تهدف إلى، تهيئة نفوس حلفائها من المليشيات، لانتصار جديد في مكان آخر، وهو ما يجعلهم يستميتون أكثر في إطالة عمر المعارك، وإن استنزفوا كثيرا، إضافة إلى توجيه رسالة للخصوم العرب، كمحاولة لأحداث هزيمة نفسية مبكرة، فضلا عن الظهور أمام الحلفاء الكبار، كأصحاب مشروع طائفي؛ لتفتيت المنطقة، والاستعداد لمساعدتهم في تحقيق مشروع التقسيم.
وفي اليمن تأمل إيران إلى تحويل الصراع إلى طائفي، بدلا عن صراع بين الشرعية والانقلاب، وذلك لإطالة عمر الحرب والفوضى؛ لتصبح اليمن مخزنا لتجنيد مقاتلين ضد الخليج، كما استفادوا من فوضى أفغانستان والعراق سابقا، وفقا لـ"محمد".
ويتابع" تحاول إيران بهذا الانتصار الطائفي، أن تعيد الاعتبار لميلشياتها في البحرين، لتقول لهم حان وقت الضغط لإحداث اختراق جديد في الخليج".
وتطرق الباحث اليمني في ختام حديثه، إلى أنه" إذا لم يحدث أي تغير في معركة اليمن وتمكنت إيران من وضع يدها في العراق وسوريا، فإنها ستتفرغ لدعم ميلشياتها في اليمن، وبالتالي وإن طالت المعركة، إلا أنها تصبح أكثر قربا من هدفها الرئيسي نفط الخليج".
ولا ترتبط اليمن بحدود جغرافية مع إيران، وهو ما يعني صعوبة خوض الأخيرة لحرب مباشرة، وإن حدث فكلفته عالية، فضلا عن ردة الفعل السعودية التي ستكون قوية، لحماية أمنها القومي بعد أن صارت هدفا مباشرا لطهران، وفقاً لمراقبون.
وأعلن الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز امس الأول امام اعضاء مجلس الشورى أن بلاده ترى أن أمن اليمن من أمن المملكة، ولا نقبل بأي تدخل في شؤونه الداخلية ولا بجعله ممراً لأي دولة أو جهات تستهدف أمن المملكة أو دول المنطقة.
ومنذ مارس/آذار 2015، يخوض التحالف العربي بقيادة السعودية، حربا في اليمن إلى جانب الشرعية، من أجل استعادة الدولة من المليشيا الانقلابية المدعومة إيرانيا، تم خلالها استعادة أكثر من 80% من أراضي الدولة، وفق تصريحات عسكريين في التحالف ومسؤولين يمنيين.