عمرها ألفي عام.. انشقاق مفاجئ لشجرة "الغريب" التاريخية في تعز يُثير الحزن باليمن
- تعز - خاص الإثنين, 21 أبريل, 2025 - 03:02 مساءً
عمرها ألفي عام.. انشقاق مفاجئ لشجرة

[ انشطار شجرة الغريب في تعز ]

في حادثة غير مألوفة، انشطرت شجرة "الغريب" الشهيرة والأثرية إلى نصفين بشكل مفاجئ في منطقة السمسرة بمديرية الشمايتين، غربي محافظة تعز، ما أثار دهشة كبيرة بين سكان المنطقة والمهتمين بالبيئة والتراث.

 

وتداول ناشطون صورا عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر سقط جزء كبير من الشجرة العملاقة، التي تُقدر عمرها بأكثر من 2000 عام، مخلّفًا تجويفًا داخليًا واسعًا وحفرة عميقة في الأرض. يبلغ ارتفاع الشجرة حوالي 16 مترًا، بقطر يصل إلى 8 أمتار، ومحيط يتجاوز 35 مترًا، ما يجعلها واحدة من أضخم الأشجار المعمرة في اليمن.

 

شجرة "الغريب" تمثل رمزًا بيئيًا وثقافيًا لأهالي مديرية الشمايتين، وقد شكلت على مدى قرون محطة جذب للزوار من مختلف المحافظات بفضل شكلها الفريد وحجمها الاستثنائي. ويخشى السكان من أن يكون هذا الانشقاق بداية لانهيار كامل لهذه المعلم الطبيعي النادر.

 

وأفادت مصادر محلية أن محافظ تعز نبيل شمسان كلّف لجنة بالنزول لمعرفة أسباب انشطار شجرة الغريب، وللحفاظ على ما تبقى منها.

 

 

وفي السياق كتب الصحافي أحمد الشلفي في رثاء شجرة الغريب قائلا:

 

بعد ألفي عام من الأهوال، لم تقوَ الشجرة على احتمال كل هذا التعب اليمني… فرحلت.

أيبسها الجنون،

تهالكت، شحبت،

ثم انكسرت وذوت

كجريحٍ قضي في حرب ليس لها نهاية

آواه يا شجرة الغريب كم تشبهين أحزاننا الطويلة.


 

ليست الشجرة، إنها البلاد تنكسر وتسقط، لذلك أحدثت وجعا غائرا في خريطة القلب.

لم تكن شجرة

كانت الأرض والزمن المستحيل والناس

والوطن الغارق في أحزانه

‏لم تكن تنتمي لغصون الشجر

‏كانت الروح مسكونة بالأماني الكبار

لم تكن غير قاماتنا وجحود أبنائنا

وهزائم أعدائنا

لم تسقط الشجرة.

 

الإعلامي خليل القاهري قال "تعبت شجرة الغريب ثباتًا وطول مُقام، وآثرت التواري والاستسلام، مثلما تعبنا ترحالًا، وطول أمل".

 

 

وأضاف "لو أن الأمر في بلد آخر لشكّلَ ما لحق بالشجرة اليوم قضيةً بالغة الأهمية، تستنفر كل الجهود ومساعي الإنقاذ، لكننا في وطن تموت أشجاره وأبناؤه ويموت كل شيء فيه بلا أسف"، متابعا "بلدٌ يغطي الموت كل مساحته والتفاصيل".

 

الناشط والإعلامي محمد مهيوب احمد علي قال "انهيار شجرة الغريب في تعز والتي يزيد عمرها عن الفين عام انشقت نصفين وظهر تجويفا داخلها وحفرة عميقة في الأرض".

 

وأضاف "اعملوا عليها حراسة وممنوع الاقتراب من الحفرة.. هناك سر".


 

 

الكاتب عامر الدميني علق بالقول "شجرة الغريب.. التسمية شعبية، وربما ترمز لهروع الناس نحوها، خاصة أولئك الغرباء من المارة، والله أعلم".

 

وقال "لكنها تنتمي لفصيلة الأشجار المعمرة، وهذا النوع من الشجر يمتاز بعمره الطويل، وقدرته على مواجهة الظروف والمتغيرات المناخية وغيرها، وهي امتداد لفصائل من الأشجار المتواجدة في عدة مناطق باليمن، وتعكس حقبة من التنوع النباتي الذي كانت تمتاز اليمن فيه، والذي توفرت فيه عوامل لبقاء هذا النوع من الأشجار، كاستمرار الأمطار".

 

 

ويرى الدميني أن سقوطها هو تعبير عن نهاية عمر افتراضية لهذا النوع من الشجر، وهذا قانون الطبيعة الإلهية، إذ يتسلم جيل جديد الحياة ويستمر فيها، بعدما قدم الجيل السابق خدماته للإنسان والطبيعة من حوله.

 

وتابع "لكن أسوأ ما يحصل حاليا أن مثل هذا النوع من الشجر ينقرض دون بديل من جنسه، وربما ذلك يعود للطبيعة المناخية الراهنة في اليمن، كقلة المياه، والأنشطة البشرية، وغيرها".

 

الباحث مصطفى الجبزي، كتب "بالنظر إلى عمر شجرة الغريب واتساع قطرها غير منتظم الشكل وامتداد فرعيها وثقلهما فإنه من الطبيعي ان تتعرض إلى شقوق ما لم تسند جوانبها وتربط في خاصرتها".

 

ويرى أن انفلاق جذع الشجرة متوقع في هذه الحالة وهو نتيجة لعدم اهتمام لغياب المعرفة والمهارة في التعامل مع الأشجار المعمّرة". وقال "ما يزال من الممكن الحفاظ عليها بالأسانيد والدعائم وتوسيع نطاق تسويرها وبالتأكيد فحص الجذع".

 

 

وأضاف الباحث الجبزي "شاهدت أشجارا كثيرة معمرة في فرنسا وكيف ترفع لها دعائم وتخصّر بطوق حديدي وإلا فإنها تتهالك، بل تقدم لها الرعاية حتى لو اضطجعت ارضاً. فللطبيعة حكمها".

 

الكاتب الصحفي فتحي أبو النصر علق بالقول "حزين جدا على إنهيار شجرة الغريب الشهيرة التي كانت جزء من وجداننا، إذ كان عنوان عمودي الأسبوعي في صحيفة الأهالي لمدة أربع سنوات، شجرة الغريب".


 

 

الحقوقية فاطمة الأغبري كتبت "حتى شجرة الغريب ما تحملت الظلم وانشقت نصفين".


 

 

في حين قال الصحفي محمد السامعي "هذا ليس انهيار شجرة فقط، بل هو تعبير ضمني عن انهيار وطن، وانهيار قيم، وانهيار ضمير كان يفترض أن يصحو في مواجهة العواصف التي يعاني منها البلد العزيز منذ نحو عشر سنوات".

 

وأضاف "هذا الانهيار الواضح رسالة بالغة وبارزة ومؤثرة من شجرة عريقة، تؤكد للجميع بأن الانهيار الشامل سيأتي لا محالة إن لم نقف جميعًا كتلة واحدة في سبيل اليمن".

 

وتابع السامعي "سننهار جميعا بشكل كلي إن لم نوقف الانهيارات الجزئية، وهذا يستدعي منا جميعا أن نكون مسؤولين حقيقيين من أجل وطن خالٍ من هذا البلاء المرعب والمخيف".


 

 

الباحث نبيل البكيري كتب "أين السلطات المحلية في هذه المديرية تخرج تقول للرأي العام ماذا جرى لشجرة الغريب هذا المعلم السياحي الأبرز في الحجرية والتي يزيد عمرها عن 2000 عام؟

 

وقال :ما الذي جرى بالضبط لهذه الشجرة العظيمة ؟. ليس مفهوماً بين عشية وضحاها يبكر الناس على منظر كهذا دون مقدمات.


 

 

بشير المليكي، هو أيضا قال "شجرة الغريب الذي عمرها أكثر من الف عام، فرق كبير بين الماضي والحاضر".

 

 

وقال "فعلا لكل شيء نهاية".


حسام الصلوي قال "تدهور حالها من حين عملوا عليها الحوش الكبير وزرعوا جنبها أشجار يبست ولا عاد طلعة ورقة، لأنها وفق تعبيره حست بالحصار".

 

 


التعليقات