[ بشير سنان في حوار مع الموقع بوست ]
في هذا الحوار يناقش الصحفي الرياضي بشير سنان، الذي يعمل مديرا تنفيذيا للاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية، عدة قضايا تتعلق بالشأن الرياضي في اليمن وكرة القدم على وجه التحديد.
في الحوار طالب بشير سنان قيادة الاتحاد اليمني لكرة القدم بالرحيل وأن تمنح فرصة قيادة الاتحاد لشخصيات جديدة من الرياضيين.
ووصف توقف الدوري الرياضي في اليمن بداعي الحرب "بالفضيحة" وسط خنوع تام للجمعية العمومية للاتحاد وتغاضي الاتحادين الدولي والأسيوي.
ونوه إلى أن الرياضة اليمنية في حاجة ملحة لإعادة رسم خارطتها بدءا من القاعدة وصولا إلى الرأس.
وذكر سنان آثار الحرب على الواقع الرياضي قائلاً إن المنشآت الرياضية تعرضت لتدمير ممنهج في كافة مناطق البلاد وبخسارة إجمالية جاوزت المليار دولار.
نص الحوار:
* سيد بشير سنان ممكن نبدأ نتحدث معك حول واقع الرياضة اليمنية الآن، كيف يبدو بنظرك؟
** بالتأكيد يمكن تلخيصه بالواقع الذي لا يسر صديقا أو عدوا مقارنة بما وصلت إليه الرياضة في بلدان مجاورة بذات الإمكانيات البشرية والمادية، والحديث ليس من الآن بل حتى منذ سنوات ما قبل الحرب التي زادت الطين بلة.
* كيف تنظر لتوقف الدوري والمسابقات المحلية؟
** التوقف في النشاط الرياضي بشكل عام نتاج طبيعي لتقاعس القائمين على الرياضة اليمنية بشقيها في صنعاء وعدن، أما بالنسبة لكرة القدم فوضعها استثنائي كون اتحاد اللعبة نأى بنفسه عن الطرفين، واكتفى بتخبطاته الإدارية التي بدأت منذ انتخابه في الدورة الرياضية الأخيرة وصولا إلى يومنا هذا.
تجدر الإشارة إلى أن توقف الدوري -بداعي الحرب- فضيحة بكل ما للكلمة من معنى وسط خنوع تام للجمعية العمومية للاتحاد وتغاضي الاتحادين الدولي والآسيوي، خصوصا مع انتظام بعض المسابقات الودية في طرفي البلاد بصورة مميزة.
* وماذا عن ضعف إعداد المنتخبات اليمنية؟
** انعكاس طبيعي لغياب الإدارة والتخطيط لدى اتحاد اللعبة، الذي تعمد تغييب المنافسة الرسمية المصدر الرئيسي لتزويد المنتخبات بأسماء ومواهب جديدة، مكتفيا بالاعتماد على قائمة جاهزة من الأسماء لم تتغير منذ سنوات عديدة، ومن جهة أخرى يجب الإشارة إلى غياب الدور الحكومي في دعم المنتخبات الوطنية وتوفير أفضل الكفاءات التدريبية والمعسكرات الاعدادية الطويلة.. بالمختصر الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص آخر اهتمامات حكومتي الحرب في اليمن.
* ما السبب في ضعف الاهتمام باللاعبين بنظرك؟
** غياب التشريعات التي تضمن للاعبين حقوقهم سواء في الأندية أو المنتخبات، سبب رئيسي في ذلك الإهمال، لك أن تتخيل لاعب كرة قدم يذهب لممارسة اللعبة في النادي أو مع المنتخب في مهمة وطنية ولا يجد أبسط الحقوق كالإجازة الرسمية أو بدل سفر مناسب، بل إن البعض حرم من دخول امتحانات رئيسية في المدرسة أو الجامعة وهو في مهمة تمثيل الوطن.
* كيف أثرت الحرب على الواقع الكروي في اليمن؟
** الأثر عميق وواضح ويمكننا قراءته من ناحيتين أولاهما التدمير الممنهج الذي طال المنشآت الرياضية في كافة مناطق البلاد بخسارة إجمالية جاوزت المليار دولار دون أي أفق لتحرك جاد يعيد إعمار ما تدمر من قبل الأطراف التي ساهمت في ذلك التدمير.
من الناحية الأخرى سبب الانقسام السياسي في تسرب موارد صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة المالية عبر طرفي الصراع في صنعاء وعدن، والأدهى من ذلك أن تلك الموارد سخرت للجبهات القتالية بينما بقيت معظم الاتحادات والأندية الرياضية دون موازنات لتسيير الأنشطة المختلفة المنوطة بها.
* كيف يمكن الارتقاء بالأداء الرياضي في اليمن في ظل تحديات الواقع الراهن؟
** الرياضة اليمنية في حاجة ملحة لإعادة رسم خارطتها بدءا من القاعدة وصولا إلى الرأس، لا يمكن إصلاح خلل المنظومة في ليلة وضحاها.. حتى مع وصول قيادات رياضية إلى رأس السلطة في الوزارة يبقى الخلل في القاعدة.. باختصار نحتاج دراسة الواقع الحالي وتشخيصه ثم البحث عن حلول تعالج الخلل الكبير في كافة الأطر والمؤسسات الرياضية (الأندية والاتحادات على وجه التحديد).
* إلى أي مدى يمكن أن نحمل اتحاد كرة القدم تبعات الوضع الرديء الذي يبدو عليه أداء المنتخب الوطني؟
** يتحمل الاتحاد الأداء المخيب والباهت لمنتخبنا الوطني منذ قدومه وليس من الآن فحسب، في اعتقادي أننا بحاجة ملحة للتغيير.. ومن هنا نجدد مطالبنا لقيادة الاتحاد بالرحيل ومنح الفرصة لقيادات جديدة من الرياضيين، لتحمل المسؤولية خلال المرحلة المقبلة، حتى عبر لجنة مؤقتة تسير أعمال الاتحاد إلى موعد الانتخابات الرياضية.
* ماذا عن دور المنظمات والهيئات الدولية المتخصصة في مجال كرة القدم في دعم الأندية اليمنية وتأهيل المنتخب الوطني؟
** الهيئات والمنظمات الدولية غائبة كليا عما يجري في اليمن، بل إن الاتحادين الآسيوي والدولي يغضان الطرف عن كل الخراب الحاصل في الكرة اليمنية، ولم يستجب كلا الاتحادين للعديد من المناشدات (الطوعية) من الجماهير الرياضية المطالبة بمحاسبة الاتحاد حول العبث الكبير القائم بين أروقته وأهمه غياب الدوري العام منذ سبع سنوات!
* أليس من الجيد استثمار واقع الرياضة في اليمن لتوحيد مشاعر اليمنيين الذين فرقتهم الحرب وبعثرت بهم المشاحنات السياسية والخطابات التعبوية المذهبية والسياسية؟
** سؤال يوجه للقيادات الرياضية المسؤولة بما فيها اتحاد اللعبة الذي يأبى استغلال شغف اليمنيين بكرة القدم وعمل ما هو مفترض في ظروف كالتي تعيشها بلادنا.
* البعض يلاحظ أن أداء المنتخب يتطور نسبيا من مباراة إلى أخرى.. ألا تلاحظ ذلك؟
** دعني أصدقك، أداء المنتخب معيب جدا ولا يمت لكرة القدم بصلة، لعب عشوائي بدون أي تخطيط أو جملة كروية مدروسة، التطور الوحيد فقط تقليل الخسارة، اسأل نفسك واسأل القارئ الكريم كم مرة وصل مهاجمو منتخبنا إلى مرمى المنتخب الأوزبكي وحتى المنتخب السعودي.
* ما الذي ينقص المنتخب للظهور بشكل أفضل وتحقيق نتائج إيجابية؟
** الإعداد المثالي والتحضير من وقت مبكر قبل المنافسات بفترة مناسبة، وقبل ذلك استقطاب المواهب من دوري نشط، إضافة إلى اختيار مدرب أجنبي متمكن، وكل هذا لا يأتي دون تخطيط وإدارة مناسبة.
* لو أردنا أن نمسك بأساس المشكلة الرياضية في اليمن أين ستكمن؟
** المشكلة الأساسية في القوانين والتشريعات التي تحرم وصول الشخصيات الكرتونية إلى مواقع المسؤولية في الأطر الرياضية، وهناك نقطة مهمة يمكننا الإشارة إليها وتتمثل في غياب التسويق الرياضي والركون على الدعم الحكومي الضئيل سواء في الأندية أو الاتحادات.
* بالنسبة لبطولة الدوري المحلي، اتحاد كرة القدم حمل مسؤولية فشل إعادته الموسم الماضي للأندية التي وافقت أولاً على دوري شامل ثم عادت لتطالب بدوري من مجموعتين، كيف تنظر إلى ذلك؟
** تهرب فاضح من الاتحاد باقتراحه دوري بنظام "الكل في الكل" في ظل الواقع الذي تعيشه البلاد، والحل الأقرب لإقامة دوري هو نظام المجموعتين (تجمع في صنعاء وآخر في عدن) والنهائي يمكن إقامته في سيئون أو أي مدينة أخرى.