[ عدة جبهات مشتعلة في الضالع - الصورة لخريطة المحافظة ]
أحدث الهجوم الحوثي الجديد على الضالع، والذي دخل شهره الثالث، تغييرا كبيرا في خارطة سير المعارك وفتح عدة جبهات جديدة.
ويعد هذا الهجوم على محافظة الضالع الأكبر منذ الانقلاب على الشرعية في العام 2015م، فقد حشدت جماعة الحوثي المسلحة ألوية عسكرية مدربة وعتادا عسكريا هو الأكبر، فلأول مرة تدخل صواريخ الكورنيت على خط المواجهات في الضالع.
وبحسب تصريحات قادتها فقد كان الهدف واضحا لدى جماعة الحوثي وهو إسقاط محافظة الضالع والتوجه نحو مدينة عدن مجددا.
وبعد ثلاثة أشهر من المواجهات انقشع غبار المعارك ليكشف عن واقع عسكري جديد وسقطت خلال المعارك جبهات وصمدت أخرى.
تمكنت جماعة الحوثي من إسقاط جبهات دمت وحمك والحشاء، وعجزت عن إسقاط جبهة مريس التي ظلت صامدة طيلة فترة المواجهات برغم استماتة جماعة الحوثي في إسقاطها خلال طيلة الثلاثة الأشهر من عمر المواجهات الجديدة وأكثر من أربع سنوات منذ بدء جبهة مريس.
خارطة جديدة
وبحسب الواقع العسكري الجديد فإن الحرب التي لا زالت تدور رحاها في محافظة الضالع تتركز في عدة جبهات هي كالتالي:
جبهة مريس
وهي الجبهة الوحيدة التي صمدت بوجه زحف الحوثيين منذ أكثر من أربع سنوات.
وخلال الفترة الماضية حاولت جماعة الحوثي اختراق جبهة مريس من محورين الأول من اتجاه دمت، وقد عجزت عن ذلك، إذ لا زالت المواجهات تتركز في ذلك المحور في مناطق تقع بالقرب من جبل ناصة وهو الجبل الإستراتيجي الذي تمكنت جماعة الحوثي من إسقاطه.
أما المحور الآخر فهو محور باب غلق - حمر من اتجاه العود، فبعد تمكن جماعة الحوثي من إسقاط العود استماتت في اختراق جبهة مريس عبر باب غلق وصولا إلى جبال صامح وبلدات حمر وإلى نقيل الشيم الواقع شمال مدينة قعطبة.
وبرغم تمكن جماعة الحوثي من إسقاط باب غلق وبلدات حمر وصولا إلى نقيل الشيم الذي شهد أعنف المواجهات بين الجانبين خلال أكثر من شهر، فقد تمكنت لاحقا ألوية الجيش الوطني، وهي اللواء الرابع، واللواء 83 مدفعية، والشرطة العسكرية، ووحدات من العمالقة وغيرها، من تأمين هذا المحور الهام بتحرير بلدات قردح وحمر وصولا إلى مناطق الدوير وباب غلق والقفلة باتجاه العود، وفتح الطريق العام المؤدي من قعطبة إلى مريس بعد أن ظل مقطوعا بفعل سيطرة جماعة الحوثي لأكثر من نصف شهر.
وبحسب معطيات الواقع، فإن الوحدات العسكرية التي تقاتل في جبهة مريس هي ألوية من الجيش الوطني المكونة من كلٍّ من اللواء الرابع احتياط، واللواء 83 مدفعية، والشرطة العسكرية والمقاومة الشعبية بمريس، ومشاركة من وحدات اللواء 12 عمالقة.
جبهة باب غلق - العود
بعد تمكن القوات الحكومية من استعادة مناطق قردح وحمر وصولا إلى القفلة والدوير تكون قد فتحت جبهة جديدة باتجاه مناطق العود إذ لم يعد يفصلها عن باب غلق الإستراتيجي سوى كيلومتر واحد تقريبا.
وبحسب المعطيات على أرض الواقع فإن القوات المشاركة في تلك الجبهة هي:
- اللواء 83 مدفعية وهو لواء يضم عسكرين سابقين ودمجت مقاومة مريس فيه.
- اللواء الرابع احتياط وهو لواء يضم في غالبيته المقاومة الشعبية من أبناء محافظة إب والضالع.
- وحدات من العمالقة.
- وحدات من الحزام الأمني بالضالع.
جبهة شخب - الفاخر
وهي جبهة فتحت عقب تمكنت القوات الحكومية من استعادة مدينة قعطبة ومعسكر القوات الخاصة في العللة غرب قعطبة.
وتتركز المواجهات في هذه الجبهة في مناطق شخب والزبيريات المؤدية إلى منطقة الفاخر الإستراتيجية التي لا تزال تحت سيطرة جماعة الحوثي حتى اللحظة.
وبحسب معطيات الواقع فإن أهم القوات التي تقود تلك الجبهة هي:
- اللواء 30 مدرع بقيادة العميد هادي العولقي.
- اللواء 82 مشاة التابع للقيادي في الحراك الجنوبي صلاح الشنفرة.
- الشرطة العسكرية بمحافظة الضالع.
- قوات الحزام الأمني.
- اللواء 33 مدرع والذي يقوده محافظ الضالع والذي يقوم بالدور الأكبر في جانب الإسناد المدفعي.
- اللواء الأول صاعقة وهو لواء يتبع الحزام الأمني، ويضم في غالبيته مجندين من أبناء الضالع ويقوده العقيد عبد الكريم الصولاني المنحدر من مديرية الشعيب بالضالع، والذي دخل خط المواجهات عقب توجيهات من رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، والتي بموجبها جرى استقدامه من مدينة عدن.
- مجاميع من المقاومة والسلفيين.
جبهة حجر
منطقة حجر هي منطقة سهلية تتبع مديرية الضالع، وتتصل بمنطقة سناح غربا وصولا إلى مديرية الحشاء وتحدها من الشمال مناطق مديرية قعطبة.
وفي هذه الجبهة حققت جماعة الحوثي تقدما إذ تمكنت من السيطرة على عدد من القرى، وبرغم استعادة قرى ومناطق كالعبارى وجوس الجمال إلا أن جماعة الحوثي لا تزال تسيطر على بعض القرى أهمهما باجة.
وتتركز المواجهات في هذه الجبهة في مناطق بتار باجة والشريفة والريبي، وتحاول جماعة الحوثي من خلال التقدم صوب الشريفة تحقيق اختراقين باتجاه جبال جحاف الإستراتيجية، والتوغل عبر الجبال إلى منطقة الحازة وما جاورها، والسيطرة ناريا على منطقة سناح وصولا إلى قطع خط الإمداد عن جبهات مريس وقعطبة.
وتعني المقاومة الشرسة التي تواجه بها زحوف الحوثيين والتقدم المتسارع الذي تحققه القوات الحكومية في جبهتي باب غلق وشخب والزبيريات، أن هدف الجماعة يبدو غير قابل للتحقق.
وفي جبهة حجر تتزايد الشكاوى من انعدام الدعم والإسناد، فغالبية المقاتلين هناك يتبعون المقاومة الجنوبية التي يقودها القيادي في الحراك الجنوبي خالد مسعد وقيادات أخرى أهمها عبد العزيز الهدف، ومجاميع من السلفيين ومشاركة قليلة لقوات الحزام الأمني، واللواء أول مقاومة واللواء 30 مدرع، والذي يقوم بدور كبير في الإسناد المدفعي لجبهتي حجر والفاخر.
جبهة الأزارق
عقب إسقاط جماعة الحوثي لجبهة الحشاء واصلت تقدمها باتجاه مديرية الأزارق الواقعة غرب الضالع، وتحاذي مناطق الحشاء ومديرية ماوية التابعة لمحافظة تعز.
وبرغم تمكن جماعة الحوثي من إسقاط عدة جبال ومناطق في منطقة تورصة بالأزارق، فقد استعادت المقاومة معظم تلك المناطق، واستطاعت التوغل نحو أول مناطق مديرية ماوية بالسيطرة على منطقة الصليب بباهر قبل أيام.
ويبدو حال جبهة الأزارق كحال جبهة حجر في انعدام الدعم والإمكانيات إلا أن الفترة الأخيره شهدت تحسنا بدخول وحدات عسكرية على خط المواجهات هناك.
وتشارك في تلك الجبهة إضافة إلى مجاميع من المقاومة من أبناء المديرية الوحدات العسكرية التالية:
- اللواء 30 مدرع.
- وحدات من العمالقة.
- الحزام الأمني.
- اللواء أول صاعقة.