[ الرئيس هادي يعود إلى عدن ويجتمع بمجلس الوزراء ]
بعد اقامة جبرية في العاصمة السعودية الرياض استمرت لأكثر من عام عاد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الى العاصمة المؤقتة عدن، بعد زيارة قصيرة إلى دولة الامارات العربية المتحدة.
المؤكد أن عودة الرئيس هادي جاءت وفقا لتفاهمات مع أبوظبي، التي كانت قد ساءت علاقتها مع الرئيس اليمني والحكومة الشرعية، وبلغت ذروتها عقب أحداث محافظة أرخبيل سقطرى، والتي كان تصعيد الحكومة اليمنية فيها بشكل كبير، فلأول مرة ترفع الحكومة اليمنية شكوى الى مجلس الأمن، احتجاجا على تصرفات دولة الإمارات.
ترميم العلاقة
لم يكن مفاجئا ترميم العلاقة ولو بشكل جزئي بين ابو ظبي والرئيس هادي، فالاولى تدور تحركاتها وفقا لمصالحها، والاخير اعتاد على التخلي عن حلفائه في أحلك الظروف.
لكن المفاجئ لدى الجميع هو صمت الحراك الجنوبي المنادي بانفصال جنوب اليمن، بكل فصائله وحتى المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي رفع مطالب إسقاط حكومة بن دغر - والتي عادت مع الرئيس هادي- وقاد عملا مسلحا لأجل هذا الهدف.
تعدى الموقف غض الطرف عن ذلك برغم رفع شعارات التحرير والاستقلال، وبلغ حد التهافت من قبل قيادات المجلس الانتقالي، والتزاحم على أبواب معاشيق - وهو القصر الرئاسي الذي قاد الانتقالي حركة مسلحة لإسقاطه، كما كشف ذلك رئيس تحرير يومية عدن الغد الصحفي فتحي بن لزرق حيث عبر عن تفاجئه في زيارته لقصر معاشيق أن 70% ممن يتزاحمون على البوابة قيادات أمنية وعسكرية وأعضاء بالجمعية العمومية للمجلس الانتقالي.
لماذا صمت الحراك؟
صمت المجلس الانتقالي الجنوبي عن عودة الرئيس هادي وحكومة بن دغر الى العاصمة المؤقته عدن يؤكد صحة ما كان يطرحه معارضون للمجلس، عن تبعية المجلس لدولة الإمارات وتلقيه أوامره وتحركاته منها.
فقد تزامن تواجد الرئيس هادي في أبوظبي مع استدعاء رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، وهو الامر الذي يفسر صمت فصائل الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال، والمجلس الانتقالي على وجه الخصوص، فمن الواضح أن أبوظبي أجبرت الانتقالي على قبول الأمر الواقع، والتخلي عن مطالبه واهدافه، ولو بشكل مؤقت.
واللافت في الأمر أن القوات العسكرية التابعة للإمارات والمجلس الانتقالي، وهي التي قادت في وقت سابق عملية انقلاب عسكرية في عدن، رحبت بعودة الرئيس هادي، فقد رحب عددا من قيادات الوية الحزام الامني المدعوم اماراتيا بعودة الرئيس هادي.
تسوية ودرو سعودي
يرجح المحلل السياسي اليمني فؤاد مسعد وجود تسوية بين هادي والإمارات، بدليل زيارته الأخيرة لابوظبي وعودته إلى عدن، بعد توتر العلاقات بين الطرفين خلال الفترة الماضية.
وعن سر صمت المجلس الانتقالي الجنوبي، قال مسعد في سياق حديثه لـ "الموقع بوست" أنها تأتي طالما هناك تسوية مع دولة الإمارات التي تدعم المجلس، وتحركه وفقا لأهدافها و تبعا لعلاقتها بالحكومة الشرعية.
وعن مستقبل العلاقة بين الرئيس هادي والإمارات قال فؤاد مسعد أن الأمر يرتبط بمضمون الاتفاقات غير المعلنة مؤخرا، وما يمكن أن يستجد في هذا الجانب.
وأشار الى أهمية دور المملكة العربية السعودية في هذا الجانب، من خلال العمل على خفض مستوى التوتر في الفترة الماضية، وجهودها في تقريب وجهات النظر، والدفع بالطرفين إلى التنسيق والتفاهم كضرورة لمواجهة التحديات السياسية والعسكرية، خاصة مع تطورات الحرب في الساحل الغربي ومعركة تحرير الحديدة.
غسل سمعة وانفتاح مزعوم
ويتفق الكاتب والمحلل السياسي اليمني عبدالغني الماوري مع مسعد في وجود تفاهم برعاية سعودية بين الرئيس هادي والإمارات.
ويتوقع الماوري أن تكون عودة هادي الى عدن مشروطة بإنجاز مجموعة من القرارات والسياسات، التي كانت تطالب بها الإمارات، لتحجيم ما تعتقد أنه وجود للإخوان المسلمين في حكومته من جهة، وضمان مصالحها في اليمن من جهة ثانية.
واكد الماوري في حديثه لـ"الموقع بوست" أن تضررت سمعة دولة الإمارات جراء صدامها مع هادي في جزيرة سقطرى، لذا قررت أن تقوم بغسل سمعتها من خلال انفتاح مزعوم مع هادي.
وأضاف الإمارات لن تنسى من أساء إليها، وستقوم بالانتقام، لذا سيكون هادي ساذجا لو أعتقد أن علاقاته مع حكام أبو ظبي قد تحسنت.
وبشأن صمت الحراك الجنوبي أوضح الماوري ان الحراك هو أداة إماراتية يصمت ويثير الضجيج عندما تقرر الامارات.
ضيف بدون تغيير
ومنذ عودته يكون الرئيس هادي على وشك إكمال أسبوع كامل منذ وصوله عدن، وتحركاته في المدينة اقتصرت على استقبال قيادات ميدانية محلية، وكذلك استقبال قيادات عسكرية من التحالف العربي، إضافة إلى اجتماع مشترك له مع الحكومة، وإعلانه افتتاح مشروع إتصالات جديد، وأداء بعض المحافظين اليمنيين الدستورية أمامه.
وفي تغريدة له قال الصحفي عبدالعزيز المجيدي إن هادي كان ضيفا لدى بن سلمان في الرياض، ولم يتغير شيئ، وقد حل أخيرا ضيفا على بن زايد في عدن.
وأضاف: يتم استخدام عودته لهذه المهام: غسل جرائم التعذيب المروعة بحق المعتقلين في الجنوب، وتمرير مسارات الحرب بالطريقة التي يريدها مجمع استثمارات الموانئ، وهذه حرب تمزيق واستحواذ لا أكثر، وفقا للمجيدي.