[ مشرف مركز داء الكلب بتعز ]
تشهد محافظة تعز تفاقماً خطيراً لداء الكلب حيث بلغ عدد الإصابات بهذا الداء خلال الأشهر القليلة الماضية، حسب الإحصائيات التي سجلها مركز داء الكلب، في مستشفى السويد للأمومة والطفولة بالمحافظة ” 243 ” حالة منها حالة وفاة واحدة.
ويشكو مركز داء الكلب، في مستشفى السويد للأمومة والطفولة بمحافظة تعز من الانعدام التام للقاحات والامصال الخاصة بداء الكلب وسط اهمال كبير من قبل وزارة الصحة ومكتب الصحة بالمحافظة.
ورغم ما تحمله هذه الإحصائية من أرقام مخيفة في ظل الحرب والحصار المفروض على مدينة تعز من قبل مليشيا الحوثي إلا أن هناك عجز وصمت الجهات المعنية التابعة للحكومة الشرعية والتي اكتفت بدور المراقب لما يدور في معترك الصراع مع داء الكلب المرض والموت.
وكشف مدير قسم إدارة التمريض والمشرف على مركز داء الكلب في مستشفى السويد للأمومة والطفولة بمحافظة تعز "عامر البوصي" في حوار مع "الموقع بوست" أن تلك الحالات المسجلة التي وصلت الى وحدة داء الكلب في مستشفى السويد للأمومة والطفولة بمحافظة تعز تظل مرشحة للزيادة، إضافة إلى أن هناك حالات أخرى لم يتم إسعافها في مديريات محافظة تعز بسبب الحصار المفروض على مدينة تعز، لظروف مادية حالت دون ذلك فيما يظل المصابين يواجهون مصيرهم وقدرهم المحتوم.
نص الحوار
*ما سبب انتشار داء الكلب بمحافظة تعز؟
** سبب انتشار داء الكلب هو انتشار الكلاب الضالة والمسعورة في محافظة تعز، وهذه تعتبر كارثة و ظاهرة خطيرة تؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا بشكل يومي، وداء الكلب يعد من الأمراض الفيروسية القاتلة، والمرض ليس وبائي، لكنه يعتمد على ظهور بيئة معينة أو يختفي عند اختفاء بيئة معينة، وهو مرض مستديم، ويوجد في كل المحافظات، وفي كل المدن والدول، ولكن هناك ما يسمى مكافحة، وليس القضاء على المرض.
وداء الكلب يحتاج للمكافحة، إلى جانب استدامة تواجد هذا الفيروس من الحيوانات المسببة التي تنقلها الى الكلاب، وبالتالي الكلاب هي الناقل الرئيسي لهذا الداء التي تصيب الإنسان، في حين هناك بيئة تساعد على انتشار هذا المرض، لأن الناقل الرسمي لهذا الداء هو الكلب، فمتى توفرت الظروف البيئية الملائمة لانتشار الكلاب الضالة وتجمعها مثلاً على القمامة بسبب عدم قيام الجهات المعنية بدور المكافحة للكلاب الضالة تكثر هذه الكلاب، وبالتالي يكثر المرض.
*كم الحالات المسجلة لديكم في مركز داء الكلب؟
** بلغت عدد الحالات المصابة بداء الكلب 243 حالة وحالة وفاة لطفل يبلغ من العمر 14 عام، وصل إلينا الى المركز متوفياً، ولاشك ان الارقام قد تكون كبيرة، وسببها العوائق التي منعت المواطنين من الوصول الى المركز للتوثيق بسبب عدم وجود اللقاحات، بالإضافة إلى الحصار المفروض على مدينة تعز، وبعد المديريات عن المركز الرئيسي في مدينة تعز والسفر المتعب، بالإضافة إلى ظروف الناس المعيشية الصعبة بسبب انقطاع الرواتب، وانعدام فرص العمل، والجرعة العلاجية قيمتها في السوق خمسة الف ريال، والمواطن الذي يتعرض للعض يحتاج خمسة جرع ما يقارب خمسة وعشرون ألف ريال، بينما ظروف الناس صعبة للغاية، وهناك ناس يصارعون الموت، ولم يستطيعوا أن يحصلوا على العلاج بالإضافة إلى أن هناك قلة بالوعي والتثقيف بهذا المرض.
*برأيك هل الوعي والتثقيف الصحي قد يقلل من الكارثة؟
**نعم قد يقلل من خطورة الوضع والمأساة، ولكن للأسف هناك قلة بالوعي والتثقيف الصحي عند الكثير من المواطنين الذين يعملون بدون الوقاية الصحية، وما زالوا يعتمدون على الطرق البدائية القديمة، وليس لديهم معلومات كافية للوقاية من داء الكلب، أو الوصول إلى المركز الرئيسي للمكافحة، بالإضافة إلى عدم وجود مختبر بيطري أيضاً في محافظة تعز من قبل.
الحرب الدائرة تظل هي المشكلة والجريمة الكبرى بحق أبناء تعز، فإلى الآن لا نستطيع أن نشخص الكلاب المسعورة وغير المسعورة، الكشف الوحيد عن هذا الفيروس هو المختبر البيطري الذي يقوم بفحص رأس الكلب، وأما عن الشخص المصاب ليست هناك فحوصات لهذا الشيء.
*ماذا تفعلون عندما تصل إليكم بعض الحالات؟ وكيف تواجهون هذه الكارثة؟
**حقيقة نواجهها بخيبة أمل، ولا نستطيع أن نفعل اي شيء،وليس بأيدينا أي شيء، غير ان نبذل جهود كبيرة لمواساة المصابين وأسرهم ودفعهم لشراء الجرعات الخاصة بداء الكلب من الصيدليات الخارجية بأي طريقة، لأن التغاضي عن ضرب اللقاح يعني الموت لا محالة.
*ومن لم يستطع شراء اللقاحات؟
**للأسف داء الكلب قاتل، متى ما أصيب به شخص ومر عليه وقت ولم يأخذ اللقاحات والامصال الخاصة بداء وظهرت عليه الأعراض فهو شخص يموت امام أعيننا، لا نستطيع أن نتدخل حتى لو أتينا بأكبر الأطباء لن يتعالج، وفترة ظهور الأعراض تمتد من أربعة أيام الى خمسة أيام ويموت المصاب.
*ماهو دور مكتب الصحة بمحافظة تعز من تلك المعاناة؟
**عتبي على مكتب الصحة بمحافظة تعز ومكتب الرعاية الصحية والمنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية والمؤسسات رفعنا لهم نداء استغاثة، ورفعنا لهم أرقام وخطط لكن للأسف الشديد لا حياة لمن تنادي، لنا ثلاثة أعوام منذ بداية الحرب على مدينة تعز لم تصلنا أي لقاحات عن طريق وزارة الصحة، او مكتب الصحة بمحافظة تعز، او عن طريق اي منظمات اخرى فقط غير أنه وصلتنا مئة جرعة تقريباً منذ ثلاثة سنوات، وباختصار مركز داء الكلب مهمل ومغيب تماماً عن الجهات المعنية.
*لماذا هذا الإهمال كله؟ وما سبب ذلك؟
**للأسف مصائب وكوارث تحدث في محافظة تعز، بينما يبقى مركز داء الكلب مغيب ومهمل تماماً من قبل مكتب الصحة بمحافظة تعز والمسؤولين في المحافظة، مكتب الصحة بمحافظة تعز يتحجج بوزارة الصحة، نتخاطب مع وزارة الصحة التابعة للحكومة الشرعية لكن للأسف الشديد لا نحصل على أي رد.
ومركز داء الكلب يعتبر من المراكز المهملة سواءً قبل الحرب او وقت الحرب، المعاناة نفس المعاناة، وبالمختصر أبناء تعز من لم يمت بالقصف والحصار قد يموت بالمرض بسبب إهمال الجهات المعنية، أما الأسباب أنا لا أريد أطرح أسباب قد تثير الرأي العام، ولكن أستطيع أن اقول أن مركز داء الكلب مهمل ومغيب تماماً عن الجهات المعنية، فمثلا اليوم وصلت حالات جديدة، وقد تموت ونحن ليس قادرين ان نفعل شيء أمام تلك الكارثة.
* لماذا لا يكون هناك تثقيف صحي؟
نحن الآن وبمجهود شخصي وفردي نعمل على نشر التوعية الصحية، لأن الجهات المختصة في سبات عميق، لا يهمها معاناة المواطنين، وباء داء الكلب مرض خطير وقاتل، ومركز داء الكلب مهمل تماماً من قبل وزارة الصحة، ومهمل من قبل السلطة المحلية ومكتب الصحة بمحافظة تعز، والمعنيين بمناصبهم وكراسيهم فقط.
*ماهي رسالتك للجهات المعنية؟
رسالتي للحكومة الشرعية ووزارة الصحة ومكتب الصحة بمحافظة تعز وجميع المعنين بمحافظة تعز التفتوا بعين الاعتبار والرحمة والإنسانية الى مركز داء الكلب بالمحافظة، مدينة تعز تحملت الكثير، تحملت فوق ما يطاق، ووباء داء الكلب وباء قاتل وخطير، الوباء هذا لن يستطيع أحد معالجته إذا ما ظهرت الاعراض، وكل المعنيين يعرفون ذلك، وأؤكد واقول للحكومة الشرعية ووزارة الصحة ومكتب الصحة بمحافظة تعز وجميع المعنيين نناشدكم الله تعالى والإنسانية والضمير الإنساني اغيثوا مركز داء الكلب بمحافظة تعز باللقاحات والأمصال الخاصة بـ داء الكلب الذي يفتك بأبناء محافظة تعز.
*كلمة أخيرة تود قولها؟
**لدي كلمة اخيرة وهي رسالة اريد ان اوجهها لصندوق النظافة والتحسين بمحافظة تعز والبلدية القيام بواجبها في مكافحة الكلاب الضالة التي أصبحت أكثر من سكان أحياء محافظة تعز، أيضاً اقول لهم اقل واجب أن تقوموا به هو إزالة النفايات والقمامات التي تغرق شوارع مدينة تعز لتخفيف من انتشار الكلاب الضالة.