[ مانع المطري ]
- ثورة الـ 11 من فبراير الشبابية السلمية تمثل قيمة إنسانية عالية ومحطة فارقة من محطات نضال شعبنا اليمني وامتداد لنضالاته العظيمة في سبتمبر وأكتوبر.
-استطاعت ثورة فبراير وشباب الثورة، كطليعة ثورية متقدمة، أن يسقطوا رهانات توريث الجمهورية وأن يتحدوا القمع بإرادة سلمية خالصة، وأن تضع أسسا جديدة للنضال الوطني هو المسار السلمي في مواجهة قوة القمع.
-تحميل الثورة ما ورثه نظام علي عبد الله صالح من أزمات وظلم واستئثار وأخطاء جسيمة بحق الوحدة الوطنية أمر خاطئ والحقيقة أن من يتحمل المسؤولية هي القوى التي تريد إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء أولئك الذين لم يتمكنوا من مغادرة الماضي.
-ثورة فبراير ثورة كل الشعب ثورة متجددة غير قابلة للسرقة أو الامتلاك الحزبي أو الفئوي وإن حاول أحد الركوب عليها فإنها تسقطه فهي ثورة تتجدد وعظمتها تتجلى بتجليات تضحيات أبنائها.
-ثورة الـ 11 من فبراير كانت ضرورة لإنقاذ الجمهورية من التوريث وتحقيق تطلعات اليمنيين في بناء دولة مدنية ديمقراطية حقيقية يكون فيها السيد هو الدستور والقانون وأدواتها المؤسسات ولم تكن ترفاً.
-لم يتردد شباب وجيل فبراير من أن ينخرط بمختلف الجبهات في إطار المقاومة الشعبية ومن ثم الالتحاق بوحدات الجيش الوطني وضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء في مختلف الجبهات.
-كل ثورة لها أعداؤها والفعل الثوري من الطبيعي أن يولد ردة فعل مضادة وثأرية ولهذا يتم استهداف شباب الثورة من ناحية الثأر منهم من قبل القوى القديمة التي ترى فيهم القوة التي أفقدت المنتفعين مصالحهم الغير مشروعه.
-محاولات إعادة إنتاج الماضي تفشل دائما وغير ممكنة، فقد سعى صالح لإعادة إنتاج نظامه والثأر من الثورة من خلال تحالفه مع الحوثيين وفشل.
كانت ثورة فبراير ثورة سلمية و حافظت على سلميتها رغم المحاولات التي تمت في طريق جرها لأن تكون ثورة مسلحة، الا ان الشباب حافظوا على سلميتهم، خلافا للتوقعات التي كانت تتوقع ان تدخل ثورة اليمن مرحلة صراع مسلح خصوصا وان اليمن بلد يغرق بأكثر من ستين مليون قطعة سلاح حينها. ولهذا دبلوماسيون ومحللون غربيون وغيرهم أكدوا بان الشعب اليمني ابهر العالم في حفاظه على ثورته ان تكون سلمية وقد نجح في ذلك.
وكما يحصل كل عام، تتعرض هذه المناسبة المجيدة للقدح والشتائم المبتذلة، وفي كل عام يحرصون على تكرار مصطلحات هوجاء، ومع ذلك تظل هذه الأصوات قليلة ولا حجم لها بل لا تأثير لها على قيم فبراير كثورة هزت عرش النظام واجبرته على السقوط بشكل او باخر.
كثيرة من القضايا المتعلقة بالثورة وعما حققت بل ما مثلته من محطة تاريخية وفاصلة، ودور الشباب فيها والمراحل التي مرت بها، وعما حققته حتى الان، نضعها امام عضو اللجنة التنظيمية العليا للثورة حينها مانع المطري، والذي يجيب على كل استفسارات الموقع بوست المتعلقة بالثورة ومراحلها وعن الادعاءات والتهم التي توجه اليها وموقف شباب الثورة من كل القضايا الرئيسية والجانبية وغيرها من النقاط الأخرى.
نص الحوار
* مثلت ثورة 11 فبراير عام 2011 محطة مهمة وفاصلة في تاريخ اليمن السياسي، وحملت الثورة مطالب واهداف وقدم اليمنيون تضحيات في سبيل تلك الأهداف والشعارات .. في ذكرى فبراير أولا ما هي أهمية وقيمة فبراير كثورة؟ وما هي الحصيلة التي تحققت حتى الان؟
**ثورة الـ 11 من فبراير الشبابية السلمية تمثل قيمة إنسانية عالية، ومحطة فارقة من محطات نضال شعبنا اليمني، وامتداد لنضالاته العظيم في سبتمبر واكتوبر؛ الثورتان التي تلاقت في غايتها وتعددت في فعلها الثوري، فإحداها كانت في الشطر الجنوبي، والاخرى في الشطر الشمالي، اما فبراير فقد شملت كل اليمن من المهرة حتى صعده، عندما خرج ملايين اليمنيين يطالبون باستعادة قيم سبتمبر واكتوبر، وتصحيح مسار الجمهورية الذي حاول نظام علي عبدالله صالح الاستئثار به وتحويله الى اقطاعية عائلية وعصبوية، فقد استطاعت ثورة فبراير وشباب الثورة، كطليعة ثورية متقدمة، ان يسقطوا رهانات توريث الجمهورية وان يتحدوا القمع بإرادة سلمية خالصة، وأن تضع أسسا جديدة للنضال الوطني هو المسار السلمي في مواجهة قوة القمع، كما ان فبراير سبقتها مخاضات عديدة من حالة الاحتجاج على القمع والاقصاء والاستعلاء والاستقواء والسيطرة المناطقية وتغييب قيم الثورة السبتمبرية والاكتوبرية والوحدة، ولهذا فلها السبق في توحيد اراده اليمنيين، وتحديد اهدافهم بشكل واضح وجمعي، واستطاعت ان تحقق الوثيقة السياسية الأهم في تاريخ اليمن، وهي وثيقة مخرجات الحوار الوطني، التي لولا الثورة وقوتها لما انجزت بتلك الصيغة التوافقية التي بني عليها الحوار الهادف الى تحقيق المشاركة السياسية والاجتماعية في اعادة بناء اليمن الجديد على قاعدة الشراكة في السلطة والثروة والمواطنة المتساوية .
*هناك حملات كبيرة ضد ثورة فبراير وهناك تشويه بل انه البعض يحمل هذه الثورة كل هذه المالات التي صارت في البلاد بماذا ترد على مثل هذا الكلام؟
**تحميل الثورة ما ورثة نظام علي عبدالله صالح من ازمات وظلم واستئثار واخطاء جسيمة بحق الوحدة الوطنية أمر خاطئ، والحقيقة ان من يتحمل المسؤولية هي القوى التي تريد اعادة عجلة التاريخ الى الوراء، أولئك الذين لم يتمكنوا من مغادرة الماضي، واستخدموا القوة المسلحة في محاولة لإيقاف عجلة الثورة، وتحدوا الارادة الشعبية ظنا منهم ان ذلك ممكنا، وبتوصيف ادق ان ما يعانيه البلد الان هو نتيجة لتقيد البعض بوهمين: الأول وهو امكانية اعادة نظام صالح للحكم، والثاني إمكانية اعادة الامامة، القوى التي يسيطر عليها هذا الوهم انقلبت على كل توافقات اليمنيين، وقفزت فوق تضحياتهم ولم تنتبه الى ان التاريخ لا يعود الى الوراء، ولا يمكن كبح او ايقاف ارادة الشعوب وان الشعوب تستمر في النضال حتى تحقق غاياتها وارادتها منتصرة.
*تشهد البلاد منذ ثلاثة أعوام حالات فوضى وعنف وانفلات أمنى وحرب متعددة الأوجه والتفاصيل ما هي الأسباب التي حالت دون المضي بخطوات الثورة؟
** يقال ان الثورة هي عملية ازالة العوائق أمام تغيير المجتمع، وفبراير عملت ذلك بكل تفاعلاتها، ولازالت تفعل، وفي ذات الوقت لا يمكن أن نعفي القوى السياسية التي كانت جزء من الثورة على شكل تحالف سياسي (اللقاء المشترك ) من نصيبها من المسؤولية في ما ألت اليه الاوضاع، فلابد من النقد الموضوعي ان هذه القوى لم تمتلك رؤية واحدة لإدارة التحول السياسي الكبير الذي أحدثته ثورة فبراير المجيدة بعد توقيع المبادرة الخليجية على عكس امتلاكها رؤية واحده في مواجهة نظام صالح قبل الثورة، فبرزت إلى السطح تباينات بين قوى الثورة في آليات التعامل مع الواقع الجديد الذي أفرزته الثورة، والتي لم تكن بالأساس ثورة انتقامية او اقصائية بقدر ما كانت ثورة تحمل قيم الشراكة، وابقت الباب مفتوحا لمشاركة حزب علي عبدالله صالح في ادارة الدفة كفرصة تاريخية لهذا الحزب، للاستفادة من الأخطاء والتحرر من سيطرة صالح عليه التي جعلت منه أداة لتحقيق مأربه هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لا ننسى ان لك ثورة اعداء يتمثلون في من أفقدتهم الثورة مصالحهم، وهم جماعة المصالح التي شكلها نظام صالح، والثاني هم أصحاب المشاريع الصغيرة الفئوية والجهوية والطائفية والمناطقية والسلالية.
كل هؤلاء من الطبيعي أن يتربصوا بالثورة وأن يسعوا لإفشالها، لتحقيق أهدافهم سواءً الثأرية أو النفعية، لتحقيق مشاريعهم اللاوطنية، ولكن ما هي النتيجة؟ النتيجة بلا شك ستكون انتصار الشعب، وتحقيق الارادة الشعبية، وتحقيق التحول السياسي وسقوط المشاريع الضيقة، سواء كانت جهوية او سلالية أو طائفية، فهم لا يستطيعون اعادة العجلة الى الوراء، وإن استطاعوا ابطائها ورفع التكلفة من التضحيات التي يدفعها أبناء شعبنا من اجل حريتهم.
*هناك من يعود بالحديث الى فترة الثورة والمراحل التي مرت بها حيث يقول بان الأحزاب السياسية ركبت الموج ولم تترك الفرصة للشباب في قيادة الثورة ما رأيك؟
**من الطبيعي أن تلتحق القوى السياسية والأحزاب والقوى الاجتماعية الوطنية بالثورة، وليس في ذلك مشكلة، بل هو امر طبيعي، والشباب ليسوا حزبا سياسيا او مكون منفصل، بل هم شريحه عمرية موجودة بكل هذه التكوينات، وفي ذات الوقت لا يمكن اعتبار الثورة ملكية لحزب او لشريحة عمرية أو شيء من ذلك، فالثورة هي تعبير عن ارادة الشعب كل الشعب، بكل مكوناته وفئاته وشرائحه ومدارسه الفكرية والاجتماعية، وأعمق الثورات هي التي تنتهي بتسوية سياسية تاريخية و لا تقم على مبدأ الهدم، بل على مبدأ البناء، وهذا ما حققته فبراير بكل قواها، وحاول صالح والحوثي الانقلاب على هذا المنجز التاريخي، وشعبنا الان يوجه انقلاب على منجزاته التي ضحى من أجلها .
*هل كانت ثورة فبراير ثورة سياسية هدفها الانتقال الديمقراطي؟
**كانت ولازالت ثورة فبراير تسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية والحرية والكرامة لكل اليمنيين، وترجمت هذه الغايات من خلال اهدافها التي استوعبتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني كوثيقة تمثل خارطة طريق، وخطة حقيقية لإعادة بناء الدولة اليمنية العادلة التي تحقق كرامة المواطن، وتحقق العدالة في توزيع السلطة والثروة، وتحقق له الحرية في اختياراته، وتكفل له حق التعبير عن ذلك بأدوات ديمقراطية متحررة من الكهنوت والعصبوية والمناطقيه في ظل دولة مدنية ديمقراطية وهي القضايا التي تضمنها مشروع دستور اليمن الاتحادي.
*هناك توصيفات كثيرة تطلق على هذه الثورة، فهناك من يقول عنها ثورة مغدورة واخر يقول ثورة مسروقة، وثالث يقول ثورة من اجل مصلحة حزبية وذاتية، ما هو التوصيف الحقيقي من وجهة نظرك لهذه الثورة؟
**ثورة فبراير ثورة كل الشعب ثورة متجددة غير قابلة للسرقة أو الامتلاك الحزبي او الفئوي وإن حاول أحد الركوب عليها فأنها تسقطه ثورة تتجدد وعظمتها تتجلى بتجليات تضحيات أبنائها.
*أين هي ثورة فبراير اليوم من الإشكاليات التي حلت في البلاد كالإشكاليات التي طرأت على الدين وعلى الحياة العامة وعلى الحريات السياسية والفردية وغيرها من الإشكاليات التي تتطور وتتفاقم؟
**ثورة فبراير مستمرة وكما قلت متجدده والصراع الان هو بين إرادة الثورة التي تريد الانتقال الى المستقبل واليمن الاتحادي وإرادة الماضي العائلي والكهنوتي والتي تريد إعادة إنتاج الماضي والمنطق يقول ان المستقبل قادم لا محالة والماضي يصبح من التاريخ ولا يمكن إعادته.
*هناك من يقول بأنه لم يكن هناك داعي لثورة 2011 ماذا تقول انت؟
**ثورة الـ 11 من فبراير كانت ضرورة لإنقاذ الجمهورية من التوريث وتحقيق تطلعات اليمنيين في بناء دولة مدنية ديمقراطية حقيقية يكون فيها السيد هو الدستور والقانون وادواتها المؤسسات ولم تكن ترفاً.
*البعض يطرح أمور كثيرة بشأن الأحزاب السياسية وبشأن تهميشها لشباب الثورة بشكل واضح برأيك لماذا عملت الأحزاب السياسية بشكل ممنهج على اضعاف الشباب؟
**سؤال جميل انا اعتقد ان صراع آ الاجيال او تتابعها امر طبيعي، والتوصيف الصحيح برأيي ان الشباب منخرطون بكل مكونات المجتمع، بل ان اغلب قواعد الاحزاب هم من فئة الشباب، وهناك شباب مستقل، والحقيقة التي يتهرب منها الكثيرون هي أن من يسيطر على قرار الاحزاب هي النخب القديمة التي عاصرت مرحلة الصراعات الايدلوجية، والتي كانت احيانا تتحالف مع النظام الاستبدادي والقمعي، والتي ايضا تقولبت مناهج تفكيرها في ادارة الصراع بالأدوات القديمة التي أفرزها نظام صالح، وهنا لابد من التأكيد ان قيادات الاحزاب التي لم تدرك ان هناك نخب سياسية جديدة تشكلت بين قواعدها الشابة، وان هذا الجيل هو المعني بالمستقبل اكثر منهم، وان هذا الجيل يمتلك من القدرات ما يمكنه من النهوض بدور الاحزاب وقيادتها باقتدار، آ لتكون ادوات تسهم في بناء الوطن، فأنها تصبح قوى معطلة لتطور الحزب، وبالتالي تحكم عليه بالاندثار بيد أن المجتمع سيعيد تشكيل وتنظيم نفسه بأدوات جديدة تعبر عنه وربما هناك احزاب سياسية ادركت ذلك وبدأت ببعض التمكين للشباب والتجديد بدماء جديدة، لكن ذلك لا يكفي فالحاجة الان تقول ان على الاحزاب تطوير مؤسساتها واليات اتخاذ القرار اضافة الى افساح المجال أكثر للمشاركة في اتخاذ القرار داخل المؤسسات الحزبية والمدنية والسياسية .
**كيف بإمكان شباب الثورة اليوم تكتيل أنفسهم ليكونوا آ الكتلة الضامنة لتحقيق اهداف الثورة؟
**كما قلت سابقا الثورة ثورة كل الشعب، والشباب طليعتها، آ وهم موجودون بمختلف المكونات السياسية والاجتماعية، ولا اعتقد انه يحق لأحد أن ينشئ كيانا يدعي تمثيل للثورة دون غيره وأي محاولة من هذا النوع لن تكون إلا محاولة فاشلة للسرقة، واعتقد ان شباب الثورة كجيل جديد معني بالمستقبل أكثر من الجيل الذي سبقه، و بإمكانهم أن يكونوا قوة ضامنة لتحقيق اهداف الثورة من خلال العمل على تطوير أدوات العمل السياسي والاجتماعي التي ينتمون اليها والدفع نحو مزيد من التمكين للشباب في مؤسساتها.
*المقاومة الشعبية اليوم في البلاد والجيش الوطني يقال ان شباب الثورة يشكلون نسبة 80% من هذا التشكل وهم أكثر من يدفعون التضحيات في الميادين هل سيتم التنكر لهم من جديد؟
**كما قلت سابقا الشباب موجودون في مختلف المكونات السياسية والاجتماعية، وهذا امر طبيعي يفرضه تعاقب الاجيال وجيل فبراير معني بالدرجة الاولى بالدفاع عن الثورة، بل والمضي قدماً في سبيل انتصارها، اختار شباب الثورة مواجهة القمع والعنف الذي انتهجه نظام صالح بالأساليب السلمية في مراحل التحشيد الثوري والاعتصامات في ساحات الحرية وميادين التغيير في مختلف محافظات الجمهورية، حتى تم خلعه ووقع المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية، وتم انتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي رئيسا للبلاد ليقود التحول الذي فرضته قوة الثورة، فغادر الشباب الساحات والاعتصامات، لكنهم لم يغادروا الثورة بل استمر نشاطها وفاعليتها بأدوات جديدة، من ضمنها الأحزاب والمنظمات وكل وسائل المجتمع السلمية والمتاحة وشاركوا في مؤتمر الحوار الوطني حتى انجزت الوثيقة الوطنية واستمر ضغطهم على كل النخب السياسية من اجل تنفيذ مخرجات الحوار وعندما حدث الانقلاب نزلوا ايضا للساحات والشوارع للتظاهر واختاروا الخيار السلمي.
ولكن المليشيات مارست ابشع انواع القمع والوحشية، اضافة الى اقتحامها المعسكرات، ونهب سلاح الدولة، واجتياح المدن والقرى والتنكيل بكل من وقف مع الثورة، وعندما قررت الحكومة ان تدافع عن خيارات الشعب، ودعا الرئيس هادي التحالف العربي لنصرة الشعب اليمني وانقاذه من السقوط بيد المليشيا الطائفية الموالية لإيران، لم يتردد شباب وجيل فبراير من ان ينخرط بمختلف الجبهات في اطار المقاومة الشعبية ومن ثم الالتحاق بوحدات الجيش الوطني وضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء آ في مختلف الجبهات العسكرية والرقم الذي ذكرته 80% رقما طبيعيا ليس مبالغا فيه إن لم يكونوا اكثر بالأساس اضافة الى ان شباب فبراير مثلوا الرافعة الإعلامية والحقوقية للقوى المؤيدة للحكومة الشرعية والتي تعمل على اسقاط الانقلاب واعادة مؤسسات الدولة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني .
*انخرط الكثير من شباب الثورة في السياسة والاعلام وباتوا أكثر خبرة وأكثر تجربة كيف يمكن ان تتحول الخبرة وهذه التجربة الى مشروع لا تهيمن عليه الأحزاب القديمة؟ وما الضامن لعدم خذلناهم مجددا؟
**نعود لنفس النقطة التي اشرنا اليها سابقا، نحن لم نعتبر الأحزاب من الماضي، ولنسلم بان هناك اجيال متعاقبة، ما تريده انت من سؤالك هو الفصل بين الشباب والاحزاب، وانا اريد تسليم جيل فبراير قيادة الأحزاب والمكونات السياسية، فالأحزاب من حيث المبدأ ادوات مدنية لممارسة العمل السياسي، ولا يمكن ان يكون هناك عمل سياسي سليم دون وجود تعدد حزبي وسياسي، وهذا يستلزم له وجود بيئة سياسية صحية يكون قادتها معنيون بالمستقبل اكثر من انشغالهم بالماضي، ولذا اكرر واقول على شباب فبراير المبادرة داخل احزابهم ومكوناتهم السياسية لتطويرها وتحديثها وتجديدها، واعتقد ان انخراط الشباب في احزاب سياسية بعيدا عن التعصب والتطرف والغلو واتباع الاساليب البناءة وليس الهدامة هو الخيار الامثل والاسلم فكيف سيكون لنا دولة مدنية بدون ادوات عمل سياسي مدني.
*هناك مدن اليوم تتعرض للقصف بشكل وحشي وناشطوها يتعرضون للقتل والاختطاف والاعتقال وربما تأخذ تعز النصيب الأكبر والكثير يربط ما يجري بالثورة ويقول انه ما يحصل عقاب ما قولك؟
** كل ثورة لها اعدائها والفعل الثوري من الطبيعي أن يولد ردة فعل مضادة وثأريه، ولهذا يتم استهداف شباب الثورة من ناحية الثأر منهم من قبل القوى القديمة، التي ترى فيهم القوة التي افقدت المنتفعين مصالحهم الغير مشروعة، ومن ناحيه ان شباب الثورة بتواجدهم في كل مكونات العمل السياسي والعسكري والحقوقي والإعلامي يشكلون قوة ضاربة تقف أمام عودة امكانية انتصار الثورة المضادة التي تقودها قوى الانقلاب، وتعز بدورها المحوري في ثورة الـ11 من فبراير تعرضت لحالة انتقام وحشية من قبل الانقلابيين ولازالت تدفع ثمن لكن ابناء تعز الذين يدركون جيدا ان تعز بمدنيتها وثوريتها وثقافتها لا تقاتل من اجل تعز فقط، وانما اختارتها حقائق الواقع والجغرافيا والتاريخ لتخوض معركة وطنية دفاعا عن المشروع الوطني الكبير مشروع اليمن الاتحادي.
*هناك اليوم وفي إطار مشروع استعادة الدولة وفي إطار الحرب التي تجري محاولات لإعادة إنتاج بعض عناصر النظام السابق نظام الرئيس السابق صالح وعلى رأس ذلك أحمد علي وطارق، ويقول البعض إذا كان سيتم اعادتهم ما الهدف من الثورة؟
**محاولات إعادة إنتاج الماضي تفشل دائما وغير ممكنة، فقد سعى صالح لإعادة انتاج نظامه والثأر من الثورة من خلال تحالفه مع الحوثيين وفشل في ذلك، وبعدها اختلف الانقلابيين وتفكك التحالف الانقلابي، ودعا صالح للانتفاض على الحوثيين بعد ان ادرك انهم اصبحوا اقوى منه وانه لم يعد من الممكن ان يكونوا اداة بيده يعيدون له نظامه، ورحبت كل القوى بدعوته للانتفاضة في وجه المليشيا، وانقض عليه الحوثيين وقتلوه، وهو الذي مكنهم من صنعاء، في حين ان الثورة تسامحت معه، وكانت تريد فقط طي الماضي، وان يكون صالح مواطنا صالحا، وان يترك الشعب يقرر مستقبله بنفسه، وان يحافظ الشعب على مؤسساته.
وبعد فشل محاولة صالح، هناك اليوم من يريد ان يدعي قتاله للحوثيين برايه اخرى غير راية الشرعية التي تمثل الجمهورية اليمنية، ونحن نعتبر أن مثل هذه الدعوات غير بريئة، ولا تكترث بتضحيات الشعب، بل تتعامل مع الجماهير على أنها قطعان يسوقونها لتحقيق غاياتهم البعيدة عن الثوابت الوطنية، فأي قتال للجماعة الانقلابية بمظلة اخرى غير مظلة الشرعية فهو قتال غير وطني، وتمرد مستقبلي جديد، ومن يريد ان يكون جزء من الدولة، عليه ان يلتزم بخياراتها ومرجعياتها وشرعية مؤسساتها، وأقول إن من يريد ان يبقى أسيرا لأوهام الماضي، فلن يكون جزء من المستقبل، وإن كان قد فشل في تحقيق شيء من اوهامه وهو يمتلك القوة فكيف يستطيع تحقيق تلك الاوهام وقد سلم قوته لخصمه، وذاكرة الشعوب ليست مثقوبة، واليمنيون لن يقاتلوا الحوثي ليعيدون عائلة صالح للحكم، بل يقاتلون الحوثي ليستعيدوا دولتهم تحت راية الشرعية لينطلقوا لبناء اليمن الجديد اليمن الاتحادي القائم على العدل والمواطنة المتساوية والعدالة في توزيع السلطة والثروة .
**يقال بأن كثيرين تاجروا بثورة فبراير؟ هل فعلا حصل متاجرة لفبراير؟
** في كل الثورات التي شهدتها الشعوب وعلى مدار التاريخ كان هناك انتهازيون ونفعيون يسعون لتحقيق غاياتهم الشخصية، وثورة فبراير فيها الامر مثل كل الثورات، وبلا شك هناك من تاجر واثرى وحصل على امتيازات غير مشروعة من وراء الثور،ة ولكن الخطيئة هنا يتحمل مسؤوليتها من قام بها، ولا تتحملها الثورة، والتاريخ يكتب ويسجل التضحيات والشعب يراقب ويعرف من حصل على مكاسب غير مشروعه من وراء الثورة والتاريخ لا يرحم بل يسجل.
*ما هو مستقبل ثورة 2011؟
**ثورة الـ 11 من فبراير ستنتصر حتما ولن يستطيع أحد إيقافها، وكل ما يجري اليوم من محن وألم بسبب القوى المناهضة للثورة وما يقدمه الشعب من تضحيات لن تضيع هدر، و في النهاية تنتصر الشعوب وتتنصر المشاريع الوطنية وتسقط المشاريع الضيقة الما قبل وطنية فنحن الغد وهم الامس والامس مضى والغد قادم.
*رسالتك الاخيرة ولمن؟
**رسالتي الاخير في هذا الحوار هي لـ جيل فبراير: أنتم الجيل الذي اختاره القدر ليصنع التحولات العظيمة، وستنتصرون حتما، والنصر قريب، والشعوب باقية، والطغاة والفاسدون زائلون.