أشارت صحيفة "فايننشال تايمز" في تقريرا لمراسلها في دبي سايمون كير ومراسلتها في إسطنبول لورا بيتل، إلى إن الولايات المتحدة الأمريكية حذرت الإمارات بضرورة اليقظة من أجل محاربة التهرب الروسي من العقوبات.
وتم تذكير الحليف الخليجي بأن عدم اتخاذ الحذر الواجب ليس دفاعا، وسط تقارير عن تدفق المال غير الشرعي، بحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21".
وتأتي التحذيرات وسط قلق الدول الغربية من تحول الحليف الخليجي إلى جانب تركيا كملجأ للمال غير الشرعي المرتبط بالكرملين.
ورحب والي أديومو، نائب وزير الخزانة الأمريكية، بالتزام المؤسسات الإماراتية بمنع غسيل الأموال، لكنه قال إن الدولة الخليجية، مثل بقية المراكز المالية العالمية، تظل "مهددة بتدفق المال غير الشرعي".
وأكد أهمية اليقظة والنشاط لمحاربة التهرب من العقوبات، ومن ضمن ذلك الإمارات. وفي كلمة أمام دائرة مستديرة بالإمارات الأربعاء، قال: "نعرف أن البنوك الروسية اعتمدت على ممارسة دفع مضللة، واستخدمت شركات وهمية لإخفاء الطبيعة الحقيقية لمعاملاتها".
وأضاف: "يجب على المؤسسات المالية الحذر التام عند تعاملها مع معاملات تجارية لها علاقة بروسيا، وفي إدارة المخاطر المتعلقة بالمؤسسات المالية التي تأثرت بالنظام المالي الروسي".
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا، تم وضع مئات من رجال الأعمال والشركات الروسية على قوائم العقوبات في حوالي 30 دولة، بما فيها الولايات المتحدة.
وأخبر المسؤولون الإماراتيون نظراءهم الغربيين أن الأفراد الروس الذين فرضت عليهم عقوبات لن يستطيعوا القيام بأعمال في البلد.
وأضافت الصحيفة أن المسؤولين الغربيين أقروا بصرامة البنوك الإماراتية في التعامل مع عشرات الآلاف من الروس الذين تدفقوا للمركز المالي الخليجي ومنذ الغزو.
وتعترف المؤسسات المالية الدولية التي لها مقرات في الإمارات بالمخاطر، بعدما تعرضت سابقا لغرامات نتيجة تعاملات مالية متعلقة بالعقوبات المفروضة على الجارة إيران، والمفروضة عليها منذ سنوات.
ويقول أشخاص على معرفة بإنشاء شركات وأعمال تجارية وتأمين تأشيرات للمقيمين الروس الجدد إن الحذر الشديد من عملائهم قد يقود إلى تأخيرات ومشاكل في فتح الحسابات وتحويل الأموال، لكن الكثيرين، وبخاصة الأثرياء، استطاعوا مع ذلك نقل أموال إلى الإمارات وشراء العقارات.
وحذر أديومو، الذي وصل إلى الإمارات بداية الأسبوع الحالي، أن عدم الحرص واليقظة "ليس دفاعا"، وربما لجأت الولايات المتحدة لاستهداف المواطنين غير الأمريكيين لتقديمهم "دعما ماديا" لكيانات فرضت عليها عقوبات.
وعبر الدبلوماسيون عن قلقهم بشأن الحضور الظاهر ليخوت وطائرات، خاصة في الإمارات، وتعود إلى رجال أعمال روس فرضت عليهم العقوبات. وخافوا من قيام دولة حليفة لهم بمنطقة الشرق الأوسط بتقويض الجهود الأمريكية والأوروبية لضبط ومعاقبة فلاديمير بوتين.
وشوهد يخت "مدام غو"، الذي يملكه البرلماني الروسي أندريه سكوتش، والذي فرضت عليه العقوبات راسيا في ميناء راشد بدبي. ويرسو يخب أندريه ميلينشينكو "موتور يخت إي" في رأس الخيمة، منذ عدة أشهر.
وفرضت على رجل الأعمال في مجال الفحم الحجري والأسمدة عقوبات في عدد من الدول منها بريطانيا والاتحاد الأوروبي.
ووصل أديومو الأربعاء إلى تركيا، حيث سيقابل المسؤولين الحكوميين، وكذا أعضاء في المؤسسات المالية والبنوك بأنقرة وإسطنبول.
وعارضت تركيا، عضو الناتو، الغزو الروسي لأوكرانيا، وقدمت دعما عسكريا على شكل طائرات دون طيار لكييف. لكنها كانت راغبة بعدم الإضرار بعلاقاتها مع روسيا، التي تعد شريكا في مجال الطاقة والتجارة والسياحة، وامتنعت والحالة هذه عن فرض العقوبات التي فرضها الغرب ضد موسكو.
وقال مسؤول أمريكي إن أديومو سيستخدم هذه الزيارة لمناقشة "الموضوعات الاقتصادية الإقليمية، ومواجهة تمويل الإرهاب، والتنسيق في تنفيذ العقوبات المتعددة على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا".