[ تركي الدخيل يقف بجانب ولي العهد السعودي لكنه يتلقى التعليمات من ولي عهد أبو ظبي -الجزيرة ]
في تحول جذري انتقل تركي الدخيل من إمام مسجد يتبنى الجهاد بأفغانستان إلى عراب متحمس لخدمة العهد الجديد في السعودية يحمل شعلة "التنوير" ويهاجم التطرف.
وحسب وثائق كشفها برنامج ما خفي أعظم، فإن المدير الحالي لقناة العربية استقطب منصور النقيدان ومشاري الذايدي وعبد الله بن بجاد (أحد أبرز رموز الجهيمانية) للعمل في الإمارات عبر مركز المسبار الذي يرأسه، والذي يروج على أنه مركز بحثي متخصص في دراسة الحركات الإسلامية.
وقد أبرزت الجزيرة وثائق تثبت تحويلات مالية كبيرة من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد إلى المسبار، ومنها واحدة بمبلغ 12 مليون درهم إماراتي على شكل اشتراك سنوي.
ويحيل المعارض الإماراتي جاسم الشامسي هذا الضخ المالي إلى علاقة وطيدة بين الدخيل وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، الأمر الذي سمح أيضا بفرض سياسات ولي عهد أبو ظبي على مركز مسبار بنسبة 100%.
الدخيل الذي كان إمام مسجد ومتبنيا للفكر الجهادي في أفغانستان تشهد مسيرته تحولا ماليا ضخما تحدثت عنه حتى وسائل الإعلام السعودية.
عقارات وحوالات
ويحضر المال الإماراتي بقوة في مصادر ثروة الدخيل، وهو ما كشفته الجزيرة من تسريبات لتحويلات بنكية من وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، بينها مبلغ بقيمة 633 ألف دولار.
تضاف إلى ذلك عقود عقارية واستثمارية وتعاقدات إعلامية، والأهم استثمارات تركي الدخيل العقارية في لندن وباريس وغيرهما.
غير أن الأكثر إثارة هو تسلم الدخيل ملكية عقارين في لندن على نهر التايمز صبيحة اختراق وكالة الأنباء القطرية في مايو/أيار 2017 الذي أعقبه اندلاع الأزمة الخليجية، مما يطرح سؤالا عن الأدوات التي تستخدمها الإمارات لتوجيه المشهد في السعودية.
ووفق العديد من ضيوف الفيلم، فإن تحولات السعودية تشير إلى مستقبل غامض للعلاقات بين الرياض وأبو ظبي، خاصة مع تكشف ملامح الاندفاعة الإماراتية للسيطرة على مفاصل المشهد في الرياض عبر المال السياسي، وشراء شخصيات تقطع مع الماضي وترى في الإمارات نموذجا يحتذى به.