[ احتجاجات قبالة مبنى البرلمان البريطاني ضد زيارة ابن سلمان (رويترز) ]
قال الكاتب بموقع "ميدل إيست آي" ديفد هيرست إن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تلعب بالنار وتدعّم بجبن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يتسبب في زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط ويعرض بلاده السعودية للتفكك.
وأشار إلى أن من أسماهم بالليبراليين الجدد في الحكومة البريطانية والإعلام استقبلوا ابن سلمان استقبالا ليس له مثيل إلا في بيونغ يانغ وبيشكيك عاصمة قرغيزستان.
وقال هيرست إن الحكومة البريطانية تبني سياساتها وصناعاتها الإستراتيجية وإستراتيجياتها الإقليمية على رمال العلاقات مع المستبدين والطغاة مثل ابن سلمان، مشيرا إلى أن ولي العهد السعودي يرصد لنفسه راتبا شهريا ومكافآت تساوي الراتب السنوي للرئيس الأميركي 2000 مرة.
"مصلح جريء"
وأضاف أن الأمير الذي يهللون له في لندن باعتباره مصلحا اقتصاديا جريئا هو من سجن عمرو دباغ والمصلحين الاقتصاديين السعوديين الآخرين، وعذّبهم دون محاكمة إلى أن تخلوا له عما يملكون من أصول.
ودباغ هذا، كما يقول هيرست، هو رئيس الهيئة العامة السعودية للاستثمار والذي أُشيد به لنقله المملكة من المرتبة الـ64 إلى المرتبة 11 في قائمة البنك الدولي لتنافسية الدول في الأعمال. وأكد أن المستثمرين والعمال الأجانب يهربون من السعودية حاليا.
وابن سلمان الذي يهلل له البريطانيون باعتباره مصلحا اجتماعيا، قام -حسب هيرست- بإعدام متهمين في عهده القصير أكثر مما تم إعدامهم في أي عهد آخر، وبين هؤلاء تم إعدام 47 سعوديا في يوم واحد في يناير/كانون الثاني 2016 وكثير منهم شباب، مثل علي الربح (17 عاما)، وذلك بتهمة المشاركة في احتجاجات تدعو للإصلاح السياسي.
الاستقرار وحقوق الإنسان
ويقول الكاتب إنه إذا كانت حجة بريطانيا الدائمة في إقامة علاقاتها الخارجية هي الاستقرار وليس حقوق الإنسان، فإن الاستقرار أبعد ما يكون عن ابن سلمان، وقدم اليمن أو ما حدث لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري دليلا على ما يقول.
وأشار إلى أن أفضل معيار لقياس الاستقرار الإقليمي الذي يشع من السعودية في عهد ابن سلمان هو الأردن، قائلا إنه لا أحد في الأردن يتحدث علنا هذه الأيام عن الأضرار الفادحة التي يلحقها ولي العهد السعودي بهذا البلد، فقد أوقف المعونة السنوية التي تتراوح بين مليار و1.5 مليار دولار، وكذلك الاستثمارات السعودية والنفط.
وقال إن الملك سلمان وابنه غير مستعدين لبناء علاقة مع من لا يؤيدهما بالكامل في مواقفهما تجاه إيران وقطر وسوريا، بالإضافة إلى العداء التاريخي بين آل سعود والهاشميين في الأردن والذي حاول ملوك السعودية، باستثناء سلمان وابنه، التغاضي عنه، مشيرا إلى أن ابن سلمان يحاول حاليا فرض رؤيته بشأن القدس على الأردن والسلطة الفلسطينية.
استعداء الجميع
بالإضافة إلى ما سبق في العلاقات الخارجية العدائية للسعودية تحت الحكم الفعلي لمحمد بن سلمان، فإن ولي العهد الشاب يستعدي أكبر دولة سنية في المنطقة -تركيا- مثلما يستعدي إيران بلغة لا تقل شيئا عن لغة الحرب، إذ وصف تركيا وإيران في مقابلة مع التلفزيون المصري عشية زيارته لبريطانيا بأنهما جزء من محور الشر.
لذلك، وعندما تقول ماي أمام مجلس العموم البريطاني إن العلاقة مع السعودية تصب في المصلحة الوطنية لبريطانيا، يقول هيرست "نجد أنفسنا نتساءل عن الكيفية التي تعرّف بها رئيسة الوزراء هذه المصلحة، وهل تفهم ماي فعلا ما يجري حول السعودية؟ وهل تهتم بذلك؟".