[ قوات الباسيج الإيرانية شبه النظامية أثناء استعراض عسكري أمام السفارة الأميركية في طهران أواخر 2011 (الأوروبية) قوات الباسيج الإيرانية شبه النظامية أثناء استعراض عسكري أمام السفارة الأميركية في طهران أواخر 2011 ]
تساءل الكاتب ريموند تانتر في مقال بمجلة فورين بوليسي الأميركية: ماذا لو كان تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية ربيبين لإيران؟ وأضاف أن هذا الطرح قد يبدو غريبا للوهلة الأولى لكونهما جماعتين سنيتين متشددتين، بينما إيران دولة شيعية ثيوقراطية بحكمها الديني، لكن الواقع يثبت ذلك.
وأضاف أنه على الرغم من أن كلا من الطرفين، إيران من جهة، وتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة من جهة أخرى ينظر كل إلى الآخر على أنه مرتد فإن هناك مؤشرات على قواسم مشتركة بينهما متمثلة في القيم والأهداف المشتركة.
وأوضح أن بعض الباحثين أشاروا إلى أوجه الشبه بين الطرفين، وقال إن تنظيم الدولة سوف لن يختلف عن إيران في حال تمكن من الفوز والنجاح، وإن بينهما تشابها في السلوك، فكلاهما نفذ أنشطة إرهابية مروعة وانتهاكات لحقوق الإنسان في الداخل والخارج باسم "التشدد الإسلامي".
وأشار إلى أن موقع ويكيليكس نشر وثائق سرية أميركية تثبت أن هناك روابط وعلاقات بين إيران وتنظيم القاعدة في العراق، وهو سلف تنظيم الدولة، وأن الوثيقة تحمل العنوان "سجلات حرب العراق.. تكتيكات التفجيرات الانتحارية الجديدة لتنظيم القاعدة"، وهي بتاريخ الـ17 من نوفمبر/تشرين الثاني 2006، ونشرتها صحيفة ذي غارديان البريطانية في الـ22 من أكتوبر/تشرين الأول 2010.
دليل
وأوضح أن هذه الوثيقة تثبت أن هناك دليلا على أن طهران دربت مسلحين من تنظيم القاعدة في العراق على استخدام أحزمة ناسفة مزودة بكاميرات، وأن محكمة في منهاتن في نيويورك قامت في التاسع من مارس/آذار 2016 بمطالبة إيران بدفع تعويضات لضحايا هجمات الـ11 من سبتمبر نظير دور إيران المفترض في مساعدة خاطفي الطائرات التي استخدمت في الهجمات.
وأشار إلى أن جذور هذه الروابط أو العلاقات المفترضة بين إيران وتنظيم القاعدة تعود إلى 1979، فتهديد "عنف الإسلاموية السنية" لم يكن موجودا أساسا قبل هذا التاريخ. وأضاف أنه ليس من قبيل الصدفة أن يقوم "متطرفون سنة" بالاستيلاء على الحرم المكي الشريف في نفس العام الذي انطلقت فيه الثورة الإسلامية بإيران.
وقال إن النشطاء الشيعة والسنة بدآ باكورة وجودهما على الساحة العالمية في ذلك العام، حيث بدأت "الحركات الإسلامية العنيفة" كظاهرة عالمية جديدة، وإن توجهاتها لاقت رواجا وأرضية خصبة في فترة ما بعد حرب الخليج.
وأضاف أن محاولات إيران في الآونة الأخيرة لنشر ثورتها في سوريا والعراق تسببت في النشوء الرهيب لتنظيم الدولة خلفا للقاعدة، وأن إيران استخدمت التنظيم بشكل غير مباشر لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وكذلك للسيطرة على العراق من خلال دعم القتل الطائفي الذي تنفذه مليشيات طائفية في مناطق مثل الفلوجة.
وأوضح أنه رغم أن تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة يعتبران عدوين لدودين لإيران فإنه تربط بينهم قواسم ورؤى مشتركة، مشيرا إلى أن الطرفين يعتمدان على بعضهما البعض أحيانا ويكونان متخاصمين في أحيان أخرى، وأنهما أعداء للولايات المتحدة.
وأشار إلى أن موافقة الرئيس الأميركي باراك أوباما على دعم إيران لوكلائها الشيعة وللحرس الثوري في العراق تعتبر "النغمة النشاز".