ذكرت مجلة “ذي تايمز” البريطانية، أن طلبة الحقوق في جامعة كورك، سيتلقون دروساً حول الوعي الجنسي في محاولة للحد من الاعتداءات الجنسية داخل الحرم الجامعي.
يبدأ طلاب السنة الأولى في شهر سبتمبر/أيلول، في دراسة مادة دراسية تضم موضوعات مثل الوعي الجنسي والاحترام والمساواة بين الجنسين، ومن المقرر أن تكون دراسة هذه المادة إجبارية لجميع الطلاب الجدد، اعتباراً من العام المقبل.
وسوف تحتسب نتائج الدورة التدريبة في نهاية العام لـ160 طالباً، ويجب أن يحضروا على الأقل نصف المحاضرات الخاصة بها للنجاح فيها.
يذكر أن اثنين من كل خمسة، ضحايا للاعتداء الجنسي والاغتصاب في أيرلندا خلال العام الماضي، كانوا طلاباً، وذلك وفقا لبيانات حديثة نشرتها وحدات علاج الاعتداء الجنسي والصحة والسلامة.
وقد أدخلت بعض الكليات في أيرلندا مادة الوعي الجنسي كمادة اختيارية باعتبارها جزءًا من توجيه للطلاب الجدد أو في صورة ورش عمل للراغبين.
وتقول كاتي كوينلان، مسئولة الرعاية الاجتماعية في اتحاد الطلاب بجامعة كورك الذي اقترح تدريس المادة: “إن تعليم الاحترام الجنسي كمادة أكاديمية هو السبيل الوحيد لضمان مشاركة الجميع”.
وتضيف: “بطبيعة الحال يتخطي موضوع المادة ما هو أكثر بكثير من مجرد الوعي، فهو يشمل موضوعات حول المساواة بين الجنسين والعنف المنزلي، لذلك يدور الأمر حول كيف يكون رد الفعل في المواقف المختلفة، إنه تعليم وقائي للتعامل مع بعض السلوكيات غير المناسبة، ونحن نعلم أن هناك علاقة بين السماح ببعض السلوكيات والتوجه للعنف أو الاعتداء الجنسي دون رادع “.
وتقول السيدة كوينلان، إن هذه المادة تم تطويرها في جامعة “ويست انجلند” في بريستول وتم تدريسها للمرة الأولي لطلاب الحقوق، لأن هناك تداخلاً بين الموضوعات التي يتم تناولها، وتلك الموجودة في وحدات أخرى يقوموا بدراستها حالياً، وتوضح أنه يتم تدريسها في مجموعات صغيرة من أجل تشجيع المشاركة.
وأضافت أن معظم الدرجات ستمنح عن الحضور لأن بعض الموضوعات قد تكون حساسة للغاية، بالنسبة لبعض الطلاب ولا يمكنهم تناولها.
وأردفت السيدة كوينلان: “إنها مادة لتعريف المشاركين ما هو الاعتداء الجنسي، فقد جاءت عشرات الفتيات لمكتب الرعاية الاجتماعية خلال العام الماضي ليصفوا أشياءً خطيرة حدثت لهن، ثم يسألونني هل هذا يمثل اعتداء”.
وتقول السيدة نولين بلاكويل، الرئيس التنفيذي لمركز دبلن لأزمات الاغتصاب إن عدداَ كبيراً من الطلاب يحضرون لوحدات علاج الاعتداء الجنسي والصحة والسلامة، حيث بلغ عدد الطالبات المعتدى عليهن 286 طالبة من أصل 685 حالة تعدي في العام الماضي، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل.
وأضافت: “نسبة الـ 40% هذه ليست إحصائية مثيرة للدهشة، على الرغم من كونها نسبة كبيرة، ففي الوقت الذي من المحتمل أن تكون الطالبات فيه أكثر عرضة للاعتداء، من المحتمل أيضاً أن يعرفن أنه عندما يتم الاعتداء عليهن يجب عليهم الإبلاغ عن ذلك، لقد قمنا بالكثير من العمل بالتعاون مع الكليات خلال السنوات الماضية حول قضايا مثل الوعي والتعريف، بما يشكل اعتداء حتى يتمكن من كيف طلب المساعدة”.
أجرى اتحاد الطلبة في أيرلندا دراسة استقصائية عن العنف الجنسي والتحرش، ووجد أن 5% من الطالبات تعرضن للاغتصاب بينما كانوا في الكليات، وكان هناك 3% آخرين ضحايا لمحاولات الاغتصاب، و16% أكدن أنهن مررن بـ “شكل من أشكال التجارب الجنسية غير المرغوب فيها”.
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز، في أكتوبر الماضي، عن أن الجامعات الايرلندية لم تسجل سوى عدداً صغيراً فقط من حالات الاعتداءات الجنسية بين الطلاب، على الرغم من أن الأبحاث تكشف أنها مشكلة واسعة الانتشار.
وأظهرت السجلات التي تم الحصول عليها من الكليات وفقاً لقانون حرية المعلومات أن 20 حادثاً فقط، قد تم تسجيلها منذ العام 2010، ولم تسجل اثنتين من أكبر الجامعات في البلاد أي حالات اعتداء جنسي، فيما كشفت دراسة أجراها باحثون في علم النفس في جامعة NUI جالواي وجامعة كورك أن واحدة من كل أربعة طالبات، تتراوح أعمارهن بين 18 إلي 25 عاماً تعرضن للاعتداء الجنسي أو محاولة الاعتداء الجنسي.