تخطط الولايات المتحدة لحماية ناقلات النفط والسفن التجارية العابرة لمضيق هرمز خلال الفترة المقبلة، في خطوة قد تزيد من اشتعال "حرب الناقلات" بين طهران وواشنطن.
ويستهدف البيت الأبيض من وراء تلك الخطوة كبح أي زيادات متوقعة في أسعار النفط في الأسواق الدولية حال تزايد المخاطر الجيوسياسية في منطقة الخليج، أو عودة التضخم للارتفاع مرة أخرى، وهو ما يربك المشهد الاقتصادي في الولايات المتحدة.
وحسب تقرير في نشرة "أويل برايس"، تنوي الولايات المتحدة اتخاذ إجراء أكثر صرامة لحماية الناقلات النفطية والسفن التجارية من عمليات الاستيلاء الإيرانية، بوضع أفراد من الجيش الأميركي على السفن العابرة للمياه في المنطقة.
وبدأت "حروب الناقلات" بين واشنطن وطهران في صيف العام 2019، حينما استولت الولايات المتحدة على ناقلة للنفط الإيراني، ما دفع إيران إلى الاستيلاء على ناقلة هيوستن الأميركية.
وكانت وكالة "أسوشييتد برس" قد ذكرت في تقرير، يوم الخميس، أن "الجيش الأميركي يفكر في وضع أفراد مسلحين على متن الناقلات والسفن التجارية التي تمر عبر مضيق هرمز، في خطوة لمنع إيران من الاستيلاء ومضايقة السفن التجارية". وتشير بعض التقارير إلى أن مشاة البحرية يجرى تدريبهم بالفعل للبرنامج المقترح.
وأعلن الأسطول الأميركي الخامس، اليوم الاثنين، عن وصول أكثر من ثلاثة آلاف بحار أميركي إلى الشرق الأوسط في إطار خطة لتعزيز الوجود العسكري في المنطقة، تهدف إلى ردع إيران عن احتجاز السفن وناقلات النفط.
وقال تقرير في نشرة "أويل برايس" الأميركية المتخصصة في الطاقة، مساء الأحد، إن واشنطن تستهدف عبر هذه الخطوة منع استيلاء الجيش الإيراني على المزيد من الناقلات النفطية في المستقبل، خاصة تلك التي تمر بالقرب من مضيق هرمز الحيوي ومنطقة الخليج.
ويرى محللون أن الإدارة الأميركية التي باتت قريبة من موعد حملة الانتخابات الرئاسية في العام المقبل تتخوف من حدوث عمليات استيلاء على الناقلات النفطية ترفع من أسعار الوقود، وتزيد تبعاً لذلك من معدل التضخم في الولايات المتحدة بعد الجهود الكبرى التي بذلتها لخفضه إلى 3% فقط وفق أحدث أرقام.
وحدثت في السابق سلسلة من عمليات الاستيلاء على الناقلات النفطية بين طهران وواشنطن رفعت من أسعار النفط وأسعار التأمين على الناقلات النفطية في منطقة الخليج.
وتفرض الولايات المتحدة عقوبات على النفط الإيراني منذ خروجها من الاتفاق النووي الإيراني في بداية عهد الرئيس دونالد ترامب.
وحسب نشرة "أويل برايس"، لم يتم حتى الآن الكشف عن أي تفاصيل عن الخطة المحتملة لوضع أفراد عسكريين أميركيين على متن ناقلات النفط التي تدخل إلى مناطق "المياه الساخنة"، أي المياه القريبة من إيران.
والمعروف أن الدوريات البحرية الإيرانية بات تنشط في أعقاب إعلان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عن إرسال مشاة بحرية إضافية إلى منطقة الخليج.
وقال أوستن في أواخر يوليو/تموز إنه جرى نشر مجموعة الوحدات البرمائية في مياه الخليج، من بينها " يو إس إس باتان" والوحدة البحرية السادسة والعشرون، والتي تتكون من حوالي 2500 من مشاة البحرية، لتوفير "مرونة أكبر وقدرة بحرية في المنطقة".
في ذات الصدد، قال مسؤول أميركي إن الجيش كان يدرب بالفعل بعض مشاة البحرية في الشرق الأوسط ليكونوا على متن السفن، وذلك حسب تغريدة نشرتها "أويل برايس".
وتتكون مجموعة الاستعداد البرمائية من سفينة باتان الحربية واثنتين أخريين، "يو إس إس ميسا فيردي" و"يو إس إس كارتر هول". وكانت المجموعة البحرية قد غادرت ميناء نورفولك بولاية فيرجينيا في وقت سابق من شهر يوليو/تموز.
وقبل أسابيع، أرسل البنتاغون حاملة الطائرات "يو إس إس توماس هودنر" وطائرات مقاتلة إضافية من طراز F-35 و F-16 إلى المنطقة، لمساعدة الطائرات الهجومية من طراز A-10.
وفي العام 2019، تزايدت المخاوف على إمدادات الطاقة العالمية ووصولها الأمن، بعد الحادثة التي تعرضت لها سفينتا نفط بالقرب من خليج عمان، عند مدخل مضيق هرمز، حيث كسبت أسعار النفط أكثر من دولارين وبما يعادل 4% زيادة عقب الإعلان عن الحادث مباشرة وقتها.