زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جبل آثوس المقدس في اليونان للاحتفال بمرور ألف عام على وجود رهبان روس أرثوذكس هناك.
وربما يكون الجبل، الذي تبلغ مساحته نحو 335 كيلومترا مربعا، أكبر منطقة في العالم يحظر دخولها على النساء وإناث الحيوانات.
أندي والكر يبحث في أسباب هذا الحظر:
إذا رغبت في زيارة جبل آثوس يجب أولا تقديم صورة من جواز سفرك لمكتب زوار جبل أثوس.
وفي كل يوم، يسمح لـ100 من الأرثوذكس و10 من غير الأرثوذكس الذكور بالإقامة لمدة ثلاث ليالي في أحد أديرة شبة لجزيرة البالغ عددها 20 ديرا.
ولا يمنح المكتب تصريحا لأي امرأة، ويتعين عليهن البقاء بعيدا، بينما يبحر الذكور على متن عبّارة منطلقين من ميناءين قريبين.
و طوال أكثر 1000 عام ظل جبل آثوس محرما على النساء، وغير مسموح لهن بالاقتراب لمسافة 500 متر من الشاطئ.
وبحسب دكتور غراهام سبيك، مؤلف كتاب جبل آثوس: تجديد الجنة، فإن ميثاقا يعود إلى القرن العاشر نص على استثناء إناث الحيوانات لكنه لم يقل شيئا عن النساء لأن "الجميع كان يعرف أنه لم يكن مسموحا للنساء الدخول إلى أديرة الرجال".
ويقول إن هذه كانت الطريقة الأسهل للتأكد من التبتل، مضيفا أن "ما يميز آثوس عن الأديرة الأخرى أن شبه الجزيرة بالكامل تعد ديرا واحدا ضخما."
لكن هناك سببا آخر لمنع النساء يرتبط بالأرثوذكسية.
ويشير سبيك إلى أن ثمة اعتقادا بأنه "أثناء محاولة مريم العذراء الإبحار إلى قبرص، نزلت عند جبل آثوس، فأعجبها بشدة وطلبت من ابنها منحها إياه، ووافق".
ومازالت المنطقة تسمى بـ"حديقة أم الرب"، وهي مخصصة لتمجيدها، وكانت هي الوحيدة المسموح لها بتمثيل النساء على جبل آثوس".
وينطبق الحظر على كلا من البشر والحيوانات، ما عدا القطط، حيث تتواجد إناث القطط على الجبل.
ويقول سبيك عن هذا :"من الجيد وجود القطط لأنها بارعة في صيد الفئران."
ويعني ذلك أن منتجات الألبان والبيض يجب أن تأتي من الخارج.
"يأكلون القليل جدا من منتجات الألبان، لكن يوجد بعض الجبن، فهم يحبون الجبن في السلطة"، بحسب غراهام سبيك.
وهناك استثناءات أيضا فيما يتعلق بالحيوانات البرية، لأنه من شبه المستحيل السيطرة عليها.
كما أصبح التعامل مع الصبية أكثر مرونة مع مرور الزمن.
ويقول سبيك : "كانت القاعدة دائما بالنسبة للرجال أن يكون لديهم لحية إذا كانوا سيذهبون إلى آثوس، وكانت الزيارة محظورة على الخصيان والفتيان في الفترة البيزنطية".
والسبب في هذا الخوف من تسلل سيدات بينهم.
والآن يمكن للفتيان القدوم إلى الجبل طالما كانوا بصحبة بالغين، عادة أبوهم، "ورأيت فتيانا أقل من 10 سنوات، وكان الرهبان سعداء بوجودهم".
ورغم الحظر فقد زارت سيدات الجزيرة.
فخلال الحرب الأهلية اليونانية، في الفترة من 1946 و1949، لجأت حيوانات تخص مجموعات من الفلاحين إلى جبل آثوس، وكانت الفتيات والنساء ضمن مجموعة دخلت آثوس تعقبا للحيوانات.
وفي عام 1953، تنكرت اليونانية ماريا بوامندو، في زي الرجال لتمكث في آثوس ثلاثة أيام، مما دفع الحكومة لسن قانون يمنع النساء من دخول الجبل، ومن يخالف يعاقب بالسجن 12 شهرا كحد أقصى.
وفي مايو/ آيار 2008 أرسل مهربون أوكرانيون أربع سيدات من مولدوفيا إلى آثوس، واعتقلتهم الشرطة بعد برهة، لكن أحد الضباط قال إن "الرهبان عفوا عنهن".
وتعد زيارة الرئيس بوتين هي الثانية لدير القديس بندلايمون على جبل آثوس.
وكانت زيارة بوتين الأولى عام 2005 وكان غالبية الزوار من اليونان.
ويقول سبيك إن أكثر من نصف الزوار سنويا البالغ عددهم 40 ألف شخص من روسيا، ويوفر الرهبان الروس غرفا لاستضافة 500 زائر.