قتل 62 شخصا، على الأقل، من جراء عواصف ثلجية قاسية تجتاح الولايات المتحدة.
ولا يزال الآلاف يعانون من انقطاع الكهرباء بسبب العواصف التي ضربت مناطق واسعة في أمريكا الشمالية.
ولقي 28 شخصا، على الأقل، مصرعهم في ولاية نيويورك، معظمهم في بافالو، مع تسجيل السلطات عشرات الوفيات في تسع ولايات أمريكة.
وقال مسؤول في نيويورك إن بعض الأشخاص علقوا داخل سيارات لأكثر من يومين خلال ما وصف بأنه أسوأ عاصفة في حياتهم "على الأرجح".
وحذر خبراء الأرصاد الجوية من احتمال تساقط ثلوج أخرى، تصل إلى تسع بوصات (23 سنتيمترا)، في مناطق من الولاية حتى يوم الثلاثاء.
ووافق الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على إعلان طوارئ يسمح بتقديم مساعدات فيدرالية لولاية نيويورك. وكتب على تويتر "خالص تضامني مع أولئك الذين فقدوا أحباءهم في عطلة نهاية الأسبوع".
كما أرسلت ولاية نيوجيرسي المجاورة فرقا من خدمات الطوارئ إلى ولاية نيويورك لتقديم مساعدات إضافية.
ووصفت كاثي هوشول، حاكمة الولاية، وهي من مواليد بافالو، العاصفة بأنها "عاصفة القرن الثلجية".
وأضافت: "الأمر (أشبه) بالذهاب إلى منطقة حرب، ومشهد المركبات على جانبي الطرق صادم".
وقالت إن العديد من سيارات خدمات الطوارئ لم تتمكن من الوصول إلى المناطق الأكثر تضررا أو علقت في الثلوج.
وقال مسؤولو ولاية نيويورك إن أفراد الطوارئ كانوا يتنقلون من سيارة إلى أخرى بحثا عن ناجين من العاصفة، وعثروا على جثث في سيارات.
وقال مارك بولونكارز، المدير التنفيذي لمقاطعة إيري التي تضم بافالو، إن آخرين توفوا نتيجة سكتة قلبية أثناء تجريف الثلوج، مع إصدار ولاية بافالو تحذيرا للناس بأن الإجهاد المفرط في عمليات تجريف الثلوج يمكن أن يسبب نوبات قلبية أو إصابات في الظهر.
واضطرت أسرة في المنطقة مع أطفال صغار، تتراوح أعمارهم بين عامين وستة أعوام، إلى الانتظار مدة 11 ساعة قبل إنقاذها في الساعات الأولى من يوم عيد الميلاد.
وقال الأب، زيلا سانتياغو، لشبكة سي بي إس نيوز: "كنت في حالة يأس شديدة"، مضيفا أنه استطاع الحفاظ على الدفء من خلال بقاء المحرك في وضع التشغيل، وتجنب التوتر من خلال اللعب مع الأطفال.
وقال شخص يدعى ديتجاك إيلونغا، من غايثربورغ في ماريلاند، لقناة "سي بي إس" الإخبارية إنه كان في طريقه بصحبة بناته لزيارة أقاربه في هاميلتون، بأونتاريو، عندما علقت سيارتهم في بافالو.
وبعد أن قضى ساعات ومحرك السيارة قيد التشغيل، لم يجد سوى خيار المخاطرة بمحاولة الوصول إلى ملجأ قريب وسط العاصفة.
وحمل ابنته ديستني، البالغة من العمر ست سنوات، على ظهره، بينما كانت ابنته سيندي، البالغة من العمر 16 عاما، تمسك جروها الصغير، وتتبع آثار أقدامه على الثلج.
ويقول إيلونغا: "إن كنت بقيت في هذه السيارة لمت هناك مع ابنتيّ".
وقال صاحب متجر صغير تديره عائلة في إيست بافالو، طلب عدم ذكر اسمه، إن لصوصا اقتحموا متجره في يوم عيد الميلاد.
وأضاف: "أخذوا كل شيء، أخذوا اللعب والإلكترونيات ومكبرات الصوت".
وقدّر حجم السرقة بما يصل إلى 50 ألف دولار من المعدات، وقال إنه اتصل بالشرطة: "لكنهم قالوا لي إنهم مشغولون للغاية في إنقاذ كبار السن".
وقال بولونكارز: "يمكننا أن نشعر ببعض التفاؤل، لكن هذه ليست النهاية بعد".
وأضاف: "إنها عاصفة ثلجية تحدث مرة في الجيل"، محذرا من أن المقاطعة لم تبدأ بعد في تقييم "إجمالي الخسائر".
وتسببت عاصفة الشتاء أو "إعصار القنبلة" كما تُعرف، في تعطيل حركة السفر في جميع أنحاء البلاد. وتحدث هذه الظاهرة عندما ينخفض الضغط الجوي، ما يتسبب في تساقط ثلوج كثيفة وهبوب رياح شديدة.
وألغيت نحو 4 آلاف رحلة جوية أمريكية يوم الاثنين، بحسب موقع "فلايت وير دوت كوم".
ويقول خبراء الأرصاد إن العاصفة ستخف حدتها خلال الأيام المقبلة، لكنهم نصحوا الناس بتجنب السفر والتنقل حاليا إلا في حالة الضرورة.
وتضرر ما يزيد على 250 ألف منزل ومحل تجاري، خلال عطلة نهاية الأسبوع، من انقطاع التيار الكهربائي، بيد أن الكهرباء بدأت تعود تدريجيا.
وأُبلغ عن وفيات بسبب العواصف في فيرمونت وأوهايو وميسوري وويسكونسن وكانساس وكولورادو، كما انخفضت درجات الحرارة في جنوب فلوريدا لدرجة أن حيوانات الإغوانة تجمدت وسقطت من فوق الأشجار.
وكانت ولاية مونتانا، غربي الولايات المتحدة، الأشد تضررا من البرد، إذ انخفضت درجات الحرارة إلى -45 درجة مئوية.
وفي كندا كانت مقاطعتا أونتاريو الوسطى وكيبيك، في الشمال الشرقي، الأكثر تضررا من العاصفة.
كما أعلنت منطقة برينس إدوارد في أونتاريو، الواقعة على طول بحيرة أونتاريو، حالة الطوارئ واضطرت إلى سحب جرافات الثلج من الشوارع بسبب احتمال أن تعلق، حسبما قال عمدة المدينة ستيف فيرجسون لشبكة سي بي سي نيوز.
كما سُجلت أربع حالات وفاة في وقت سابق عندما انقلبت حافلة على طريق مغمور بالثلوج بالقرب من بلدة ميريت في مقاطعة بريتش كولومبيا البريطانية، غربي البلاد.