[ أوكرانيا تتهم روسيا باستهداف مدنها بوابل من الصواريخ من البحر الأسود وبحر قزوين (رويترز-أرشيف) ]
تصاعدت وتيرة القتال بين روسيا وأوكرانيا مع تكثيف كلا الطرفين استخدام الصواريخ والطائرات المسيرة لاستهداف الطرف الآخر، في وقت أعلنت دولة أوروبية عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) رفضها المشاركة في تدريبات عسكرية لجنود أوكرانيين.
وأعلنت موسكو -أمس الاثنين- صد هجوم أوكراني بالصواريخ والمسيرات وسط البلاد وجنوبها، وهو ما أكدته كييف متحدثة عن تدمير طائرتين في قاعدتين عسكريتين بالعمق الروسي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن دفاعاتها الجوية تصدت لهجوم أوكراني على مطارين عسكريين وسط وجنوب البلاد، باستخدام مسيّرات سوفياتية الصنع.
وأفاد المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف بمقتل 3 عسكريين روس وإصابة 4 آخرين، وتضرر طائرتين جراء سقوط حطام المسيرات.
كما أعلن رومان ستاروفويت حاكم مقاطعة كورسك الروسية المحاذية لأوكرانيا عن استهداف مسيرة أوكرانيا لمطار مدينة كورسك في ساعة مبكرة من صباح اليوم.
وقال حاكم كورسك إن الهجوم أسفر عن اندلاع النيران في خزان للوقود دون وقوع خسائر بشرية.
يذكر أن مطار هذه المقاطعة متوقف عن استقبال الرحلات المدنية منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ضربات متبادلة
من جهة أخرى، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول أوكراني قوله إن جيش بلاده استخدم مسيرات لضرب قاعدتين في قلب روسيا.
وقالت الصحيفة إن الطائرات المسيرة انطلقت من أراض أوكرانية فدمرت طائرتين على الأقل في إحدى القاعدتين الروسيتين، وألحقت أضرارا بعدة طائرات أخرى.
في الأثناء، قالت قيادة القوات الجوية الأوكرانية إن مناطق كييف وخيرسون وزاباروجيا وميكولايف تعرضت لقصف روسي بوابل من الصواريخ من البحر الأسود وبحر قزوين، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع.
من جانبه، قال أوليكسيه كوليبا رئيس الإدارة الإقليمية العسكرية في كييف إن أحد مواقع البنية التحتية بالعاصمة الأوكرانية أصيب في الضربة الصاروخية الروسية، وأكد أن 40% من منطقة كييف باتت دون كهرباء.
وأوضح أن نصف المنطقة المحيطة بالعاصمة الأوكرانية تقريبا ستظل بلا كهرباء، الأيام المقبلة، بعد الضربات الصاروخية الروسية على منشآت الطاقة.
مصير محطة زاباروجيا
في غضون ذلك، نقل مراسل الجزيرة بمقاطعة زاباروجيا (جنوبي أوكرانيا) عن سلطات المدينة قولها إن شخصين قتلا، وأربعة أصيبوا بينهم طفل، إثر تجدد القصف الروسي على قرى وبلدات عديدة بالمقاطعة؛ كما دمر القصف بعض المنازل وعددا من مرافق البنى التحتية بالمدينة.
وفي السياق، نفت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا وجود أي حديث عن تخلي بلادها عن سيطرتها على محطة زاباروجيا للطاقة النووية أو نقلها لطرف ثالث.
واعتبرت زاخاروفا -في تصريحات صحفية- أن المحطة التي تقع على أراضي روسيا وتديرها بالكامل، هي الوحيدة القادرة على ضمان سلامتها المادية والنووية، وفق تعبيرها.
رفض مجري
وفي تطور سياسي لافت، أعلنت المجر رفضها المشاركة في التدريبات العسكرية لجنود أوكرانيين بقيادة الاتحاد الأوروبي.
وقال وزير الدولة للاتصالات تاماس مينتسر، في منشور على صفحته في فيسبوك، إن بلاده "لا تعتزم تدريب جنود أوكرانيين" تعليقا على مشاركة دول أوروبية في تدريبات عسكرية يقودها الاتحاد.
وأضاف "بعض الدول الأوروبية تدرب جنودا أوكرانيين، لكن المجر لن تفعل ذلك، نريد أن نتحرك نحو السلام وليس الحرب".
ومطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلن مجلس الاتحاد الأوروبي -في بيان- عن مهمة لتدريب 15 ألف جندي أوكراني للمساهمة في تعزيز القدرات الدفاعية بميزانية تبلغ 107 ملايين يورو.
وتقام هذه التدريبات في إطار المهمة التي ستستمر عامين في العديد من دول الاتحاد، بينها بولندا وألمانيا.
تنديد روسي
وفي فصل جديد من التصعيد الكلامي وتبادل الاتهامات بين موسكو والغرب، قالت الخارجية الروسية إن دول الناتو رفضت "بشكل متعال" مبادرة الرئيس فلاديمير بوتين لتوفير ضمانات أمنية للبلاد.
وأضافت الخارجية الروسية أن التصريحات الصادرة عن كييف -بشأن وضعها غير النووي- تبقي الباب مفتوحا لإمكانية محاولة من وصفتهم بالراديكاليين الأوكرانيين لامتلاك أسلحة نووية، وهو أمر غير مقبول نهائيا، ويثير القلق، وفق تعبيرها.
من جهته، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من انتهاج الولايات المتحدة وحلف الناتو أسلوب المواجهة العسكرية ضد موسكو، وقال إنه يشكل تهديدا خطيرا.
وأعرب لافروف -خلال كلمة له في مؤتمر موسكو لقضايا الحد من انتشار الأسلحة النووية، عن أسفه- لما وصفه بجمود الحوار الإستراتيجي بشأن قضايا التسلح بين موسكو وواشنطن.
وفي وقت سابق أمس، دان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الهجمات الروسية على البنية التحتية المدنية بأوكرانيا ووصفها بالوحشية.
وأكد أوستن -في اتصال مع نظيره الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف- التزام الولايات المتحدة الثابت بدعم أوكرانيا لمواجهة الحرب الروسية عليها.
من جهته، شدد مسؤول السياسية الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على أن حل النزاع الدائر في الأراضي الأوكرانية يتطلب حتما تقديم "ضمانات أمنية" لكييف، أما بالنسبة لضمانات مماثلة لروسيا فمسألة "تُبحث لاحقا".
ويأتي موقف بوريل، إثر تصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحدثا فيها عن استعداده لتقديم ضمانات أمنية لموسكو.