قالت روسيا إن رفض الغرب الاعتراف بـ "الأقاليم الجديدة" التي تم الاستيلاء عليها من أوكرانيا، يجعل محادثات السلام أكثر صعوبة.
يأتي ذلك بعدما أبدى الرئيس الأمريكي جو بايدن استعدادا للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وقال الكرملين إنه منفتح على إجراء مفاوضات، ولكن ليس بشأن مطلب الغرب الخاص بالانسحاب من أوكرانيا.
وفي نهاية سبتمبر/أيلول، أعلنت روسيا ضمّ أربعة أقاليم أوكرانية، من دون أن تُحكم سيطرتها على أي منها.
وبعد مرور تسعة أشهر من الاجتياح، فقدت روسيا السيطرة على أكثر من نصف الأراضي التي سبق واستولت عليها.
وفي مساء الخميس، قال الرئيس الأمريكي للصحفيين إنه كان على استعداد للقاء الزعيم الروسي "إذا كانت لديه رغبة حقيقية في البحث عن طريق لإنهاء الحرب".
وفي مؤتمر صحفي مشترك بالبيت الأبيض، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه ونظيره الأمريكي بايدن اتفقا على عدم دفع الأوكرانيين إلى تسوية "لن تكون مقبولة لديهم".
ويأتي هذا الحديث عن نشاط دبلوماسي بعد أشهر من غياب إشارات قوية إلى الرغبة في إجراء محادثات.
وكان الجيش الروسي قد أُرغم على التقهقر في جنوب أوكرانيا حيث يشن هجمات موسعة على البنية التحتية المدنية.
وفي يوم الجمعة، تحدث المستشار الألماني أولاف شولتس إلى الرئيس بوتين لأول مرة منذ سبتمبر/أيلول.
وقالت برلين إن الزعيم الألماني، في أثناء المكالمة الهاتفية التي امتدت لساعة زمنية، حثّ نظيره الروسي على البحث عن حل دبلوماسي يتضمن سحْب القوات الروسية من أوكرانيا "في أسرع وقت ممكن".
وقال الكرملين إن الجانب الألماني كان يدفع صوب إجراء المكالمة، وإن بوتين حثّ برلين على "إعادة النظر في تعاطيها مع سياق الأحداث الأوكرانية".
وأضاف الكرملين أن بوتين لفت إلى المسلك "الهدّام للدول الغربية بما فيها ألمانيا".
أما كييف، فترفض بشكل تام فكرة المحادثات، بحسب الكرملين.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن بوتين لا يزال منفتحا على إجراء محادثات تستهدف "تأمين مصالحنا".
وأضاف بيسكوف أن موسكو لم تكن بالتأكيد مستعدة لقبول شروط أمريكية. وتساءل المتحدث باسم الكرملين: "ماذا قال الرئيس بايدن في حقيقة الأمر؟ قال إن المفاوضات لن تكون ممكنة إلا بعد انسحاب بوتين من أوكرانيا".
وتابع بيسكوف بالقول إن عدم اعتراف الولايات المتحدة بضمّ روسيا "أقاليم جديدة" يصعّب البحث عن أرضية مشتركة للمحادثات.
وفي نهاية سبتمبر/أيلول، أعلن بوتين عن ضم أربعة أقاليم أوكرانية كجزء من روسيا. وتحتل القوات الروسية معظم لوهانسك في شرق أوكرانيا، وتوقّف اجتياح الروس لـ دونيتسك، بينما تتقهقر القوات الروسية في خيرسون وزابوريجيا في الجنوب.
وقبيل المكالمة الهاتفية التي جرت الجمعة بين شولتس وبوتين، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن دولا أوروبية لم تقدّم شيئا يُذكر حتى الآن على صعيد الوساطة.
وقال لافروف إن "ماكرون، بالمناسبة، أكد على مدى الأسبوعين الماضيين، أنه كان يخطط لمحادثة مع الرئيس الروسي".
وأضاف لافروف أن روسيا لم تتلقّ أية إشارات عبر قنوات دبلوماسية. وسمّى لافروف وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، بأنه كان ذلك النوع من الشخصيات القادرة على حلّ مشكلات والانخراط في حوار حقيقي.
وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، يوم الجمعة، إن الوقت قد حان للعمل من أجل سلام عادل لأوكرانيا. لكن ذلك يجب أن يتم عبر استقلال كييف وليس استسلامها.
وقال تاجاني لصحيفة لاريبوبليكا: إن الكرملين "يجب أن يعطي إشارات ملموسة بدلا من قصف السكان بالمتفجرات".
وفي أثناء زيارة لأوكرانيا، قال أسقف كنيسة كانتربري جاستن ولبي، إنه لا يمكن أن يحلّ سلام قبل أن تتوقف روسيا عن الكذب بشأن ما كانت تفعل في أوكرانيا.
ومن منطقة بوتشا في مقاطعة كيييفسكا، حيث تواجه القوات الروسية اتهاما بارتكاب جرائم حرب تتعلق قتل مئات المدنيين، قال أسقف كانتربري: "لا يمكن المضيّ قدما على أساس من الأكاذيب. ثمة فظائع ارتُكبت هنا".