اتهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن روسيا بتمزيق مبادئ القانون الدولي وارتكاب فظاعات في أوكرانيا، في حين شن نظيره الروسي سيرغي لافروف هجوما على سياسات وممارسات الغرب. وبينما طالب وزير خارجية الصين بحياد مجلس الأمن، وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة أسفه لأن فكرة الدخول في حرب نووية أصبحت مطروحة للنقاش.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن واشنطن تدعو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى "وقف الفظاعات التي بدأها في أوكرانيا". وشدد على أنه من الضروري رفض "الاستفتاءات الزائفة، والتأكيد أن الأراضي الأوكرانية التي تشملها ستظل جزءا من أوكرانيا".
وقال بلينكن إن "التهديدات النووية العبثية من روسيا يجب أن تتوقف فورا"، مضيفا أنه "إذا فشلنا في الدفاع عن مبدأ الحدود عندما ينتهكه الكرملين فإننا نبعث رسالة إلى المعتدين في كل مكان"، وأكد أنه لا يمكن لدولة إعادة رسم حدود دولة أخرى بالقوة.
وأضاف أن "النظام الدولي الذي اجتمعنا هنا لدعمه يجري تمزيقه أمام أعيننا" على أيدي الروس، على حد قوله.
واعتبر أن "ما اختاره بوتين هذا الأسبوع بالتزامن مع الجمعية العامة يظهر ازدراءه لميثاق الأمم المتحدة"، في إشارة إلى إعلان الرئيس الروسي التعبئة الجزئية لحربه في أوكرانيا، معتبرا أن "بوتين ضاعف من حجم غزو أوكرانيا بدل تغيير المسار، واختار عدم إنهاء الحرب".
تأجيج الأحقاد
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن النظام في كييف يعمل على تأجيج الأحقاد ضد موسكو بدعم من الغرب. وأضاف أن كييف عملت على فرض اللغة الأوكرانية على السكان الأصليين، وحذفت اللغة الروسية من المناهج الدراسية في ممارسة تشبه ما فعله النازيون.
واتهم لافروف الغربيين بتمكين كييف من الإفلات من العقاب على جرائم في المدن الموالية لروسيا، وأضاف أن "برلين وباريس وواشنطن تغض الطرف عما يجري في دونباس"، كما أنه "يجري تجاهل ما فعله الجيش الأوكراني والمجموعات القومية في دونباس" حسب قوله.
من جانبه، قال وزير الخارجية الصيني "علينا أن نتخلى عن الهيمنة وعما تسمى الحرب الباردة الجديدة"، وطالب مجلس الأمن بالحياد حيال الأزمة في أوكرانيا.
وشدد على أهمية ضمان استقرار أسواق الطاقة العالمية واحترام القانون الإنساني الدولي، قائلا "علينا أن نمنع الهجمات التي تستهدف المدنيين".
وفي الوقت ذاته، أوضح أن موقف بكين واضح إزاء أوكرانيا "ونؤكد أن السيادة لكل الدول يجب أن تحترم".
الصراع النووي
أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فقال إن السبيل الوحيد لوضع حد للمعاناة في أوكرانيا هو إنهاء الحرب. وأضاف أن "حرب روسيا على أوكرانيا تسببت على الصعيد العالمي في تفاقم أزمة ثلاثية من الغذاء والطاقة والتمويل".
وأوضح غوتيريش أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيقا بشأن الوضع في أوكرانيا.
وذكّر الأمين العام للأمم المتحدة بأن "أي ضم لأراضي دولة من قبل دولة أخرى باستخدام القوة انتهاك لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي".
وقال إن "فكرة الصراع النووي أضحت موضع نقاش، وهذا غير مقبول على الإطلاق". وطالب جميع الدول المسلحة نوويا بإعادة الالتزام بعدم استخدام الأسلحة النووية.