قدّم الرئيس التشيلي، غابرييل بوريك، دعماً لفلسطين في خطابه أمام الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء، وذلك بعد أيام فقط من أزمة دبلوماسية نشبت بين تل أبيب وسنتياغو بعد تأجيل الأخيرة استقبال السفير الإسرائيلي الجديد.
ودعا الرئيس التشيلي في خطابه إلى "عدم تطبيع الانتهاكات الدائمة لحقوق الإنسان ضد الشعب الفلسطيني"، كما قال إن "للفلسطينيين الحق في أن يحميهم القانون الدولي".
كما أطلق أصغر زعيم في العالم، غابرييل بوريك، ناقوس الخطر بشأن مخاطر الاضطرابات الاجتماعية، مذكّراً زملاءه الأكثر خبرة المجتمعين في الأمم المتحدة بأن السخط الذي انفجر محلياً يمكن أن يتكرر في جميع أنحاء العالم، بحسب ما نشرت وكالة "bloomberg" الأمريكية.
بحسب الوكالة، فإن بوريك في خطاب حماسي دعا إلى مزيد من مساءلة الحكومة، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأكد أن المظاهرات في بلاده التي أدت إلى سقوط عشرات القتلى وتدمير البنية التحتية العامة والتخريب على نطاق واسع في أواخر عام 2019، كانت نتيجة سنوات من الظلم.
وقال إن الغضب من عدم المساواة وسوء الخدمات الأساسية يمكن أن يؤدي إلى انتفاضات في دول أخرى.
قال بوريك في أول ظهور له في الأمم المتحدة، "أدعوكم جميعاً للمضي قدماً في البحث عن عدالة اجتماعية أكبر"، مما أثار تصفيقاً حاداً. "يجب أن يسير توزيع الثروة والسلطة بطريقة أفضل جنباً إلى جنب مع النمو المستدام".
برز بوريك، وهو زعيم احتجاج طلابي سابق، خلال المظاهرات على مستوى البلاد، وفاز بالرئاسة 2021 فيما كان يُنظر إليه في البداية على أنه حملة طويلة الأمد. في سن الـ36، يُنظر إليه على أنه الوجه الجديد لليسار السياسي في أمريكا اللاتينية، الذي يركز على قضايا من النسوية إلى حماية البيئة ومحاربة عدم المساواة.
وتفاقمت حدة خلاف دبلوماسي بين إسرائيل وتشيلي، الجمعة، 16 سبتمبر/أيلول، بعدما أجّل رئيس تشيلي قبول أوراق اعتماد سفير إسرائيل الجديد في سانتياغو، بسبب مقتل فتى فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة.
رداً على ذلك، استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية سفير تشيلي، خورخي كارفاخال، من أجل تقديم ما وصفته بتوبيخ في اجتماع، قالت إنه "سيتم توضيح رد إسرائيل" خلاله.
بدأ الخلاف، الخميس، عندما أبلغت وزيرة الخارجية التشيلية، أنطونيا أوريجولا، السفير الإسرائيلي المعيّن حديثاً، جيل أرتزيالي، أن الرئيس غابرييل بوريك أرجأ اجتماعاً لقبول أوراق اعتماده حتى أكتوبر/تشرين الأول.
قال متحدث باسم وزارة الخارجية التشيلية في رسالة نصية: "هذا لأن اليوم يوم حساس بسبب مقتل قاصر"، في إشارة إلى مقتل فتى فلسطيني عمره 17 عاماً.
فيما انتقدت إسرائيل خطوة تشيلي، ووصفتها وزارة خارجيتها بأنها "سلوك محير وغير مسبوق". وأضافت في بيانها، أن "هذا يضر العلاقات بين البلدين بشكل خطير".
بشكل منفصل، لاقى تحرك بوريك إشادة من السلطة الفلسطينية، وكذلك من حركة المقاومة الإسلامية "حماس".