تأجل اجتماع ليز تراس المزمع مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في داونينغ ستريت، والذي كان من المقرر أن يكون أول حدث دبلوماسي كبير لها كرئيسة لوزراء بريطانيا، ليوم الأربعاء في الأمم المتحدة.
وبحسب صحيفة "غارديان"، قال مسؤولون من كلا البلدين إن اجتماعًا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة سيجمع تراس ببايدن في الوقت الذي يختلف فيه الزعيمان بشأن ملف إيرلندا الشمالية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الإدارة الأمريكية قوله: "لقد كنا على اتصال دائم مع داونينغ ستريت وقرر كلاهما أنه من الأفضل عقد اجتماع ثنائي في نيويورك يوم الأربعاء".
وبحسب "غارديان"، فإن بايدن وتراس سيجدان أرضية مشتركة في اتباع نهج متشدد تجاه روسيا لغزوها لأوكرانيا واحتواء التوسع الصيني. لكن السياسة المتعلقة بإيرلندا الشمالية هي مصدر إزعاج كبير في العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
أخطر تلك العراقيل وأكثرها إلحاحا هي الأزمة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بشأن ما يعرف ببروتوكول إيرلندا الذي يستوجب إجراء عمليات تفتيش جمركية إضافية على البضائع التي تدخل إيرلندا الشمالية من بريطانيا.
عندما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية، كانت ليز تراس في طليعة تهديدات حكومة المملكة المتحدة بأن تعيد كتابة البروتوكول من جانب واحد، وهو ما يعارضه كل من الاتحاد الأوروبي وواشنطن.
وفي السياق، قال نايل غاردِنر، مدير مركز مارغريت ثاتشر للحرية بمؤسسة التراث المحافظة التي تتخذ من واشنطن مقرا لها: "أتوقع أن تكون ليز تراس أكثر حزما بكثير.. لا أعتقد أنها ستخشى من أن تخبر الرئيس الأمريكي مباشرة في مكتبه البيضاوي لماذا ينبغي أن تقف أمريكا جنبا إلى جنب مع المملكة المتحدة في هذه القضية".
وحذرت إدارة بايدن بالفعل من أن أي خطوات أحادية الجانب لإلغاء بروتوكول إيرلندا الشمالية لن تكون "مواتية" لاتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ومن المتوقع أن يوضح الرئيس بايدن، الذي يفتخر بجذوره الإيرلندية، التزامه الشخصي للدفاع عن الاتفاقية وحث تراس على مواصلة التفاوض.
وبحجة أن البروتوكول يمثل عبئًا كبيرًا على الأعمال التجارية البريطانية، تقترح تراس رفض أجزاء من الاتفاقية من جانب واحد، ويفكر في الاحتجاج بالمادة 16 التي تسمح لطرف في الاتفاقية بتعليق جزء أو كل البروتوكول إذا تسبب في "جدية" الصعوبات الاقتصادية أو المجتمعية أو البيئية".
ومن المتوقّع أن تغادر تراس إلى الولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع المقبل بعد مراسم التشييع لتشارك في الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث ستتاح لها فرصة اللقاء بقادة آخرين.
وأشار "داونينغ ستريت" إلى أنه لن ينشر لاحقاً أي صور أو تصريحات احتراماً لفترة الحداد الوطني.