أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، فرض سلسلة عقوبات على الحرس الثوري الإيراني وعدد من الشركات الإيرانية لتورّطهم في تزويد روسيا مسيّرات حربية لاستخدامها في غزوها أوكرانيا، فيما طالبت بعثة موسكو بالأمم المتحدة كلا من واشنطن ولندن بتقديم أدلة لدعم مزاعمهما.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان؛ إنّ العقوبات ستستهدف بالدرجة الأولى الحرس الثوري الإيراني، المدرج سلفا على القائمة الأمريكية لـ"المنظمات الإرهابية" الذي يخضع أساسا لسلسلة عقوبات، فرضتها عليه واشنطن بسبب دوره في البرنامج النووي الإيراني.
ونقل البيان عن مساعد وزير الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية براين نيلسون قوله؛ إنّ "الولايات المتّحدة تعتزم بصرامة تطبيق كلّ عقوباتنا المفروضة على روسيا كما على إيران، ومحاسبة كلّ من اختار، على غرار إيران، دعم روسيا في حربها العدوانية ضدّ أوكرانيا".
كما ستستهدف العقوبات الأمريكية العديد من الشركات الضالعة في عمليات البحث والتطوير وإنتاج الطائرات المسيّرة الإيرانية، فضلا عن الشركة الإيرانية المولجة نقل هذه المسيّرات إلى روسيا، بحسب البيان.
وتنص العقوبات التي تعتزم واشنطن فرضها على هذه الكيانات على تجميد كلّ أصولها وممتلكاتها في الولايات المتحدة.
كما أنّ هذه العقوبات تزيد المخاطر المترتّبة على كل شركة في العالم تتعامل مع هذه الكيانات، كونها تجعل هذه الشركات عرضة للعقوبات الأمريكية.
روسيا.. أي الأدلة؟
وفي سياق ذي صلة، طالبت روسيا في الأمم المتحدة، الخميس، الولايات المتحدة وبريطانيا بتقديم أدلة لدعم مزاعمهما بأن موسكو تسعى للحصول على طائرات مسيرة من إيران، وصواريخ وقذائف مدفعية من كوريا الشمالية لاستخدامها في أوكرانيا.
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أمام مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا: "أود أن أطلب منهم الآن إما تزويدنا بالأدلة أو الاعتراف بأنهم ينشرون معلومات غير موثوقة".
اتهامات أمريكية
وذكرت الولايات المتحدة، أن روسيا أبرمت في الأسابيع الأخيرة صفقات تسلّح مع كلّ من إيران وكوريا الشمالية؛ لمواجهة الصعوبات التي يعانيها جيشها في حربه بأوكرانيا.
والإثنين، أعلنت إيران أنّها تدرس شراء طائرات مقاتلة روسية من طراز سوخوي-35، لكنها نفت صفقة المسيرات.
واتهمت واشنطن موسكو بأنها بصدد شراء ملايين الصواريخ وقذائف المدفعية من كوريا الشمالية، حسبما قال نائب السفير الأمريكي ريتشارد ميلز للمجلس.
وقال ميلز: "ادعاءات روسيا بأن الولايات المتحدة و'الغرب' يصعدان ويطيلان أمد هذا الصراع كاذبة. إنها محاولات لصرف الانتباه عن دور موسكو بصفتها المعتدي الوحيد في حرب وحشية غير ضرورية، يدفع العالم ثمنها بشكل جماعي".
بريطانيا.. انتهاكات روسية
ومن جانبها، قالت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد؛ إن "روسيا تتجه إلى إيران للحصول على طائرات مسيرة، وإلى كوريا الشمالية للحصول على الذخيرة، في انتهاك صارخ لعقوبات الأمم المتحدة.
ودعت روسيا إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن بشأن أوكرانيا، وهو الثالث من نوعه للمجلس خلال ثلاثة أيام، لمناقشة توريد أسلحة أجنبية إلى كييف.
أوكرانيا.. دعم غربي
ودافعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول أخرى عن تقديم مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات لأوكرانيا، منذ اندلاع الحرب الروسية في 24 شباط/فبراير الماضي.
وأشادت أوكرانيا، الخميس، بهجوم مضاد خاطف قالت إنها استعادت خلاله السيطرة على مساحات شاسعة من أراضيها في الشرق والجنوب، بينما زار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن البلاد للتعهد بتقديم مزيد من المساعدات.
وقال سفير أوكرانيا لدى الأمم المتحدة سيرجي كيسليتسيا: "سنقاتل المحتلين حتى هزيمة الجنود الروس الذين دخلوا أوكرانيا لقتل شعبها".
ويصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغزو بأنه "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا، وحماية أمن بلاده بشكل استباقي ضد توسع حلف شمال الأطلسي.