نشرت صحيفة "أوبزيرفر" البريطانية، افتتاحية حول طالبة الدكتوراه الناشطة سلمى الشهاب التي حكم عليها في السعودية بالسجن لمدة 34 عاما لاستخدامها "تويتر". ودعت فيها مشجعي نادي "نيوكاسل يونايتد إلى وقفة" احتجاجية صامتة.
وقالت إن المباراة بين نادي نيوكاسل ومانشستر يونايتد، الأحد، تعتبر من أكثر المباريات مبيعا، ذلك أن مشجعي النادي يشعرون بالنشوة نظرا لتحسن حظوظ النادي بعد شراء الصندوق السيادي السعودي لناديهم، وازدادت الآمال بعودة أمجاد النادي. لكن وقوف 50,000 مشجع ينتظرون صفارة الحكم للبدء في المباراة، 60 ثانية صمتا سيكون مهما.
ما هو الهدف؟
تجيب الصحيفة بأنه من أجل التضامن مع الشهاب، طالبة الدكتوراه السعودية بجامعة ليدز التي حكمت عليها محكمة إرهاب سعودية بالسجن مدة 34 عاما لارتكابها "جريمة" استخدام "تويتر".
وتضيف أن وقوف المشجعين في وقت واحد ومتحدين سيكون بمثابة صوت واضح للمعاناة التي لم يسمعوا بها والتي عانت منها الشهاب في السجن، حيث عانت من انتهاكات متعددة. وستكون وقفة متلفزة ستبث حول العالم، وبطاقة حمراء للطغاة والجلادين في كل مكان. وستكون بمثابة بيان للحكام في السعودية أنه لا يمكن شراء كل شيء.
ما علاقة قضية الشهاب بكرة القدم؟
الجواب هو أن السعودية تستخدم الرياضة الدولية لتحسين صورة المملكة التي تنتقدها منظمات حقوق الإنسان. وأشارت إلى مباراة الملاكمة لبطل الملاكمة البريطاني أنطوني جوشوا في جدة ومباريات غولف "ليف" التي مولتها السعودية ومباريات "فورميولا 1".
وتمت إضافة نيوكاسل والدوري الإنكليزي الممتاز إلى هذه النشاطات. ولا أحد ينكر أن هذه النشاطات تسهم في حرف نظر الرأي العام عن سجل حقوق الإنسان، لكن المملكة ستواجه نقدا في المحافل الدولية مع زيادة صورتها ودورها في المنابر الرياضية، حيث سيتم التركيز على عدم تسامحها مع المعارضة.
ولمن لا يعرفون سلمى الشهاب التي سجنت لأنها أعادت نشر تغريدات، فهي متخصصة في مجال طب الأسنان، وهي ليست إرهابية ولا يمكن وصفها حتى بالناشطة. وبعد اعتقالها أثناء زيارة عائلية من بريطانيا التي تعيش فيها مع ولديها، فقد سجنت وأدينت بعد أشهر بتهمة "مساعدة الذين يحاولون إحداث اضطرابات وزعزعة استقرار الأمن القومي والمدني من خلال متابعة حسابات تويتر".
وأشارت إلى أن الاتهامات تعتبر غريبة والإجراءات القانونية لم تكن عادلة، والحكم غير منطقي. ويجب الإفراج عنها مباشرة مع اعتذار لكي تتمكن من العودة لدراستها وعائلتها. وعلى وزيرة الخارجية ليز تراس المنشغلة بالحملة على زعامة حزب المحافظين أن تجعل من قضية الشهاب أولوية.
وتزعم تراس أنها تدعم التغيير، وعليها تحديد موقف من السعودية أوضح من موقف رئيس الوزراء السابق. وعلى جامعة ليدز أن تهتم بطالبتها وكذا "تويتر" الشركة التي تملك السعودية فيها حصة.
وسواء كانت أمريكا وفرنسا تواجهان أزمة طاقة أم لا فإنه يجب عليهما التمهل في عمليات إعادة تأهيل السعودية.
ويجب أن تكون معاناة الشهاب في النهاية مسؤولية كل شخص محظوظ يعيش في ديمقراطية. وعلى كل من يثمنون حرية التعبير والحقوق الفردية أن يسألوا أنفسهم ما الذي يمكنهم عمله لمساعدة الشهاب. ودقيقة صمت في ملعب سانت جيمس ربما كانت البداية.