دفع هادي مطر -المتهم بطعن الروائي سلمان رشدي مؤلف رواية "آيات شيطانية" الأسبوع الماضي- ببراءته من تهمة الشروع في القتل من الدرجة الثانية وتهمة الاعتداء من الدرجة الثانية، وجددت المحكمة حبسه على ذمة القضية من دون إمكان الإفراج عنه بكفالة.
وكان هادي مطر (24 عاما) طعن سلمان رشدي -صاحب رواية "آيات شيطانية" يوم الجمعة الماضي- عندما كان رشدي يهم بإلقاء محاضرة على منصة في مركز تعليمي بالقرب من بحيرة إيري، واعتُقل مطر على الفور بعد الاعتداء، وقد دفع ببراءته أيضا خلال جلسة السبت الماضي.
ومثل مطر من جديد -في جلسة توجيه الاتهام اليوم الخميس- أمام محكمة مقاطعة تشاوتاكوا، بعد أن وجهت إليه هيئة محلفين كبرى في وقت سابق اليوم تهمة واحدة بالشروع في القتل من الدرجة الثانية تبلغ عقوبتها القصوى السجن 25 عاما، وتهمة أخرى بالاعتداء من الدرجة الثانية.
وأُودع مطر السجن منذ إلقاء القبض عليه، وظهر مرتديا ملابس رمادية مخططة وكمامة واقية من كوفيد-19 وكانت يداه مقيدتين.
وتحدد يوم 22 سبتمبر/أيلول المقبل موعدا تاليا لمثوله أمام المحكمة.
وفي وقت سابق، قال جيسون شميت -المدعي العام لمقاطعة تشاوتاكوا- إن المتهم بطعن رشدي مؤلف رواية "آيات شيطانية" الأسبوع الماضي، غرب المدينة، سيمثل أمام المحكمة بعد ظهر اليوم الخميس.
وأضاف شميت، في إشارة فيما يبدو إلى النتائج التي توصلت إليها هيئة محلفين تنظر في التهم الرسمية الموجهة لمطر، "لا أستطيع تأكيد طبيعة مثوله أمام المحكمة.. هذا البيان فقط للكشف عن عقد جلسة سرية".
وجاء الهجوم بعد 33 عاما من إصدار المرشد الإيراني -آنذاك- الخميني فتوى دعا فيها المسلمين إلى اغتيال رشدي العام اللاحق لنشر "آيات شيطانية".
ومنذ ذلك الحين، عاش الكاتب -الهندي المولد- تحت تهديد مكافأة ضخمة لمن يجهز عليه، بسبب الكتاب الذي يتضمن هجوما على الإسلام ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
وفي مقابلة نشرتها صحيفة "نيويورك بوست" (New York Post) أمس الأربعاء -التي أكدت أنها اتصلت بمطر وهو في السجن- قال مطر إنه "فوجئ" بنجاة سلمان رشدي من الهجوم.
ونقلت الصحيفة النيويوركية عن مطر قوله "أكنّ تقديرا لآية الله الخميني. أعتقد أنه شخص مميز. هذا كل ما يمكنني قوله بهذا الصدد"، مشيرة إلى أن وكلاء الدفاع عن الشاب نصحوه بعدم التكلم في هذا الموضوع.
ولم يقل مطر إذا ما كان هجومه جاء بإلهام من الفتوى. وأضاف أنه "قرأ بضع صفحات" من كتاب رشدي "آيات شيطانية" كما شاهد مقاطع فيديو للمؤلف على موقع "يوتيوب" (YouTube).
وأضاف مطر عن رشدي "أنا لا أحب هذا الشخص أبدا؛ إنه شخص هاجم الإسلام، لقد هاجم معتقداتهم (المسلمين) ومنظومات عقديتهم".
وتابع "إنه شخص هاجم الإسلام (…) إنه منافق".
وقالت الخارجية الإيرانية -الاثنين الماضي- إنه ينبغي عدم اتهام طهران بالضلوع في الهجوم. وأشارت شرطة نيويورك إلى اعتقاد أن مطر تصرف من تلقاء نفسه، وأن دوافعه لم تعرف بعد.
وقال ناثانيال بارون، محامي مطر الذي عينته المحكمة، إنه لم يكن يعلم أن صحيفة نيويورك بوست اتصلت بموكله لإجراء مقابلة، وإنه لم يصرح بأي محادثة لموكله مع مصادر خارجية.
يذكر أن مطر شيعي أميركي، من أصول لبنانية، وُلد في ولاية كاليفورنيا.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) عن ممثلي الادعاء قولهم إن مطر استقل حافلة إلى معهد تشاوتاكوا، حيث اشترى تذكرة لحضور محاضرة رشدي.
وقال وكيل أعمال رشدي إنه أصيب بجروح خطيرة في الهجوم، من بينها قطع في أعصاب إحدى ذراعيه وأضرار بالكبد وقد يفقد إحدى عينيه.
وأضاف لاحقا أن رشدي لم يعد محتاجا لجهاز التنفس الصناعي وأن حالته الصحية تتحسن.
تشديد إجراءات الأمن بمؤسسة تشاوتاكوا
وقد فرضت مؤسسة تشاوتاكوا (غربي نيويورك) -التي تعرض فيها رشدي للهجوم الأسبوع الماضي- إجراءات أمنية جديدة، من بينها طلب بطاقة هوية تحمل الصورة الشخصية والمرور عبر أجهزة الكشف عن المعادن قبل دخول مقراتها.
وعن الحادث الذي تعرض خلاله رشدي للهجوم، قال أفراد من الجمهور إنه لم تكن هناك عمليات تفتيش للحقائب أو أجهزة للكشف عن المعادن أو إجراءات أمنية من هذا القبيل. واشترى الحاضرون بطاقة دخول للمرور عبر البوابات الرئيسية ثم جرى مسح هذه البطاقات قبل الدخول إلى المسرح.
وقالت المؤسسة -عبر موقعها على الإنترنت- إنها ستطلب الآن بطاقة هوية تحمل الصورة الشخصية قبل دخول أي شخص، ثم سيتم إجراء فحص أمني إضافي في المقرات بواسطة أجهزة الكشف عن المعادن قبل دخول المسرح وأماكن أخرى.
وأضافت أنه لا يوجد تهديد وشيك جديد أو معروف، وأنها تنفذ بروتوكولات إضافية "بدافع الحذر الشديد".
وقالت المؤسسة أيضا إنها ستطبق سياسة "لا حقائب" في المسرح والأماكن المغلقة الأخرى.