أعلنت الولايات المتحدة، تقديم دعم عسكري جديد لأوكرانيا، يشمل أنظمة صاروخية ومسيرات، تزامنا مع دخول الحرب التي شنتها روسيا على جارتها الغربية شهرها السادس، وفقا لما نشرته شبكة "سي إن إن" الإخبارية.
وأعلن البيت الأبيض، يوم الجمعة، عن تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لحكومة كييف بقيمة 270 مليون دولار.
وأكد منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، أن الحزمة الجديدة ستشمل أنظمة صواريخ متوسطة المدى وطائرات بدون طيار.
وبهذه الحزمة الأخيرة، يرفع إجمالي المساعدة الأمريكية لأوكرانيا التي قدمتها إدارة جو بايدن منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا إلى 8.2 مليار دولار، وفقا لكيربي.
وتابع كيربي أن بايدن سيوافق على حزم مساعدات إضافية في الأسابيع والأشهر المقبلة.
وأوضح أن حزمة المساعدات الجديدة ستشمل 4 وحدات من النظام الصاروخي (HIMARS)، وذخيرة وأسلحة مضادة للدروع وطائرات بدون طيار من طراز "Phoenix Ghost"، إضافة إلى قطع غيار ومعدات أخرى.
مساعدات مستمرة
وفي السياق، أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، أن الكونغرس سيقر تقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا عند انتهاء المعونة الحالية البالغة 40 مليار دولار.
وأوضح سوليفان في منتدى "آسبن" الأمني، أن السلطات الروسية "يجب أن تدرك عدم جدوى الآمال بأن الولايات المتحدة والدول الأوروبية الكبرى ستفقد الاهتمام بالصراع في أوكرانيا وتحد من دعمها".
وأشار مستشار الأمن القومي الأمريكي إلى أن حزمة المساعدات لأوكرانيا البالغة 40 مليار دولار، لم يتم إنفاق جزء كبير منها حتى الآن، على حد تعبيره.
وقال سوليفان: "نعمل شهريا لشحن الأسلحة بوتيرة تسمح للأوكرانيين بإتقان استخدامها ونشرها في ساحة المعركة بأفراد مدربين ... وبعد ذلك، أنا متأكد من أنه سيكون هناك دعم من الحزبين في الكونغرس للإفراج عن هذه الموارد (الإضافية)، إذا لزم الأمر".
سيناريوهات الحرب
ومع دخول الغزو الروسية الأوكرانية، شهرها السادس، طرحت وسائل إعلام غربية سيناريوهات وتداعيات اتساع دائرة الحرب في أوكرانيا على أمن واستقرار العالم بأكمله، في حال خروج الصراع طويل الأمد عن نطاق السيطرة.
وأشار تقرير لمجلة "فورين أفريز" إلى أن "الخطوط الحمر" لم يتم تجاوزها حتى الآن من قبل روسيا ودول الغرب، رغم التصعيد العسكري الروسي داخل أوكرانيا، واستمرار دول الغرب في مد كييف بالمساعدات وفرض العقوبات على موسكو.
ولفتت إلى أن الولايات المتحدة ودول الغرب، ضبطت الدعم العسكري لأوكرانيا على أساس الالتزام بالتمييز بين "دفاع كييف عن نفسها" وبين "استهداف الداخل الروسي"، مؤكدة أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يريد أن تفوز أوكرانيا بالحرب "بشروطها وعلى أراضيها"، لكنه لا يريد أن تصبح الحرب "إقليمية".
ونبهت إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يقف على الجانب الآخر من رؤية بايدن، حيث كان "أكثر غموضا"، وتحدث عن "عواقب" للمساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا، ودعت أجهزته الإعلامية الرسمية إلى استهداف "عواصم أوروبية".
ورأت أن بوتين لا يستطيع "دخول حرب أوسع"، لافتقاد روسيا للقدرة "الاقتصادية والعسكرية" على تغيير نظام الحكم في أوكرانيا، وعدم قدرتها على "مواجهة القدرات العسكرية للناتو".
وطرحت المجلة سيناريو آخر لاتساع رقعة الحرب، حيث قد تستهدف أوكرانيا العمق الروسي بضربات محددة لأهداف عسكرية، ولكن خطورة هذا الأمر تكمن في أن تصيب هذه الضربات، عن طريق الخطأ، "هدفا مدنيا رئيسيا داخل روسيا"، ما قد يتسبب في "رد عسكري روسي قد يمتد إلى داخل أراضي دول الناتو".
وقد يتسبب قيام روسيا بشن "هجمات سيبرانية على البنية التحتية الحيوية في أوروبا والولايات المتحدة"، في "اتساع دائرة الصراع".
ورأت أن التصعيد النووي رغم أنه "غير مرجح" فإنه يظل في نطاق الاحتمال، حتى لو لم يتخذ أي من الطرفين "قرارا متعمدا بذلك"، مؤكدة أن "خروج الحرب في أوكرانيا عن نطاق السيطرة" سوف يتسبب في حرب كبرى تستمر لسنوات، وتتسبب في "فوضى في العالم بأسره".