حذَّر الرئيس الصيني شي جينبينغ، الجمعة 18 مارس/آذار 2022، نظيره الأمريكي جو بايدن، من احتمالية حدوث مواجهات مباشرة بين الدول، مشدّداً على أن النزاعات العسكرية ليست "من مصلحة أحد"، داعياً إلى إنهاء الحرب بأوكرانيا في أقرب وقت ممكن.
جاء ذلك خلال مكالمة هاتفية بين الزعيمين عبر تقنية الفيديو، وقال البيت الأبيض إن تلك المحادثة استمرت أقل قليلاً من ساعتين.
حيث قال شي: "العلاقات بين الدول يجب أن لا تصل إلى مرحلة المواجهة والصدام العسكري. الحرب والصدام لا يخدمان مصلحة أحد، والسلام والأمن هما الكنزان الرئيسان للمجتمع الدولي"، طبقاً لما أوردته وكالة الأنباء الصينية.
شي أضاف: "كأعضاء دائمين في مجلس الأمن وكدولتين تمتلكان الاقتصادين الأكبر في العالم يجب أن لا نقود العلاقات بين الصين وأمريكا إلى الطريق الصحيح فحسب، ولكن علينا أن نتحمل مسؤولياتنا الدولية وأن نبذل جهوداً لتحقيق السلام والهدوء حول العالم".
فيما أردف الرئيس الصيني قائلاً: "العالم ليس مكاناً آمناً ولا هادئاً"، مضيفاً: "الأزمة الأوكرانية أمر لا نريد رؤيته".
مواصلة الحوار والمفاوضات
بحسب وسائل الإعلام الرسمية الصينية، تابع شي: "الأولويات القصوى الآن هي مواصلة الحوار والمفاوضات، وتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين، ومنع حدوث أزمة إنسانية، ووقف القتال وإنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن".
كما قال الرئيس الصيني إنه يتعين على جميع الأطراف دعم الحوار والمفاوضات بين روسيا وأوكرانيا بشكل مشترك، بينما يتعين على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إجراء محادثات مع روسيا لحل "جوهر" الأزمة الأوكرانية، وتبديد المخاوف الأمنية لكل من روسيا وأوكرانيا.
كان الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الأمريكي والصيني قد بدأ في الساعة الـ13.03 ت.غ واستمرت حتى الساعة الـ14.53 ت.غ، بحسب البيت الأبيض الذي لم يكشف عن مضمونها على الفور.
يأتي هذا الاتصال الهاتفي، الذي كشف عنه البيت الأبيض لأول مرة يوم الخميس 17 مارس/آذار، في لحظة فارقة بالعلاقات الأمريكية الصينية، وكذلك في الصراع بأوكرانيا، حيث نجحت القوات المحلية حتى الآن في التصدي لمحاولات القوات الروسية التي تفوقها عدداً فرض سيطرتها على أي من المدن الأوكرانية الكبرى.
كذلك، تأتي هذه المكالمة بعد أن أجرى مستشار الأمن القومي الأمريكي، جاك سوليفان، محادثات استمرت سبع ساعات في روما مع الدبلوماسي الصيني يانغ جيتشي يوم الإثنين 14 مارس/آذار.
مخاوف وتحذيرات أمريكية
فقد أثار سوليفان خلال الاجتماع مخاوف بشأن انحياز الصين إلى روسيا. وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن إن سوليفان كان صريحاً مع يانغ بشأن "التداعيات والعواقب المحتملة" على بكين إذا ما قدمت الدعم لموسكو.
فيما أصدرت إدارة بايدن تحذيرات، منها ما كان في العلن، ومنها ما كان في محادثات خاصة، بأن بكين ستواجه عواقب وخيمة إذا قدمت الدعم لحرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
حيث قال أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، في إفادة صحفية، مساء الخميس: "سيتحدث الرئيس بايدن مع الرئيس شي، وسيوضح أن الصين ستتحمل مسؤولية أي إجراءات تتخذها لدعم العدوان الروسي، ونحن لن نتردد في تحميلها التكاليف".
بلينكن أضاف: "نشعر بالقلق من أنهم يفكرون في مساعدة روسيا بشكل مباشر بعتاد عسكري في أوكرانيا"، ليؤكد رسمياً لأول مرة، تقارير وردت في وقت سابق، مفادها أن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن الصين أبدت استعدادها لتزويد موسكو بمثل هذا الدعم.
بينما لم يوضح بلينكن ماهية التكاليف التي قد تتحملها الصين، ولم تقدم واشنطن بعد دليلاً على المزاعم بأن الصين أبدت استعدادها لمساعدة روسيا. ونفت موسكو طلب مساعدة عسكرية من الصين، ووصفت وزارة الخارجية الصينية المزاعم بأنها "معلومات مضللة".
كانت جين ساكي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، قد وصفت، في تصريحات سابقة، المكالمة بأنها "فرصة للرئيس بايدن لتقييم موقف الرئيس شي"، مضيفة: "حقيقة أن الصين لم تستنكر ما تفعله روسيا وعدم إدانة الصين ما تفعله روسيا في حد ذاته تعني الكثير".