[ بوتين يشرف على تدريبات عسكرية تشمل إطلاق صواريخ باليستية ]
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، اعتراف بلاده باستقلال إقليمي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا، رغم تحذيرات الغرب من أنّ الخطوة قد تعود على موسكو بعقوبات واسعة.
ووقع بوتين على مرسومين باعتراف روسيا، بالمنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، دونيتسك، ولوغانسك كجمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، كما وقع مع قادتهما الموالين لموسكو اتفاقيات صداقة ودعم مشترك.
وقال بوتين "أعتقد أنه من الضروري اتخاذ قرار تأخّر كثيراً، بالاعتراف فوراً باستقلال وسيادة كلّ من جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية"، قبل أن يبثّ التلفزيون الرسمي لقطات لتوقيعه في الكرملين مع زعيمي المنطقتين الانفصاليتين على اتفاقيات للتعاون المشترك.
وكان زعيما المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا طالبا بوتين الاثنين بالاعتراف باستقلال "جمهوريتيهما" وإقامة "تعاون دفاعي".
ووجه النواب الروس في 15 فبراير الجاري، دعوة إلى بوتين للاعتراف باستقلال المناطق الانفصالية الأوكرانية المدعومة من موسكو، والتي تشهد مواجهات مع الجيش الأوكراني في شرق هذا البلد منذ ثماني سنوات، بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014.
ويتهم الغربيون موسكو، التي نشرت وفقا لهم حوالى 150 ألف جندي على الحدود الأوكرانية، بالبحث عن ذريعة لتبرير تدخل مسلح.
وتوالت التحذيرات لروسيا من الاعتراف بالجمهوريتين الانفصاليتين، فيما أكدت الولايات المتحدة أنّ الخطوة ستمثّل "انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي".
وعقب الإعلان عن قرار بوتين، قال الاتحاد الأوروبي إنه سيرد "بحزم" على اعتراف موسكو باستقلال الانفصاليين الأوكرانيين.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين إن "الاعتراف بدونيتسك ولوغانسك خرق للقانون الدولي وسيادة أوكرانيا".
وأعلن مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل: أن "الاتحاد وحلفاؤه سيردون بصورة موحدة وحازمة على قرارات بوتين".
واعتبر رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون اعتراف روسيا باستقلال المنطقتين الأوكرانيتين "انتهاكا لوحدة أراضي أوكرانيا، ومؤشر آخر على أن الأمور تسير في الاتجاه الخاطئ".
وقال جونسون خلال مؤتمر صحفي إنّ اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقلال الانفصاليين الموالين لروسيا يعدّ "تنصّلاً من عملية واتفاقيات مينسك" التي أبرمت في 2015 لإحلال السلام في أوكرانيا.
وأضاف: "سأتصل بالرئيس الأوكراني الآن لأعلن تضامن بريطانيا معه".
وقال الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي: "ناقشت مع الرئيس الأميركي ، جو بايدن، أحداث الساعات الأخيرة".
وأضاف زيلينسكي: "سنعقد اجتماعا لمجلس الأمن القومي لبحث التطورات الأخيرة".
وقطع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، زيارته إلى الكونغو وقرر العودة إلى نيويورك بسبب الأزمة الأوكرانية.
ويأتي قرار بوتين الأخير، في وقت أظهرت صور الأقمار الصناعية عمليات نشر جديدة للمدرعات والقوات الروسية بالقرب من أوكرانيا، حيث زاد التوتر بعد أن أعلنت وزارة الدفاع في بيلاروس أن روسيا ستمدد التدريبات العسكرية على أراضيها والتي كان من المقرر أن تنتهي الأحد.
وفي نفس السياق، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لمحطة (سي إن إن) إن جميع الدلائل تشير إلى أن روسيا على وشك الغزو، لكن روسيا نفت مرارا وجود مثل تلك الخطط.
وأضاف بلينكن "كل ما نراه يشير إلى أن هذا أمر في غاية الخطورة، بأننا على وشك غزو"، موضحا أن الغرب مستعد بشكل متواز إذا أقدمت موسكو على تنفيذ الغزو.