أعلن الاتحاد الأوروبي، الخميس، أن المفاوضات النووية مع إيران ستستأنف في فيينا الأسبوع المقبل، في حين عبرت طهران عن استعدادها للتوصل إلى اتفاق "جيد ومستدام".
وقال المتحدث باسم الاتحاد للشؤون الخارجية بيتر ستانو إن اجتماعا وزاريا سيعقد عندما يتم التوصل إلى اتفاق. وتأتي هذه المحادثات ضمن الجولة الثامنة التي بدأت نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي.
من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان استعداد بلاده للتوصل إلى اتفاق "جيد ومستدام ويمكن الوثوق به".
وأعرب عبد اللهيان -في اتصال هاتفي مع نظيره الياباني يوشيماسا هياشي- عن تقديره لإعلان طوكيو استعدادها للعمل على تقديم الدعم للمفاوضات النووية في فيينا.
ونقلت الخارجية الإيرانية عن هياشي قوله إنه على جميع الأطراف في فيينا استغلال الفرصة الحالية للتوصل إلى اتفاق، مشددا على ضرورة أن تقوم جميع الأطراف بإجراءات جدية بهدف الالتزام بتعهداتها في الاتفاق النووي.
على صعيد آخر، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journal) نقلا عن مسؤولين أميركيين أن إدارة الرئيس جو بايدن ترى أن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران قد يسمح لها بتخزين ما يكفي من الوقود النووي لصنع قنبلة في فترة لا تتجاوز عاما.
وأضاف المسؤولون الأميركيون أن الإدارة خلصت إلى أن إيران قطعت شوطا كبيرا في برنامجها النووي لإعادة إنشاء ما يعرف بفترة الاختراق لاتفاقية 2015.
غير أنهم اعتبروا أن التوصل إلى اتفاق معدل، في وقت قريب، سيعطي واشنطن وحلفاءها ما يكفي من الوقت للرد على التقدم الذي أحرزته.
وأشارت الصحيفة إلى أن تقليص وقت الاختراق بأي اتفاق يثير شكوكا حول قدرة إدارة بايدن على التفاوض بشأن التوصل إلى صفقة أطول توقف بناء الأسلحة النووية، وتؤدي إلى كسب الدعم السياسي في واشنطن وبين الحلفاء الأوروبيين.
وكان وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قال إن بلاده تعمل من أجل تقريب وجهات النظر في مفاوضات النووي الإيراني.
وقد نقل موضع "أكسيوس" عن الوزير القطري أن فشل الاتفاق النووي يعني رؤية سباق تسلح في المنطقة، وهذا ما لا تريده الدوحة.
وتخوض إيران مباحثات لإحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي المبرم عام 2015 مع القوى التي لا تزال منضوية فيه (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، الصين). وتشارك الولايات المتحدة بشكل غير مباشر فيها.
وبدأت مفاوضات فيينا في أبريل/نيسان الماضي من أجل إحياء الاتفاق النووي الإيراني، وبعد تعليقها نحو 5 أشهر ابتداء من يونيو/حزيران، تم استئنافها أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
وتشدد طهران على أولوية رفع العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها عليها بعد انسحاب الأخيرة من الاتفاق، والحصول على ضمانات بعدم تكرار هذا الانسحاب.
في المقابل، تركز الولايات المتحدة والقوى الأوروبية على أهمية عودة إيران لاحترام كامل التزاماتها بموجب الاتفاق، التي بدأت في التراجع عنها عام 2019 ردا على انسحاب واشنطن أحادي الجانب.