الكثير من رؤساء وحكام العالم تعرضوا لعمليات اغتيال، ولكن القليل منهم من تعرضوا لذلك على الملأ أمام العالم بأسره، أثناء احتفالهم بمناسبة كبرى، أو خلال تواجدهم بأحد المؤتمرات.
مجلة «التحرير» المصرية رصدت في هذا التقرير، عدداً من الرؤساء والحكام الذين تعرضوا للاغتيال على الهواء..
الرئيس المصري محمد أنور السادات
اغتيال «السادات» أو حادث «المنصة»، وقع خلال عرض عسكري أُقيم بمدينة نصر بالقاهرة في 6 أكتوبر 1981، احتفالاً بالانتصار الذي تحقق خلال حرب أكتوبر 1973.
بدأ العرض العسكري، وجلس الرئيس السادات وإلى يمينه نائبه محمد حسني مبارك، ثم الوزير العُماني شبيب بن تيمور مبعوث السلطان قابوس، وإلى يساره المشير عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع، ثم سيد مرعي، ثم عبد الرحمن بيصار شيخ الأزهر في ذلك الوقت، كان الحاضرون يستمتعون بمشاهدة العرض، وتقدم قائد طابور المدفعية لتحية المنصة، وحوله عدد من راكبي الدراجات النارية، وفجأة توقفت إحدى الدّراجات بعد أن أصيبت بعطل مفاجئ، ونزل قائدها وراح يدفعها أمامه، لكن سرعان ما انزلقت قدَمه، ووقع على الأرض، والدّراجة فوقه فتدخّل جندي كان واقفًا إلى جوار المنصة، وأسعفه بقليل من الماء.
عندما توقفت سيارة خالد الإسلامبولي، ظن الجميع أنها تعطّلت، كما تعطّلت الدّراجة النارية، وقد أصبحت السيارة أمام المنصة تمامًا، وفي لحظات وقف القناص حسين عباس، وأطلق دفعة من الطلقات، استقرت في عنق السادات، بينما صرخ خالد الإسلامبولي بالسائق يأمره بالتوقف، ونزل مسرعًا من السيارة، وألقى قنبلة ثم عاد وأخذ رشاش السائق وطار مسرعًا إلى المنصة، كان السادات قد نهض واقفًا بعد إصابته في عنقه وهو يصرخ، بينما اختفى جميع الحضور أسفل كراسيهم، وتحت ستار الدخان، وجّه الإسلامبولي دفعة طلقات جديدة إلى صدر السادات، في الوقت الذي ألقى فيه كل من عطا طايل بقنبلة ثانية، لم تصل إلى المنصة، ولم تنفجر، وعبدالحميد بقنبلة ثالثة نسي أن ينزع فتيلها فوصلت إلى الصف الأول ولم تنفجر هي الآخرى.
بعدها قفز الثلاثة وهم يصوّبون نيرانهم نحو الرئيس، وكانوا يلتصقون بالمنصة يمطرونه بالرصاص، فيما ارتفع صوت الأسلامبولي يؤكد أنهم لا يقصدون أحدًا إلا السادات.
بعدها انطلقوا يركضون عشوائيًًا، تطاردهم عناصر الأمن المختلفة، وهي تطلق النيران، وحُكم على الأسلامبولي بالإعدام رميًا بالرصاص لاحقًا في أبريل 1982.
الرئيس الجزائري محمد بوضياف
هو أحد كبار رموز وقادة الثورة الجزائرية، وهو الرئيس الرابع للدولة الجزائرية، ولد في 23 يونيو 1919، بمدينة المسيلة، ولُقب بالسي الطيب الوطني، وهو اللقب الذي أطلق عليه خلال الثورة الجزائرية.
وقد اغتيل بينما كان يُلقي خطابًا بدار الثقافة، بمدينة عنابة، 29 يونيو 1992، حيث أطلق عليه الرصاص أحد حراسه، ويُدعى مبارك بومعرافي، وكان ملازم في القوات الخاصة الجزائرية.
ظلت ملابسات الاغتيال غامضة، واتهم فيها البعض المؤسسة العسكرية في البلاد، نظرًا لنية «بوضياف» مكافحة الفساد.
وبعد أقل من أسبوع على اغتياله، شكلت لجنة تحقيق في تلك الجريمة السياسية يوم 4 يوليو، لكنها لم تظهر إلا في مناسبة واحدة، عندما عرضت شريطًا يصور ما حدث لحظة الاغتيال، ثم اختفت بعد ذلك.
وتم اتهام «بومعرافي» رسميًا بالاغتيال، واعتبر ذلك منه تصرفًا فرديًا معزولًا، وقُدم للمحاكمة وقُضي عليه بالإعدام، لكنه لم ينفذ فيه.
رئيسة وزراء باكستان بينظير بوتو
كانت «بوتو» أول امرأة في بلد مسلم تشتغل منصبها، وهي ابنة السياسي ورئيس باكستان السابق ذو الفقار علي بوتو، من مواليد مدينة كراتشي بإقليم السند، حيث نصبت رئيسة وزراء باكستان لفترتين (1988-1990؛ 1993-1996)، ثم أصبحت زعيمة حزب الشعب الباكستاني المعارض، وكانت تعد للانتخابات المقرر عقدها في يناير 2008.
يوم 19 أكتوبر 2007، استهدف موكبها تفجيرين انتحاريين في كراتشي، أدى إلى مقتل 125 شخص، لكن بينظير لم تصب بسوء، وفي 27 ديسمبر من العام نفسه نجحت محاولة جديدة في اغتيالها بعد خروج بينظير من مؤتمر انتخابي لمناصريها في روالبندي.
وقفت «بوتو» في فتحة سقف سيارتها لتحية الجماهير المحتشدة، فتم إطلاق النار عليها وقُتلت برصاص في العنق والصدر، تبعها عملية تفجير قام بها انتحاري يبعد عنها 25 مترًا، وقد هزّ الانفجار المنطقة التي كان يمرّ بها موكبها، وأُعلن وقتها أنّها غادرت الموكب، ثم أعلن زوجها لمحطات محلية إنّها أصيبت بجروح بالغة، وبعدها بدقائق تم إعلان وفاتها.
الرئيس الأمريكي جون كينيدي
في 22 نوفمبر 1963، كان الرئيس الأمريكي جون كينيدي، يسير في موكبه الرئاسي عبر شوارع «تكساس»، بسيارة مكشوفة، برفقة زوجته جاكلين كينيدي، وحاكم الولاية جون كونالي.
وبينما يسير في موكبه؛ انطلقت الرصاصة الأولى لتخترق عنق الرئيس من الخلف، وتمرّ عبر حنجرته، وتصيب حاكم ولاية تكساس، ثم انطلقت الرصاصة الثانية لتصيب جمجمة الرئيس وتلطخ جاكلين بالدماء، وهنا انطلقت الرصاصة الثالثة، ثم اندفع رجل الأمن المرافق ودفع زوجة كينيدي إلى مقعدها ورمى نفسه فوقها كي لا تُصاب بالرصاص، توقفت سيارة الرئيس وأصيب السائق بالتجمد، واندفعت سيارة الرئيس باتجاه مستشفى «باركلاند»، وفور وصوله توفى الرئيس كينيدي.
أُدين «لي هارفي أوسولد» بارتكاب الجريمة، وقد قُتل «أوسولد» بعد يومين على يد اليهودي «جاك روبي» أمام مرأى من الملايين الذين كانوا يشاهدون التلفاز، وذلك قبل انعقاد المحاكمة.
الرئيس الشيشاني أحمد قديروف
ولد أحمد قديروف في كازاخستان عام 1951، وكانت أسرته ضمن الأسر التي قام الزعيم السوفييتي السابق ستالين، بترحيلها من الشيشان خلال الحرب العالمية الثانية، درس قواعد الدين الإسلامي في جمهورية أوزبكستان السوفيتية، خلال فترة الثمانينات، ثم ظهر إلى السطح عام 1989، عندما تولى رئاسة أول معهد للدين الإسلامي في شمال القوقاز، ثم عُين مفتيًا للشيشان عام 1993، وكان بمثابة الرجل الذي كانت الحكومة الروسية تأمل في أن يرسي قواعد الاستقرار في الشيشان التي مزقها الصراع مع المجاهدين.
ووقع انفجار ضخم يوم 9 مايو 2004، في ملعب «دينامو بجروزني»، خلال الاحتفال بيوم النصر، مما أدى إلى مصرع الرئيس الشيشاني، واثنان من حرسه، ورئيس مجلس الجمهورية حسين عيسايف، وقد أسفر الانفجار عن مقتل ما لا يقل عن 32 شخصًا، بينهم مصور صحفي يعمل مع وكالة رويترز، وجرح نحو 46 آخرين بينهم القائد العسكري الروسي في القوقاز الجنرال فاليري بارنوف، وقد تبني القائد الشيشاني شامل باساييف عملية اغتيال الرئيس.