بدأ، مساء الاثنين، اجتماع اللجنة المشتركة لأطراف الاتفاق النووي، وهي إيران وروسيا والصين وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، لتنطلق بذلك الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا النووية الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي رسمياً.
ويشارك في اجتماع اللجنة المشتركة رؤساء الوفود. وعادة تلتئم اللجنة في مستهل كل جولة ونهايتها.
واستبقت الوفود الاجتماع بلقاءات ثنائية ومتعددة الأطراف.
وتحدّث مندوب الصين في مفاوضات فيينا، وانغ تشون، عن احتمال التوصل إلى اتفاق قبل نهاية يناير/كانون الثاني، مشيرا إلى أن الجولة الثامنة من المفاوضات ستركز على مسألة رفع العقوبات.
وفي السياق، أجرى كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، لقاء ثلاثيا مع الوفدين الصيني والروسي، فضلا عن لقاء آخر مع منسق المفاوضات نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا.
وقال كبير المفاوضين الإيرانيين، خلال توجهه إلى فندق "قصر كوبرغ" للمشاركة في اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، إنه "متفائل" حول نتيجة المفاوضات، مضيفا أنه لو لم يكن متفائلا لما شارك في المفاوضات.
وقبيل الاجتماع، غرد المندوب الروسي في المفاوضات ميخائيل أوليانوف قائلا إنه التقى مورا وناقشا "سبل المضي قدما في الجولة الجديدة" الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي.
كما قال مندوب روسيا في تغريدة إنه التقى رئيس الوفد الأميركي روبرت مالي قبيل اجتماع اللجنة المشتركة، مضيفا أنهما بحثا عددا من القضايا المطروحة في المفاوضات.
كما أجرى كبير المفاوضين الإيرانيين لقاء مع رئيس الوفد الفرنسي في المفاوضات.
ويأتي هذا اللقاء على وقع اتهامات إيرانية للوفد الفرنسي بعرقلة مسار المفاوضات.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الخميس الماضي، في مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي فؤاد حسين: "لا نرى توجهات بعض الدول الأوروبية، خاصة فرنسا، خلال المفاوضات، أنها بناءة، نتوقع من الطرف الفرنسي أن يلعب دوراً بناءً".
وعشية انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات، نقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن مصدر مقرب من فريق إيران التفاوضي قوله إنه "بعد الاتفاق حول القضايا الشكلية للمفاوضات خلال الجولة السابقة، من المقرّر أن يخوض المفاوضون في هذه الجولة في المضمون".
وتبحث الجولة الجديدة من مفاوضات فيينا مسودة الخطوات النووية التي أعدها المفاوضون خلال الجولة السابعة.
وتتضمن المسودة جميع النقاط الخلافية بشأن الخطوات التي ينبغي أن تقوم بها طهران للعودة إلى التزاماتها النووية، فيما يشكل البحث عن حلول لهذه النقاط أحد أهم أجندة الجولة، فضلا عن استكمال مسودة رفع العقوبات التي ظلت غير مكتملة خلال الجولة السابقة.
وأمس، الإثنين، أكد أمير عبد اللهيان، وفق التلفزيون الإيراني، أنه "من أجندة المفاوضات الجارية رفع العقوبات، والتحقق من ذلك، والحصول على ضمانات" من الولايات المتحدة بعدم الخروج مرة أخرى من الاتفاق.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، اليوم الاثنين، إن بلاده "مستعدة للوصول إلى اتفاق جيد، ونذهب إلى فيينا للتوصل إلى النتيجة".
ودعا خطيب زادة الطرفين الأميركي والأوروبي إلى "العودة لفيينا بجدية وإرادة للوصول إلى اتفاق جيد"، قائلاً إن "الترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا)، لم تظهر أي جدية وإرادة خلال الجولات السابقة".