أطلق نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة للتدوين عن معتقلي سجن العقرب المصري سيء السمعة، بعد تداول أنباء عن انتشار أعراض الكورونا بينهم، وامتناع السلطات عن تقديم أية رعاية طبية لهم.
وكانت منصة "نحن نسجل" الحقوقية قد نشرت، الأحد، بيانا أكدت فيه أن باحثيها رصدوا خلال العشرة أيام الماضية وجود حالات اشتباه بالإصابة بفيروس كورونا داخل أكثر من عنبر من عنابر سجن 992 شديد الحراسة والمعروف باسم سجن "العقرب1".
ووفق المنصة فإن إدارة السجن تمتنع عن تقديم الرعاية الصحية اللازمة للمعتقلين المصابين، وهو ما يضعهم تحت وطأة خطر المضاعفات الصحية للمرض واحتمالية الوفاة.
وشهد سجن "العقرب1" يوم الخميس الماضي وفاة النائب البرلماني حمدي حسن، في ظروف وصفتها المنصة بأنها "غير معلومة"، وعلق ابنه براء على الظروف المتردية للعقرب بقوله: "معتقلون ممنوعون من كل شيء، لا يصدقنا أحد ولكن هذه هي الحقيقة التي للأسف دفع ثمنها والدي، هم ممنوعون من التريض والرعاية الصحية والطعام وزيارة أهاليهم، لماذا هذا القهر؟ وعلى ماذا يعاقبون بهذه البشاعة؟ افتحوا الزيارة لمعتقلي العقرب هذا كل ما نطلبه".
وعبر وسم "سجن العقرب" و"أنقذوا معتقلي العقرب" انتقد النشطاء تقاعس السلطات الأمنية عن تقديم أي رعاية صحية للمعتقلين، ومنعها لذويهم من إدخال الأدوية أو حتى أطعمة لائقة (وفق شهادات الأهالي لـ "عربي21" فإنه يتم إدخال الأطعمة مرة واحدة في الشهر بعد خلطها وهرسها بأيدي المجندين وتحويلها إلى كتلة من العجين المختلط التي لا تتقبلها أي نفس).
كما انتقد النشطاء سياسة إدارات السجون المصرية في قتل المعتقلين ببطء، عبر منعهم من التريض والتعرض للشمس مما يصيبهم بالعديد من الأمراض، بالإضافة إلى حبسهم انفراديًا لسنوات عدة (وذلك بالمخالفة للقانون، الذي ينص على أن الحبس الانفرادي يتم كعقوبة لمدة شهر واحد فقط ولمن يقل عمره عن ستين عاما، وذلك في المادة 43 من قانون تنظيم السجون) وهو ما يؤثر على صحتهم النفسية والجسدية أيضًا.
وأشار العديد من الأهالي إلى أن ذويهم قد تجاوزوا الستين عاما ويتم حبسهم انفراديا منذ 8 سنوات وحتى الآن، ومنعهم من الزيارة منذ خمس سنوات.
وندد النشطاء والعديد من أهالي المعتقلين بتدني ظروف الاحتجاز في السجون المصرية، بالإضافة إلى إغلاق الزيارة لمدد تزيد عن خمس سنوات، كما أشار الأهالي إلى أن هناك عنابر كاملة في سجن العقرب قد حصلت على أحكام قضائية وبالتالي فإن المعتقلين بها لا يخرجون مطلقًا لحضور جلسات أو محاكمات، وأصبح هؤلاء المعتقلون في معزل كامل عن العالم لا يعرف عنهم ذووهم أي شيء، حيث كانت الجلسات هي المنفذ الوحيد لرؤية ذويهم.
وقد أشارت منصة "نحن نسجل" أيضًا إلى أن سجن العقرب يعد واحدًا من أسوأ السجون المصرية من حيث معايير السلامة والأمن، وأن إدارته تخالف كل اللوائح والقوانين المنظمة لقطاع السجون، حيث تمنع الزيارات عن بعض المعتقلين منذ 2016، وعن كل معتقلي العقرب منذ 2018.
وطالب ذوو المعتقلين عبر الوسوم بتوقيع الكشف الطبي على جميع المعتقلين وتوفير الرعاية اللازمة لهم خاصة مع أنباء تفشي الكورونا، كما طالبوا بإعادة فتح الزيارة للسجناء وفقا لما ينص عليه القانون.
وأعرب العديد من النشطاء عن شعورهم بالأسى والحزن، عقب اطلاعهم على مطالبات الأهالي بفتح الزيارة فقط لذويهم، قائلين: "مأساة أن يصبح طموح الأسر هو فتح الزيارة، كيف لأي إنسان شريف وعنده إنسانية وكرامة أن يشارك أو يتواطأ، أو يصمت على وضع مأساوي، يصل بالأسر أن يكون مطلبها ليس الإفراج بل فقط فتح الزيارة!".
في ذات السياق نشرت صفحة "خمسة بالمصري" السياسية الساخرة، مقطعًا عن ادعاءات الإعلام المحلي وترويجه لصورة مغايرة تماما لواقع السجون المصرية، والذي يصف المعتقلين بأنهم "نزلاء" وأن السجون أصبحت شبيهة بـ "المنتجعات الفندقية" وأن إدارات السجون توفر العلاج للمعتقلين في "مستشفيات خاصة".