[ الوفد القطري وصل كابل بطلب من طالبان للمساعدة في استئناف العمل بمطارها عقب انسحاب القوات الأميركية (الجزيرة) ]
حطّت طائرة قطرية تحمل على متنها فريقا فنيا في كابل اليوم الأربعاء لمناقشة استئناف عمليات الملاحة في مطار العاصمة الأفغانية، وبحث تقديم المساعدة بعد سيطرة طالبان وانسحاب القوات الأجنبية.
وقال مراسل الجزيرة إن وفد الخبراء الفنيين القطري وصل كابل لبحث استئناف عمل المطار بطلب من حركة طالبان التي دعت أيضا موظفي إدارة الطيران المدني الأفغانية لاستئناف عملهم وتقييم الخسارة التي لحقت بمطار كابل بعد انسحاب القوات الأجنبية.
وكان وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني دعا طالبان في مؤتمر صحفي في الدوحة اليوم الأربعاء إلى ضمان "ممر آمن" للراغبين في الخروج من هذا البلد بعد الانسحاب الأميركي.
ويتركّز الاهتمام على مطار كابل وكيفية إبقائه مفتوحا، وعلى سماح طالبان للراغبين في الخروج من البلد من دون عوائق ما أن تعود حركة الملاحة.
القوات الأميركية خربت قبل انسحابها من مطار كابل معدات وطائرات لتفويت فرصة استفادة طالبان منها (الجزيرة)
وخلال الأسابيع الماضية، لعبت قطر دورا رئيسيا في تأمين ممر آمن لخروج عشرات الآلاف من كابل نحو دول أخرى، من بينها الولايات المتحدة. كما أنّها تستضيف قادة من طالبان، وقد سهّلت إجراء محادثات بين الحركة وواشنطن، التي أعلنت سحب آخر جنودها من أفغانستان الاثنين الماضي بعد 20 عاما على وجودها العسكري فيها.
حكومة طالبان
في سياق متصل، قال مصدر في حركة طالبان للجزيرة إن الحكومة الأفغانية الجديدة ستعلن في غضون أيام ولن تضم مسؤولين من الحكومة السابقة.
وأكد المصدر أن أعضاء الحكومة السابقة لن يشاركوا في الحكومة الجديدة التي قال إنها ستحظى بدعم الداخل والخارج.
ومع ترقب تشكيلة الحكومة المقبلة، استعرضت طالبان قواتها في قندهار ضمن احتفالات بانسحاب القوات الأميركية من البلاد، في وقت أعلن فيه مسؤول في الحركة فشل المفاوضات لحل قضية بنجشير سلميا.
وشهدت مدينة قندهار عرضا عسكريا، نظمه مقاتلو طالبان على متن عربات عسكرية ومدنية من وسط المدينة إلى منطقة التجمع في ملعب الكريكت الذي حلقت فوقه مروحية عسكرية في أكثر من مناسبة. ويصف المشاركون في هذه الاحتفالات انسحاب القوات الأميركية بالاستقلال الجديد للبلاد.
فشل مفاوضات
من جانبه قال رئيس لجنة الدعوة والإرشاد في حركة طالبان أمير خان متقي -في رسالة صوتية- إن الحركة حاولت، وبكل جدية، حل قضية بنجشير عبر المحادثات والوسطاء، لكنها فشلت.
وقال خان متقي إن الحركة تطالب أهالي بنجشير بوقف القتال، والانضمام لحركة طالبان.
وكانت طالبان أعلنت توجه مئات من مقاتليها إلى ولاية بنجشير للسيطرة عليها، بعد رفض مسؤولي الولاية المحليين تسليمها بشكل سلمي، وبالتوازي فتحت الحركة قنوات اتصال مع أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود، لتسليم الولاية الوحيدة الخارجة عن سيطرتها، ودارت مفاوضات بين الطرفين خلال الأيام الماضية بهذا الشأن.
وفي 19 أغسطس/آب الماضي، نشر أحمد مسعود مقالا بصحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post) الأميركية، أعلن فيه انطلاق ما وصفها بـ"مقاومة المجاهدين" ضد سيطرة طالبان على البلاد، وطلب فيه بشكل صريح دعما غربيا لما أسماها "المقاومة الوطنية".