طالبان تكثّف المشاورات لتشكيل الحكومة وفرنسا وبريطانيا تسعيان لإقامة "منطقة آمنة" في كابل
الملا عبد الغني برادر (الوسط جلوسا) كان في كابل وعاد مجددا إلى قندهار للتشاور بشأن تشكيل الحكومة (رويترز)
تكثّف حركة طالبان المشاورات بشأن تشكيل حكومة جديدة في أفغانستان، في حين تستعد فرنسا وبريطانيا لعرض مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى إقامة منطقة آمنة في كابل.
فقد أفاد مراسل الجزيرة في قندهار (جنوبي أفغانستان) بأن رئيس المكتب السياسي لطالبان الملا عبد الغني برادر، وصل المدينة وبصحبته عدد من قادة الحركة.
وقالت مصادر للجزيرة إن زيارة هذا الوفد تهدف إلى إجراء مشاورات مع قادة في الحركة وفاعلين محليين بشأن جهود تشكيل الحكومة المقبلة في أفغانستان، وأضافت المصادر أن مسؤولين في طالبان سيأتون من مدينة كويتا الباكستانية للغرض نفسه.
وتابعت أن رئيس لجنة الدعوة والإرشاد في الحركة أمير خان متقي وصل بدوره إلى هلمند (جنوبي أفغانستان) لإجراء مشاورات مماثلة.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان توجه قبل نحو 10 أيام إلى كابل قادما من قندهار، وعقد سلسلة من المشاورات سعيا لتشكيل حكومة جديدة وعدت طالبان بأن تكون حكومة شاملة.
من جهته، نفى المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد -في تصريح للجزيرة- تحديد موعد لتشكيل الحكومة أو التحدث بهذا الشأن مع أحد، مؤكدا أن الحركة ستقوم بجولة مشاورات مع جهات مختلفة لمزيد من التنسيق بشأن تسيير عمل الحكومة.
وكانت تقارير نسبت إلى المتحدث باسم طالبان قوله إن الحكومة ستشكل خلال أسبوع.
من جهته، قال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم -على تويتر- إن وفدا من المكتب السياسي للحركة التقى بمختلف الشخصيات السياسية وشيوخ العشائر والصحفيين والناشطين في کابل.
وأضاف نعيم في تغريدة أخرى أن وفد المكتب السياسي طمأن الجميع على أمنهم وسلامتهم، واستمع إلى آرائهم ومقترحاتهم بشأن مستقبل البلاد.
منطقة آمنة بكابل
على صعيد آخر، ومع قرب حلول موعد انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان في 31 أغسطس/آب الجاري، تعتزم فرنسا وبريطانيا تقديم مشروع قرار في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي بشأن أفغانستان يوم غد الاثنين، يقترح إقامة منطقة آمنة في كابل للراغبين في مغادرة البلاد.
وفي مقابلة مع صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" (Le Journal du Dimanche) تنشر اليوم الأحد، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن مشروع القانون الذي يقترحه يهدف إلى تحديد منطقة آمنة في كابل تحت سلطة الأمم المتحدة، تتيح استمرار العمليات الإنسانية.
وأضاف أن ضمان خروج المدنيين بعد انتهاء عمليات الإجلاء الحالية يعد أحد الشروط المسبقة لأي علاقة بين فرنسا وحركة طالبان.
من جهته، لوَّح وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب -في مقال سينشر اليوم في صحيفة "صنداي تليغراف" (The Sunday Telegraph)- بفرض عقوبات على حركة طالبان من خلال الأمم المتحدة والنظام البريطاني، إذا لم توفر الحركة ممرا آمنًا لخروج من تبقى من بريطانيين وأفغان إلى الدول المجاورة.
وفي السياق، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن الدفعة الأخيرة من قوات بلاده غادرت كابل بعد 20 عاما من الوجود العسكري هناك، وتعهد بأن تحافظ بريطانيا بكل ما لديها من أدوات دبلوماسية وإنسانية على ما أُنجز في أفغانستان منذ 2001.
وكان جونسون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اتفقا على ضرورة تقديم مساعدات دولية وتبني مجموعة السبع نهجا مشتركا إزاء الحكومة التي ستتولى الأمور في أفغانستان مستقبلا.
الاعتراف بطالبان
وقال بيان بريطاني إن جونسون شدد على أن أي اعتراف بحركة طالبان وأي تعامل معها يجب أن يكونا مشروطين بسماحها بمرور آمن لمن يريدون مغادرة البلاد وباحترامها حقوق الإنسان.
وفي نفس الإطار، نقلت صحيفة واشنطن بوست (The Washington Post) عن مسؤولين قولهم إن الرئيس الأميركي جو بايدن يخطط لسحب سفير بلاده والدبلوماسيين من كابل بحلول بعد غد الثلاثاء، وإن قرار إدارته الاعتراف بحكومة طالبان قد يستغرق بعض الوقت.
في المقابل، أكد زامير كابولوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أفغانستان أنه سيتعين على موسكو بناء علاقات مع الحكومة الجديدة في أفغانستان، مشيرا إلى أنها تسعى لذلك منذ 8 سنوات.